بعثات أجنبية في أفغانستان تدعو طالبان إلى وقف إطلاق النار

جنديان من القوات الخاصة الأفغانية في قندهار بأفغانستان يوم 13 يوليو تموز 2021. تصوير: دانيش صديقي - رويترز.
جنديان من القوات الخاصة الأفغانية في قندهار بأفغانستان يوم 13 يوليو تموز 2021. تصوير: دانيش صديقي - رويترز.

كابول (رويترز) - دعت 15 بعثة دبلوماسية وممثل حلف شمال الأطلسي في أفغانستان طالبان يوم الاثنين إلى وقف هجماتها العسكرية وذلك بعد ساعات من إخفاق الحركة والحكومة الأفغانية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال محادثات في الدوحة.

والتقى وفد من كبار الزعماء الأفغان مع القيادة السياسية لحركة طالبان في العاصمة القطرية على مدى اليومين الماضيين لكن بيانا أصدرته الحركة في وقت متأخر من مساء يوم الأحد لم يأت على ذكر أي وقف لأعمال العنف المحتدمة في أفغانستان.

وقالت البعثات الدبلوماسية وممثل حلف شمال الأطلسي في بيان "في عيد الأضحى.. يجب أن تضع طالبان أسلحتها للأبد وتظهر للعالم التزامها بعملية السلام". وتبدأ عطلة عيد الأضحى في أفغانستان يوم الثلاثاء.

وصدر البيان المشترك عن البعثات الدبلوماسية لأستراليا وكندا والتشيك والدنمرك والاتحاد الأوروبي وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا وهولندا وإسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة إضافة للمثل المدني لحلف شمال الأطلسي.

وكانت طالبان تعلن في عطلات الأعياد السابقة وقفا مؤقتا لإطلاق النار وتقول إنها تريد أن تترك المواطنين الأفغان يقضونها في سلام.

لكن الحركة لم تصدر مثل هذا الإعلان حتى الآن هذه المرة مع تحقيقها مكاسب سريعة بمستويات غير مسبوقة تقريبا خلال معارك في أنحاء البلاد بينما تكمل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة انسحابها بعد 20 عاما من القتال.

وأيضا، أدان بيان البعثات الدبلوماسية يوم الاثنين انتهاكات الحقوق مثل مساع لإغلاق مدارس ووسائل إعلامية تناقلت أنباءها تقارير إعلامية في مناطق تمكنت طالبان مؤخرا من السيطرة عليها. ونفت الحركة من قبل مثل تلك التقارير.

* "السعي للتوصل إلى تسوية"

قالت طالبان يوم الاثنين إنها استولت على منطقة دهراود في إقليم أرزكان، إلى الجنوب الغربي من كابول، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية الليلة الماضية. وأكد مسؤولون في الإقليم تقدم طالبان.

وفي إقليم سامنجان الشمالي، قال الجيش إن قوات الأمن تمكنت من استعادة منطقة من أيدي المتمردين، وإن 24 من مقاتلي الحركة بمن فيهم قائدان وحاكمها للمنطقة، قتلوا.

واستمرت الاشتباكات هناك يوم الاثنين. وليس بإمكان رويترز التحقق بصورة مستقلة من المعلومات التي يقدمها الجيش.

وزار الرئيس الأفغاني أشرف غني عاصمة إقليم هرات في غرب البلاد يوم الاثنين. واستولت طالبان على جميع مناطق الإقليم وعددها 17 في الأيام القليلة الماضية باستثناء مدينة هرات العاصمة، التي تخضع للحصار.

من ناحية أخرى، قال عبد الله عبد الله رئيس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان المشارك في المحادثات يوم الاثنين إن الاجتماعات التي عقدت بين القادة الأفغان وحركة طالبان في الدوحة بحثت سبل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع.

وأضاف عبد الله على تويتر "اتفقنا على مواصلة المحادثات والسعي للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الحالية وتجنب سقوط قتلى من المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية لمواجهة جائحة كوفيد-19".

وقال بيان صادر عن طالبان في وقت متأخر من مساء يوم الأحد "اتفق الجانبان على الحاجة إلى تسريع وتيرة محادثات السلام ليتسنى التوصل لحل دائم وعادل للمشكلة الحالية في أفغانستان بأسرع وقت ممكن".

وبدأت المحادثات بين طالبان والمسؤولين الأفغان في سبتمبر أيلول من العام الماضي لكنها لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم.

ونفى المتحدث باسم طالبان في الدوحة محمد نعيم تقارير إعلامية أفادت بأن الحركة وافقت على وقف إطلاق نار في العيد مقابل إطلاق سراح سجناء منها.

وسافر المبعوث لأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد إلى إسلام أباد يوم الاثنين واجتمع مع رئيس وزراء باكستان وقائد الجيش هناك. وقالت السفارة الأمريكية في بيان "شدد السفير خليل زاد على الحاجة الماسة إلى تسوية سياسية شاملة بين جمهورية أفغانستان الإسلامية وطالبان".

وتعتبر باكستان طرفا رئيسيا في عملية السلام في أفغانستان في ضوء نفوذها التاريخي على طالبان.

(تغطية صحفية شارلوت جرينفيلد وعبد القادر صديقي وعروج حكيمي - إعداد مصطفى صالح وسلمى نجم ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)

(c) Copyright Thomson Reuters 2021. Click For Restrictions -
https://agency.reuters.com/en/copyright.html

رويترز