استقبال حذر من أوروبا وآسيا لحكومة طالبان الجديدة في أفغانستان

أحد أفراد طالبان يوجه بندقيته نحو متظاهرين بالقرب من السفارة الباكستانية في كابول يوم الثلاثاء - رويترز
أحد أفراد طالبان يوجه بندقيته نحو متظاهرين بالقرب من السفارة الباكستانية في كابول يوم الثلاثاء - رويترز

(رويترز) - استقبلت ألمانيا والصين واليابان إعلان تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان بفتور وحذر يوم الأربعاء بعد أن سيطرت حركة طالبان الإسلامية على العاصمة كابول في اجتياح خاطف الشهر الماضي.

وشغل قادة الحركة الإسلامية أهم الحقائب في الحكومة الجديدة التي أُعلنت يوم الثلاثاء والتي لا تضم أي أفراد من جماعات أخرى أو أي نساء.

وعُين الملا حسن أخوند، أحد مساعدي مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، رئيسا للحكومة الجديدة وسراج الدين حقاني، نجل مؤسس شبكة حقاني التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وزيرا للداخلية.

ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة مخالفا تماما لنصائح القوى العالمية لطالبان بأن تكون الحكومة ممثلة لجميع الأطياف في البلاد وتدعم تعهداته الحركة بنهج أكثر تصالحا يحترم حقوق الإنسان، إذا كانت تريد السلام والتنمية.

أبدى هايكو ماس وزير الخارجية الألماني قلقه يوم الأربعاء إزاء الحكومة قائلا إنه ليس هناك ما يبعث على التفاؤل حيال الأوضاع في أفغانستان.

وقال "إعلان حكومة مؤقتة لا تشارك فيها جماعات أخرى، والعنف الذي وقع أمس ضد المتظاهرين والصحفيين في كابول ليس إشارات تبعث على التفاؤل".

وما زال الأفغان، الذين شهدوا تقدما كبيرا في مجالات التعليم والحريات المدنية في ظل الحكومة المدعومة من الغرب على مدى 20 عاما مضت، يخشون نوايا طالبان وينظمون مظاهرات يوميا منذ تولت طالبان السلطة.

وقال ماس إن بلاده على استعداد لمواصلة الاتصالات مع طالبان في محاولة لضمان السماح لمزيد من الأشخاص بمغادرة البلاد التي تعاني من نقص المواد الغذائية وتوقف المدفوعات الدولية.

وكانت الصين، التي تربطها حدود مع أفغانستان، قد دعت إلى حكومة "منفتحة وممثلة للجميع" بعد وصول طالبان للسلطة وسط الفوضى التي أعقبت انسحاب القوات الأمريكية.

وقال وانغ ون بين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الأربعاء إن بكين تعتبر تشكيل حكومة جديدة خطوة ضرورية صوب إعادة إعمار أفغانستان.

وأضاف وانغ في إفادة صحفية "نأمل أن تستمع السلطة الجديدة في أفغانستان للشعب من جميع الأعراق والفصائل لترقى إلى مستوى طموحات شعبها وتوقعات المجتمع الدولي".

وتابع وانغ في تصريحات ردا على سؤال عما إذا كانت الصين ستعترف بالحكومة الجديدة قائلا إن بلاده مستعدة للاستمرار في التواصل مع الزعماء في تلك الحكومة.

وفي طوكيو قال مسؤول بارز إن اليابان ترقب أفعال طالبان وستبقى على التعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى في حين تبدي قلقها على سلامة مواطنيها في أفغانستان.

وقال كاتسونوبو كاتو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني "نفعل ما في وسعنا، عبر جهود مختلفة منها الحوار العملي مع طالبان، على ضمان سلامة المواطنين اليابانيين وأفراد الطاقم المحلي هناك".

ووعد كذلك بدعم اليابانيين الراغبين في مغادرة أفغانستان.

وقالت الأمم المتحدة إن الخدمات الأساسية تنهار في أفغانستان إذ توشك المواد الغذائية وغيرها من المساعدات على النفاد. وأضافت أن أكثر من نصف مليون أفغاني نزحوا داخل البلاد هذا العام.

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

(c) Copyright Thomson Reuters 2021. Click For Restrictions -
https://agency.reuters.com/en/copyright.html

رويترز