تباين الدخل وجائحة كورونا: قضايا هامة في السباق نحو كرسي رئاسة وزراء اليابان

سياسة

طوكيو (رويترز) – تعهد المرشحون الذين يتنافسون على تولي منصب رئيس وزراء اليابان في الانتخابات المقبلة باستعادة الثقة الشعبية في الحزب الحاكم من خلال معالجة قضايا التباين في الدخل وجائحة كورونا وتغير المناخ بالتزامن مع بدء حملاتهم الانتخابية يوم الجمعة الماضي.

وحصل وزير اللقاحات تارو كونو، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه المنافس الرئيسي للفوز بسباق 29 سبتمبر/ أيلول لقيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، على تأييد من رئيس الوزراء المنتهية فترته يوشيهيدي سوغا.

وكان سوغا قد أعلن قبل أسبوعين إنه سيتنحى بعد عام واحد فقط من توليه منصب رئيس الوزراء، ليطلق بذلك العنان للسباق الانتخابي الذي سيحدد خليفته في المنصب. وسيصبح الزعيم الجديد للحزب الديمقراطي الليبرالي، وهو القوة المهيمنة في السياسة اليابانية طوال معظم فترات تاريخها بعد الحرب، رئيسًا للوزراء بحكم أغلبية الحزب في مجلس النواب بالبرلمان.

وصرح سوغا للصحفيين ”معركتنا ضد فيروس كورونا أمر بالغ الأهمية. وكان هذا هو ما دفعني للتفكير في دعم السيد كونو“، مضيفا أنه يأمل في إجراء مناقشة نشطة بين المرشحين.

وتضررت صورة الحزب الديمقراطي الليبرالي من الرأي العام الذي يرى بأن سوغا أخطأ في التعامل مع جائحة كورونا مما دفع أعضاء البرلمان من الحزب الحريصين على وجود وجه جديد قادر على قيادتهم للفوز في الانتخابات العامة المتوقعة في غضون شهرين.

ويواجه كونو الذين تولى في السابق حقائب وزارتي الخارجية والدفاع، وزير الخارجية السابق كيشيدا فوميو، وتاكائيتشي سانائي، التي تولت مهام وزارة الشؤون الداخلية، ونودا سيكو، الوزيرة السابقة للمساواة بين الجنسين.

وعلى عكس سباق الحزب الديمقراطي الليبرالي العام الماضي، عندما خلف سوغا رئيس الوزراء آنذاك شينزو آبي، سينضم أعضاء الحزب الديمقراطي الليبرالي ذوو القاعدة الشعبية إلى باقي البرلمانيين في الإدلاء بأصواتهم، مما يجعل الشعبية بين الجماهير أمرًا أكثر أهمية بالنسبة للحزب الذي تهيمن عليه فصائل متباينة.

وكان الموضوع المشترك في الحملات الانتخابية التي بدأت يوم الجمعة هو مواجهة قضايا مثل التباين في الدخل واستعادة ثقة الناخبين قبل الانتخابات، حيث بدا أن المرشحين يتراجعون عن سياسات النمو التي اتبعها آبي، والمعروفة باسم ”أبينوميكس“، والتي حافظ عليها سوغا من بعده.

وقال كونو: ”لا ينبغي أن تكون لدينا فكرة محددة مسبقًا عن حجم أي حزمة تحفيز. المهم هو إنفاق الأموال على الاستثمار في المستقبل“. ويشمل ذلك ”دعم العائلات التي لديها أطفال“.

ثم أضاف ”سياسات أبينوميكس أحدثت تغييرات كبيرة في الاقتصاد، لكن أرباح الشركات لم تؤد إلى ارتفاع الأجور. ويجب أن نحول تركيزنا نحو تعزيز دخل الأسرة، من أرباح الشركات“.

ويعد كونو، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، والبالغ من العمر 58 عامًا، أحد المرشحين من السن الصغير نسبيًا لمنصب رئيس الوزراء الياباني وينظر إليه على نطاق واسع على أنه المرشح الأوفر حظًا نظرًا لشعبيته بين الجمهور، الذين يختارونه بانتظام مؤخرًا على أنه المرشح المفضل لديهم لشغل المنصب. كما يبدو أن المستثمرين قد أستعدوا لفوز كونو بالمنصب على حساب كيشيدا.

وتعززت فرص كونو هذا الأسبوع عندما أعلن إيشيبا شيغيرو، أحد الشخصيات القوية داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي، والذي يحظى بشعبية في صفوف الحزب، عن دعمه له، بعد أن كان يفكر في ترشيح نفسه.

امرأتان في السباق 

لكن كونو معروف بكونه متمرد، لذا قد يفضل شيوخ الحزب كيشيدا، 64 عامًا، الذي يتميز بكونه لين القول، والمحسوب على أحد أكثر فصائل الحمائم في الحزب، بسبب التصورات بأنه قد يكون أكثر نجاحًا من كونو في الحصول على الإجماع.

وردد كيشيدا تعهده بتخفيف الفوارق في الدخل، مؤكدًا حسب زعمه إن الجائحة قد فاقمت من فداحة هذا التباين. وكرر أنه سيفعل ذلك من خلال بناء شكل جديد من الرأسمالية وإعادة توزيع المزيد من الدخل على الأسر.

كما اقترح حزمة إنفاق تزيد عن 30 تريليون ين.

وقال ”لكنني أعتقد أن الموضوع الأكبر في انتخابات الحزب الديمقراطي الليبرالي هو استعادة الثقة بالحزب“.

وقالت تاكائيتشي (60 عاما)، وهي تلميذة لآبي، أطول رئيس وزراء شغل المنصب في تاريخ اليابان، وعضوة في الجناح الأكثر تحفظًا في الحزب الديمقراطي الليبرالي، إنها ستدعم خطة آبي المتمثلة في مراجعة الدستور السلمي.

وكان آبي قد أيدها علنًا في تغريدة على تويتر يوم الخميس الماضي، مشيدًا ”بتصميمها على الدفاع عن سيادة اليابان ونظرتها القوية للأمة“.

وينظر إلى نودا (61 عاما)، التي انضمت إلى السباق يوم الخميس الماضي بعد أن حصلت على دعم المطلوب من 20 نائبًا، على أنه فرصتها في الفوز ضئيلة. لكنها يمكن أن يكون لها تأثير كبير على السباق تتسبب في تعذر حصول مرشح واحد على الأغلبية في الجولة الأولى.

وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها سيدتان في سباق قيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي. ويذكر أن نودا وعدت كذلك بالعمل من أجل ضمان المزيد من التنوع.

وقالت ”عندما أصبح أول رئيسة وزراء لليابان، سأعجل من التحول النموذجي للمجتمع“.

و”سأعمل جاهدة لشغل النساء نصف المناصب الوزارية في حكومتي“.

(تقرير تاكيناكا كيوشي، إيلاين ليّز، وتاكيموتو يوشيفومي. تقرير إضافي جو مين بارك وليكا كيهارا، وكاجيموتو تيتسوشي. تحرير ويليام مالارد ومايكل بيري. النص الأصلي باللغة الإنكليزية، الترجمة من إعداد nippon.com)

   وزير اللقاحات الياباني كونو تارو، المرشح ليحل محل رئيس الوزراء سوغا يوشيهيدي، أثناء لقاء جماعي في طوكيو، اليابان في 16 سبتمبر/ أيلول 2021. تصوير: كيم كيونغ هون، رويترز.
  وزير اللقاحات الياباني كونو تارو، المرشح ليحل محل رئيس الوزراء سوغا يوشيهيدي، أثناء لقاء جماعي في طوكيو، اليابان في 16 سبتمبر/ أيلول 2021. تصوير: كيم كيونغ هون، رويترز.

 

رئيس الوزراء الياباني سوغا يوشيهيدي أثناء حضوره مؤتمرًا صحفيًا حول استجابة اليابان لتفشي جائحة كورونا في مقر إقامته الرسمي في طوكيو، اليابان، 17 يونيو/ حزيران 2021. تصوير: إيسي كاتو، رويترز.   
رئيس الوزراء الياباني سوغا يوشيهيدي أثناء حضوره مؤتمرًا صحفيًا حول استجابة اليابان لتفشي جائحة كورونا في مقر إقامته الرسمي في طوكيو، اليابان، 17 يونيو/ حزيران 2021. تصوير: إيسي كاتو، رويترز.  

  نودا سيكو، وزيرة سابقة للشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية وشغلت في السابق منصب الوزيرة المسؤولة عن تمكين المرأة، أثناء مقابلة مع رويترز في طوكيو، اليابان، 11 مايو/ أيار، 2018. تصوير: إيسي كاتو، رويترز.
نودا سيكو، وزيرة سابقة للشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية وشغلت في السابق منصب الوزيرة المسؤولة عن تمكين المرأة، أثناء مقابلة مع رويترز في طوكيو، اليابان، 11 مايو/ أيار، 2018. تصوير: إيسي كاتو، رويترز.

مرشح قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان ووزير الخارجية السابق كيشيدا فوميو أثناء مناظرة لانتخابات قيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي في طوكيو باليابان في 12 سبتمبر/ أيلول 2020. تشارلي تريبالو، رويترز.
مرشح قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان ووزير الخارجية السابق كيشيدا فوميو أثناء مناظرة لانتخابات قيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي في طوكيو باليابان في 12 سبتمبر/ أيلول 2020. تشارلي تريبالو، رويترز.

 النائبة اليابانية تاكائيتشي سانائي في المؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه ترشحها لخوض السباق على زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم لخلافة رئيس الوزراء سوغا يوشيهيدي في طوكيو، اليابان، 8 سبتمبر/ أيلول 2021. تصوير: كيم كيونغ هون، رويترز.
 النائبة اليابانية تاكائيتشي سانائي في المؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه ترشحها لخوض السباق على زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم لخلافة رئيس الوزراء سوغا يوشيهيدي في طوكيو، اليابان، 8 سبتمبر/ أيلول 2021. تصوير: كيم كيونغ هون، رويترز.

نودا سيكو، وزيرة سابقة للشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية وشغلت في السابق منصب الوزيرة المسؤولة عن تمكين المرأة، أثناء مقابلة مع رويترز في طوكيو، اليابان، 11 مايو/ أيار، 2018. تصوير: إيسي كاتو، رويترز.
نودا سيكو، وزيرة سابقة للشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية وشغلت في السابق منصب الوزيرة المسؤولة عن تمكين المرأة، أثناء مقابلة مع رويترز في طوكيو، اليابان، 11 مايو/ أيار، 2018. تصوير: إيسي كاتو، رويترز.

 

 

 

الحزب الليبرالي الديمقراطي الانتخابات العامة الحكومة اليابانية رويترز