نفوذ آبي على رئيس الوزراء المقبل كيشيدا

سياسة

 رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي يحضر مؤتمرا صحفيا في طوكيو، اليابان، 24 ديسمبر/ كانون الأول، 2020.
رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي يحضر مؤتمرا صحفيا في طوكيو، اليابان، 24 ديسمبر/ كانون الأول، 2020.

طوكيو (رويترز) - لم يترشح رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي في انتخابات الحزب الحاكم هذا الأسبوع لاختيار زعيم اليابان المقبل لكن فوز وزير خارجيته السابق فوميئو كيشيدا يعني يعني أن آبي وقاعدته المحافظة هم الفائزون، ونفوذهم السياسي مضمون.

يقول محللون إن سياسات آبي الدفاعية القوية وموقفه الصارم تجاه بكين، مع ترك الباب مفتوحًا للحوار نظرًا للعلاقات الاقتصادية الحيوية مع الصين، ستكون أساسًا لدبلوماسية اليابان وسياساتها الأمنية في عهد كيشيدا.

قال تسونيو واتانابي، الزميل البارز في مؤسسة ساساكاوا للسلام: ”ستكون الأولوية لتعزيز العلاقات مع أمريكا وتعزيز القدرات الدفاعية لليابان“.

”لكن في هذه العملية، سيرغبون في الحد من الضرر الاقتصادي قدر الإمكان“.

واستقال آبي، أطول رؤساء وزراء اليابان بقاء في المنصب، العام الماضي مشيرا إلى اعتلال صحته مع تلاشي حلمه بولاية أخرى، لكن خليفته سوغا يوشيهيدي ورث تركته وسار على خطاه. 

ومع ذلك، اضطر سوغا نفسه إلى الانسحاب بعد أن تراجعت تقييمات ناخبيه بسبب تعامله مع جائحة كورونا، مما أثار حالة من عدم اليقين السياسي نادرًا ما تحدث في سباق الحزب الحاكم. 

لم يدعم آبي كيشيدا بشكل علني في بداية سباق قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي، لكنه أيد سانائي تاكائيتشي التي كانت ترمي إلى أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان.

بعد الأداء القوي المفاجئ لتاكائيتشي في الجولة الأولى من التصويت، دعم أنصارها من المشرعين كيشيدا في جولة الإعادة ضد الوزير المسؤول عن حملة التطعيم ضد كورونا كونو تارو، الذي اعتبره منتقدو الجناح اليميني لينًا مع الصين ولا يمكن التنبؤ بأفعاله من قبل رؤساء الحزب.

أصبح كيشيدا، البالغ من العمر 64 عامًا، وهو سياسي ذو طابع توافقي وله صورة لطيفة، رئيسًا للحزب الحاكم يوم الأربعاء، مما يضمن عمليًا أن يخلف سوغا كرئيس للوزراء بسبب قبضة الحزب على البرلمان.

قال توبياس هاريس ، الزميل الأول في مركز التقدم الأمريكي: ”تاكيتشي ركض وذهب آبي وراءها بكل قوة - كان هذا هو الشيء الذي غير السباق“.

يقول محللون إنه من المرجح أن يأخذ كيشيدا في الاعتبار رغبات آبي في تعديل وزاري في الحكومة والمناصب الحزبية الرئيسية، وسيُراقب عن كثب إلى أي مدى يذهب هذا الأمر.

من المرجح أن تحصل تاكائيتشي على منصب حزبي أو وزاري في حين أن وزير الاقتصاد السابق أكيرا أماري، وهو حليف لآبي ومهندس سياسات الأمن الاقتصادي لليابان لحماية التقنيات الحساسة، يتطلع إلى استبدال الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي توشيهيرو نيكاي، المعروف بعلاقاته مع الصين. .

وقال هاريس عن خروج نيكاي المحتمل ”هذا يعني صوتًا أقل أهمية لصالح التوافق (مع الصين)“.

الانجذاب نحو اليمين

كان كيشيدا اللطيف الكلام، قد توجه بالفعل إلى اليمين خلال حملة الحزب الليبرالي الديمقراطي، مما يعكس تحولًا مستمرًا في الحزب الليبرالي الديمقراطي بالإضافة إلى احتمالية أنه سيحتاج إلى مساعدة آبي للفوز.

قال كيشيدا إن اكتساب القدرة على ضرب قواعد العدو، وهي خطوة مثيرة للجدل يدعمها آبي، خيار قابل للتطبيق وإنه سيعين مساعدًا لمراقبة معاملة الصين للأقلية الأويغورية. وتنفي الصين الاتهامات بارتكاب انتهاكات.

وفي مقابلة إعلامية، وصف أيضًا تايوان - التي تعتبرها الصين مقاطعة منشقة - ”خط المواجهة“ في صراع الديمقراطيات لمقاومة تقدم الاستبداد.

ومن المتوقع أيضًا أن يحافظ على مشاركته مع المجموعة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة، أستراليا، الهند واليابان، والتي تعتبرها بكين محاولة لاحتواء صعودها.

قال جيري كيرتس، الأستاذ الفخري بجامعة كولومبيا: ”سيحاول آبي جذب كيشيدا أكثر إلى اليمين وسيحقق نجاحًا محدودًا“. ”ما يعنيه ذلك هو سياسات أمنية أكثر قوة واتخاذ موقف قوي إلى حد ما بشأن قضايا مثل تايوان، ولكن لن يكون هناك تغيير كبير“.

ولكن فيما يتعلق بموضوع القضية الشائكة والمثيرة للجدل الخاصة بزيارات ضريح ياسوكوني لقتلى الحرب، الذي تعتبره بكين وسيوؤل رمزًا للنزعة العسكرية اليابانية في الماضي، كان كيشيدا غامضًا. زار آبي الضريح مرة واحدة كرئيس للوزراء في عام 2013، مما أغضب الصين وكوريا الجنوبية وأزعج واشنطن أيضًا.

وقال كويتشي ناكانو، الأستاذ بجامعة صوفيا، ”لقد أراد (كونو) أن يصبح رئيسًا للوزراء وسيفعل ذلك، لكن ذلك كان من خلال ولائه لآبي و وزير المالية آسو تارو، وهو عضو له ثقله وتأثيره الكبير في الحزب وحليف لأبي، مضيفًا أن كيشيدا سيضطر إلى استيعاب وجهات نظرهما.

لكن التحدي الكبير الأول لكيشيدا سيكون انتخابات عامة يجب إجراؤها بحلول 28 نوفمبر/ تشرين الثاني. ومن المرجح أن يعني الارتداد المتوقع في التأييد الشعبي أن الحزب الليبرالي الديمقراطي سيتجنب سيناريو الهزيمة في الانتخابات البرلمانية بسبب ‘دارة سوغا. 

(من إعداد ليندا سيغ؛ تحرير مايكل بيري، النص الأصلي باللغة الإنكليزية) 

شينزو آبي الحكومة اليابانية رويترز كيشيدا