عدم وجود جواز سفر كورونا والاختبارات يهددان إعادة فتح اليابان

لايف ستايل

 طوكيو (رويترز)- تمثل مسألة النقص في جوازات السفر الخاصة باللقاحات في اليابان وقدرتها المحدودة على إجراء اختبار اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (بي.سي.آر) تهديدًا للطموحات التي تأمل في إعادة فتح الأبواب أمام الاقتصاد في فترة نهاية العام الحاسمة التي تُدر على المطاعم ما يصل إلى نصف إيراداتها السنوية وتكون وكالات السفر في ذروة انشغالها.

وهذا يعني أن الشركات، التي تشعر بالقلق حيال موجة أخرى من تفشي الفيروس خلال فصل الشتاء، لن تعيد تعيين الموظفين المُسرحين أو تطلب المزيد من الإمدادات حتى يمكنها معرفة المزيد عن الشكل الذي ستبدو عليه خطة إعادة الفتح والمدة التي يمكن أن تظل عليها مستمرة. وقد تُركت السلطات المحلية إلى حد كبير لتدبر أمورها بنفسها، الأمر الذي أدى إلى خلق مزيج من القواعد وخطط الامتثال.

والأمر على المحك المتمثل في مدى السرعة التي يمكن لليابان أن تستعيد بها بعضًا من الـ 44 مليار دولار التي أنفقها السياح الأجانب في عام 2019 وما إذا كان يمكن إطلاق العنان للإنفاق المحلي المكبوت البالغ 53 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد المنهك.

وإذا فشل الأمر، فإن عودة الحياة أمام الاقتصاد قد تكون مكلفة أيضًا لرئيس الوزراء الجديد فوميؤ كيشيدا، الذي يخوض انتخابات في الأيام القليلة القادمة. حيث تمت الإطاحة بسلفه بعد أن تراجعت شعبيته بسبب تصورات مفادها أن حكومته أخطأت في طريقة التعامل مع جائحة فيروس كورونا.

وتعتبر نهاية العام أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة للأماكن الترفيهية والمطاعم في اليابان، حيث تنظم الشركات حفلات ”نهاية العام“ لا سيما تناول المأكولات والمشروبات مع شركاء العمل والأصدقاء، الأمر الذي يعد عادة مهمة.

وتقول مايومي سايجو، التي تمتلك إحدى الحانات في حي كاغورازاكا بطوكيو: ”كنت أقيم دائمًا حفلًا خاصًا في نهاية العام، لكنني أفكر في إلغاء الأمر، لأن الخبراء يقولون إن الموجة السادسة من فيروس كورونا ستأتي لا محالة“.

وتقول سايجو إنها تشعر بالقلق حيال طلب مخزون بقيمة 4,000 دولار من جمهورية التشيك بعد أن تخلصت من مخزون العام السابق بسبب عمليات الإغلاق ومعاناتها من اضطراب في النوم قبل رفع حالة الطوارئ الأخيرة.

وتضيف: ”كل التجهيزات والترتيبات ستكلفني المال، وأريد تجنب المخاطرة بأي ثمن“. 

وفي الوقت الذي صمدت فيه حاناتها إثر القيود الوبائية السابقة التي كانت مفروضة على ساعات العمل، لم تمنع التعويضات الحكومية 780 حانة أخرى ومطعمًا في اليابان من الإفلاس في هذا العام حتى أبريل/ نيسان، و 298 مكانًا آخر منذ ذلك الحين، وفقًا لبيانات شركة الائتمان الخاصة (تيكوكو داتابانك).

ويقول شيغينوري إيشي، أحد المسؤولين في هيئة الخدمات الغذائية اليابانية، وهي مجموعة صناعية قوية تضم 75,000 عضوًا: ”إلى متى سيتم السماح للمطاعم بالبقاء مفتوحة؟ فكل شيء يعتمد على ذلك، سواء كان توظيف الناس وطلب المؤن والمخزون“

جوازات السفر واختبارات كورونا

تعرضت اليابان في البداية لانتقادات بسبب بطء عمليات التطعيم التي تركتها في مؤخرة معظم الاقتصادات المتقدمة وجعلها عرضة لتفشي المتحور دلتا الذي أجبرها على إقامة أولمبياد طوكيو دون حضور جماهيري هذا الصيف.

وقد تباطأت الحالات منذ ذلك الحين إلى حد كبير، وتسارعت وتيرة إعطاء اللقاحات، مما مكّن الحكومة من البدء تدريجيًا في العمل على مخطط لإعادة الفتح يستلزم بدوره استخدام شهادات التطعيم واختبارات تفاعل البلمرة المتسلسل. 

وتكمن مشكلة جوازات سفر اللقاح في أنه، علاوة على المخاوف المتعلقة بالخصوصية التي لم يتم حلُها، تم إعطاء التطعيمات من قبل السلطات المحلية أو قوات الدفاع الذاتي، ولا توجد قاعدة بيانات موحدة.

ويقول يوسوكى ناكامورا، عالم الوراثة والرائد في العلاج بالطب الشخصي لأمراض السرطان: ”أعتقد أنه كان علينا الاستعداد بشكل أكبر قبل ذلك بكثير. ربما قبل عام، فلا توجد آلية موحدة لتوفير جواز سفر اللقاح، لذا فإن كل مدينة ستقوم بعمل نوعٍ مختلفٍ من جواز السفر، لكن لن يكون الأمر مُرقّمًا”. 

وفي حين أن مدينة طوكيو لم تحرز أي تقدم تقريبًا في خطة إعادة الفتح وفقًا للمسؤولين، فإن بعض البلديات ستمضي في الأمر منفردة.

حيث قامت جزيرة إيشيغاكي، في أقصى جنوب اليابان، بتعديل أحد تطبيقات الهواتف الخلوية المستخدم لحجز اللقاح ليكون بمثابة سجل تلقيح على الهاتف. ويمكن للسياح إظهار سجل اللقاحات الخاص بهم للحصول على بطاقة خصم عند ارتيادهم  المتاجر والمطاعم.

ويقول تيرويوكي تاناهارا أحد المسؤولين في مدينة إيشيغاكي: ”إذا تمكنا من توسيع الاستخدام لضمان الطمأنينة بين أصحاب المتاجر والمتسوقين، فيمكن أن يتعافى اقتصاد إيشيغاكي”.

وتُظهر بيانات جامعة أوكسفورد أن مشكلة إعادة الفتح جزئيًا استنادًا على اختبارات فحوص الـ بي سي أر هي أن اليابان لم تقم باختبارات واسعة النطاق، حيث أجرت 9 مرات أقل من الاختبارات المُجراه للفرد الواحد مقارنة بالولايات المتحدة أثناء الوباء، وأن اختبارات الفحص ليست متاحة بسهولة.

وقد قالت الحكومة أنها أجرت الاختبارات تماشيًا مع توصيات منظمة الصحة العالمية. وتعهد رئيس الوزراء الجديد كيشيدا بزيادة القدرة على إجراء الاختبارات، لكن الوعود المماثلة التي قدمها أسلافه لم تحقق تقدمًا ملموس.

وقال ماكوتو شيموأرايسو، أحد المسؤولين في مجلس الوزراء المعنيين بالتعامل مع الوباء، لوكالة رويترز ”إن الحكومة كانت تقيّم أفضل الخيارات الممكنة على سبيل المثال في ملاعب كرة القدم أو الصالات أو المطاعم أو الحانات”.

وأدرف قائلًا : ”سنستمع إلى الأطراف المعنية الآخرى مثل الشركات الخاصة والحكومات المحلية أيضًا للتوصل إلى خطة تشغيلية محددة ونحاول الإسراع بتفعيل ذلك”.

وبالعودة إلى طوكيو، يقول مايك غرانت، وهو شريك في ملكية سلسلة (ديفيل كرافت) للبيتزا ومتاجر الجعة الحرفية التي تضم 20 موظفًا، إن أي مخطط يجب أن يكون مصحوبًا بقواعد إنفاذ واضحة.

”نحن لا نمانع في إبعاد الناس عن متاجرنا إذا سُمح لنا بذلك...إذا كانت الحكومة ستدعمنا وتقول ʺهذا ما يقوله العلمʺ.

”أعتقد أنه سيتم البحث عننا للتشاور، إذا كنا في وقت مبكر لاعتماد برنامج من هذا القبيل. لذلك بالتأكيد سيكون هذا أمرًا إيجابيًا“.

أحد الزوار وضوء على شكل القمر في حالة انعكاس على نافذة في مرصد مبنى صن شاين بعد تخفيف الضوابط الاحترازية لفيروس كورونا في طوكيو باليابان في الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2021. رويترز/كيم كيونغ هون.
أحد الزوار وضوء على شكل القمر في حالة انعكاس على نافذة في مرصد مبنى صن شاين بعد تخفيف الضوابط الاحترازية لفيروس كورونا في طوكيو باليابان في الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2021. رويترز/كيم كيونغ هون.

زائرون يلتقطون صورًا لمنظر طوكيو الليلي خلال مناسبة ”توتالي دارك تايم“، حيث يتم إطفاء جميع الأضواء الكهربائية واستخدام أضواء الشموع بدلاً من ذلك، في مرصد مبنى صن شاين بعد تخفيف الضوابط الاحترازية لفيروس كورونا في طوكيو باليابان في الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2021. رويترز/كيم كيونغ هون.
زائرون يلتقطون صورًا لمنظر طوكيو الليلي خلال مناسبة ”توتالي دارك تايم“، حيث يتم إطفاء جميع الأضواء الكهربائية واستخدام أضواء الشموع بدلاً من ذلك، في مرصد مبنى صن شاين بعد تخفيف الضوابط الاحترازية لفيروس كورونا في طوكيو باليابان في الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2021. رويترز/كيم كيونغ هون.

 زائرون يلتقطون صورًا لمنظر طوكيو الليلي خلال مناسبة ”توتالي دارك تايم“، حيث يتم إطفاء جميع الأضواء الكهربائية واستخدام أضواء الشموع بدلاً من ذلك، في مرصد مبنى صن شاين بعد تخفيف الضوابط الاحترازية لفيروس كورونا في طوكيو باليابان في الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2021. رويترز/كيم كيونغ هون.
 زائرون يلتقطون صورًا لمنظر طوكيو الليلي خلال مناسبة ”توتالي دارك تايم“، حيث يتم إطفاء جميع الأضواء الكهربائية واستخدام أضواء الشموع بدلاً من ذلك، في مرصد مبنى صن شاين بعد تخفيف الضوابط الاحترازية لفيروس كورونا في طوكيو باليابان في الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2021. رويترز/كيم كيونغ هون.

الصحة النفسية الحكومة اليابانية الصحة رويترز كورونا