أوميكرون يحكم قبضته في جنوب أفريقيا وتسجيل أول إصابة في أمريكا

مسافر يدخل صالة بمطار رونالد ريجان في واشنطن يوم الثلاثاء بينما تتحرك الدول لفرض قيود على السفر لمواجهة المتحور أوميكرون من فيروس كورونا. تصوير: كارلوس باريا - رويترز.
مسافر يدخل صالة بمطار رونالد ريجان في واشنطن يوم الثلاثاء بينما تتحرك الدول لفرض قيود على السفر لمواجهة المتحور أوميكرون من فيروس كورونا. تصوير: كارلوس باريا - رويترز.

من بروميت موخيرجي

جوهانسبرج/واشنطن (رويترز) - قالت السلطات يوم الأربعاء إن أوميكرون، النسخة الجديدة ذات التحورات الكثيرة من فيروس كورونا، أحكمت قبضتها وأصبحت هي النسخة السائدة في جنوب أفريقيا، بعد أقل من أربعة أسابيع من ظهورها، فيما انضمت الولايات المتحدة يوم الأربعاء لصفوف الدول التي غزاها المتحور بعد تسجيل أول حالة داخل حدودها.

وأول إصابة معروفة في الولايات المتحدة لشخص حصل على التطعيم بكامل جرعتيه في كاليفورنيا وكان قد عاد إلى بلاده قادما من جنوب أفريقيا في 22 نوفمبر تشرين الثاني، وأثبتت الاختبارات إصابته بعد سبعة أيام من تاريخ عودته.

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي أحد كبار مسؤولي مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة للصحفيين في البيت الأبيض إن الحالة تعاني من أعراض طفيفة وتم إيداعها في الحجر الصحي.

وفي ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء تم إبلاغ شركات الطيران في الولايات المتحدة بضرورة تسليم قوائم بأسماء الركاب القادمين من مناطق ضربها أوميكرون في جنوب القارة الأفريقية، بحسب رسالة من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها اطلعت عليها رويترز.

وتظل الأسئلة الهامة تبحث عن إجابة حول المتحور الجديد، الذي ظهر في أكثر من عشرين دولة، بما فيها إسبانيا وكندا وبريطانيا والنمسا والبرتغال. وسجلت الإمارات أول إصابة يوم الأربعاء وهي ثاني دولة خليجية بعد السعودية.

تدلل المؤشرات الأولية على أن أوميكرون قد يكون أشد عدوى من النسخ المتحورة السابقة، فيما تسبب بالفعل في هزات بالأسواق المالية، بفعل المخاوف من أن تؤدي القيود الجديدة في أنحاء العالم لوأد الانتعاش الوليد بعد الخراب الاقتصادي الذي تسبب فيه الوباء.

وقال المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا إن صفات أوميكرون والبيانات الوبائية المبكرة تشير إلى قدرته على اختراق حصون المناعة التي يوفرها التطعيم، لكن اللقاحات المتاحة لا تزال توفر حماية من الأعراض الحادة للمرض والموت بسببه.

وأضاف المعهد أن 74 بالمئة من جميع العينات التي تم وضع التسلسل الجيني لها خلال الشهر الماضي كانت من المتحور الجديد، الذي أُعلن عنه قبل أسبوع، لكن العينة التي تم العثور عليه فيها لأول مرة مأخوذة في يوم 8 نوفمبر تشرين الثاني في مقاطعة جوتنج، الأشد اكتظاظا بالسكان في جنوب أفريقيا.

وقفز عدد الحالات الجديدة المسجلة في جنوب أفريقيا إلى المثلين من أمس الثلاثاء إلى يوم الأربعاء.

وقالت عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف في إفادة إن البيانات حول سرعة انتشار أوميكرون ستكون متاحة "في غضون أيام".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك إن اللقاح الذي تصنعه شركته بالتعاون مع فايزر من المرجح أنه يوفر حماية من الأعراض الحادة للمرض.

* قيود السفر

قالت بريطانيا إن إجمالي الإصابات بالمتحور الجديد بلغ 22 حالة وإن الرقم قابل للزيادة بشكل أكيد.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن حوالي 56 دولة فرضت تدابير تتعلق بالسفر في مواجهة أوميكرون اعتبارا من يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني.

وأعلنت اليابان التي منعت بالفعل جميع الوافدين الأجانب تسجيل ثاني حالة من المتحور الجديد وقالت إنها ستتوسع في فرض قيود السفر.

وأضافت هونج كونج كلا من اليابان والبرتغال والسويد إلى قائمتها للبلدان التي تحظر قدوم مسافرين منها، في حين قالت أوزبكستان إنها ستعلق الرحلات مع هونج كونج وجنوب أفريقيا. وحظرت ماليزيا مؤقتا قدوم المسافرين من ثماني دول أفريقية وقالت إن القائمة قد تشمل أيضا بريطانيا وهولندا.

وحظرت الولايات المتحدة دخول جميع الأجانب تقريبا الذين زاروا واحدة من ثمانية بلدان في جنوب قارة أفريقيا.

وفيما تواصل دول العالم القيود على حدودها، قالت نيجيريا إن المتحور الجديد تفشى قبل أسابيع مما كان يعتقد.

وقال مركز مكافحة الأمراض في نيجيريا إن اختبارات بأثر رجعي لحالات إصابة مؤكدة بكوفيد-19 بين مسافرين وصلوا إليها أكدت ظهور المتحور الجديد في عينة تم أخذها في أكتوبر تشرين الأول. ولم يذكر المركز اسم البلد الذي جاء منه المسافرون.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن "حظر السفر الشامل لن يمنع انتشار المتحور على الصعيد العالمي، كما يمثل عبئا ثقيلا على الحياة وسبل العيش" ونصحت المعرضين للخطر أو الذين بلغوا الستين من العمر أو أكثر ولم يحصلوا على التطعيم بتأجيل أي قرار يتعلق بالسفر.

وصعدت الأسهم العالمية يوم الأربعاء بعد انخفاضها الشديد الثلاثاء في أعقاب تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا والتي أثارت الشكوك حول فاعلية لقاحات كوفيد-19 في مقاومة المتحور أوميكرون.

وعقب تلك التصريحات بدأ مسؤولو الصحة على مستوى العالم في تقديم تطمينات للناس وكرروا دعواتهم بضرورة التطعيم‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬وقالوا إن اللقاحات ستظل توفر على الأرجح الحماية للناس من خطورة المرض.

وقالت إيمر كوك المديرة التنفيذي للوكالة الأوروبية للأدوية إن التحليلات المعملية ستوضح خلال اليومين المقبلين ما إذا كان دم الأشخاص الحاصلين على اللقاحات يحتوي على أجسام مضادة كافية للتغلب على المتحور الجديد، مرددة بذلك تصريحات شركة بيونتيك لإنتاج اللقاحات وما قاله عدد من العلماء.

وقال الاتحاد الأوروبي إن تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة و11 عاما سيبدأ يوم 13 ديسمبر كانون الأول أي قبل أسبوع من الموعد الذي كان مقررا لذلك.

وكثفت بريطانيا والولايات المتحدة برامج التطعيم الخاصة بهما لمواجهة المتحور الجديد، الأمر الذي يسلط الضوء على التفاوت الهائل بين برامج التطعيم في الدول الغنية والنامية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس "أتفهم جيدا قلق وحرص جميع الدول على حماية مواطنيها ضد متحور لم نفهمه تماما بعد".

وأضاف "ولكنني قلق بنفس القدر من الإجراءات الصارمة والشاملة التي اتخذتها عدة دول أعضاء (بالمنظمة) والتي لا تستند إلى أدلة وليست فعالة بمفردها ولن تؤدي إلا لتفاقم مظاهر عدم المساواة".

ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن قيود السفر التي فرضتها بعض الدول لمكافحة انتشار كوفيد-19 والتي تعزل دولة أو منطقة واحدة بعينها "ليست فقط غير عادلة وذات طابع عقابي قاس وإنما أيضا غير فعالة".

وقالت ألمانيا التي تجد صعوبات في مكافحة الارتفاع في حالات الإصابة والوفيات بكوفيد-19 إن الفحوص أكدت إصابة أربعة أشخاص ممن حصلوا على التطعيم على نحو كامل بالمتحور الجديد في جنوب البلاد لكن الأعراض التي ظهرت عليهم بسيطة.

ويقول محللون إن شركات الطيران العالمية تستعد لمواجة اضطرابات جديدة إذ يمكن أن يجبرها أوميكرون على تعديل الجداول الزمنية ووجهات السفر في غضون وقت قصير.

(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

(c) Copyright Thomson Reuters 2021. Click For Restrictions -
https://agency.reuters.com/en/copyright.html

رويترز