عودة صناديق القمامة إلى حديقة نارا اليابانية بعد 40 عامًا... ما السبب وراء هذا القرار؟

نارا (جيجي برس)-- أدى تزايد أعداد الزوار، وخاصة السياح الأجانب، إلى تفاقم مشكلة النفايات في حديقة نارا، التي تُعرف بوجود الغزلان المقدسة والتي تُعد معلمًا طبيعيًا معترفًا به من الدولة. بعد حوالي 40 عامًا من إزالة صناديق القمامة، قررت حكومة محافظة نارا إعادة تركيبها بهدف تحسين راحة السياح وحماية الغزلان، رغم الجدل الذي أثاره هذا القرار.

كانت صناديق القمامة قد أُزيلت عام 1985 لمنع الغزلان من تناول النفايات الضارة، إذ أن الفضلات البشرية، مثل الأكياس البلاستيكية وعبوات الطعام، قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للغزلان، بل وتسببت في وفاة بعض منها على مر السنوات. وبدلًا من ذلك، كان يُطلب من الزوار أخذ قمامتهم معهم بعد مغادرتهم. وعلى مدار العقود الماضية، حافظت الحديقة على نظافتها من خلال جهود عمال المحافظة والمتطوعين، الذين كانوا يجمعون القمامة بانتظام لضمان بيئة نظيفة وآمنة.

لكن مع تزايد أعداد السياح، الذين تجاوز عددهم 13 مليون زائر سنويًا قبل الجائحة، واجه العديد منهم، وخاصة القادمين من الخارج، صعوبة في إيجاد أماكن مناسبة للتخلص من القمامة. وقد أدى هذا الأمر إلى انتشار النفايات في أرجاء الحديقة، مما أثر سلبًا على المنظر العام وبيئة الغزلان. كما شوهدت بعض الغزلان وهي تحاول تناول المخلفات التي تُترك على الأرض أو تُرمى بشكل غير مسؤول.

في محاولة لحل هذه المشكلة، قررت حكومة نارا إعادة تركيب صناديق القمامة في عدة مواقع داخل الحديقة، مع تصميم خاص يمنع الغزلان من الوصول إلى محتوياتها، وذلك باستخدام فتحات ضيقة لا يمكن للغزلان إدخال رؤوسها فيها. كما سيتم تكثيف حملات التوعية لتشجيع السياح على التخلص السليم من نفاياتهم، وتوضيح المخاطر التي قد تواجهها الغزلان في حال تناول المخلفات غير المناسبة.

قال مسؤول في المحافظة: ”قررنا تركيب الصناديق مجددًا بعد دراسة إيجابيات وسلبيات هذا الإجراء، بهدف تحقيق توازن بين راحة السياح وحماية الغزلان“. تسلط هذه الخطوة الضوء على التحديات المستمرة في إدارة السياحة البيئية والحفاظ على التوازن بين حماية الطبيعة وتوفير بيئة مريحة للزوار، حيث تسعى نارا إلى الحفاظ على جمالها الطبيعي وتقاليدها الثقافية مع التكيف مع الاحتياجات الحديثة للسياحة.

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية، جيجي برس)