ذاكرة الحرب في مهب الريح… المتاحف الخاصة اليابانية على حافة الإغلاق

ثقافة

طوكيو - (جيجي برس)-- مع مرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية، تواجه المتاحف الحربية الخاصة في اليابان تحديات وجودية تهدد استمراريتها، حيث تعاني من شيخوخة القائمين عليها، ونقص التمويل، وتراجع الاهتمام العام. هذه المتاحف، التي تحفظ ذكريات الحرب من خلال وثائق وقطع أثرية نادرة، تواجه خطر فقدان هذا الإرث الثقافي والتاريخي، مع إغلاق بعضها بالفعل أو التخطيط لذلك، مما يثير مخاوف الخبراء من ضياع مواد تاريخية لا تُعوض.

في بلدة كوتاكي بمحافظة فوكوؤكا غرب اليابان، يدير جيكاي تاكيتومي (76 عامًا) متحفًا حربيًا خاصًا أسسه والده توميو، الذي توفي عام 2002 عن عمر 84 عامًا. افتُتح المتحف عام 1979، مستلهمًا من قناعة توميو، وهو جندي سابق في الجيش الإمبراطوري الياباني شهد نهاية الحرب في سنغافورة، بأن ”مأساة الحرب يجب ألا تتكرر أبدًا“. حول توميو منزل عائلته إلى مساحة عرض تضم زيًا عسكريًا، وأسلحة نارية، وقطعًا أثرية أخرى جمعها بنفسه، بهدف نقل الواقع البشري للحرب إلى الأجيال اللاحقة.
يتميز المتحف بطابعه التفاعلي، حيث يسمح للزوار بلمس القطع الأثرية مثل الخوذات والأسلحة، مما يمنحهم تجربة مباشرة تجسد التكلفة الإنسانية للصراع. يقول تاكيتومي: ”نريد للزوار أن يشعروا بأن هذه الأشياء كانت ملكًا لأناس حقيقيين، وليس مجرد معروضات“. على عكس المتاحف العامة، التي غالبًا ما تركز على الخسائر التي تكبدتها اليابان خلال الحرب، يتناول متحف كوتاكي أيضًا الأضرار التي تسبب بها الجيش الياباني في دول مثل الصين وكوريا. يضيف تاكيتومي بفخر: ”كوننا متحفًا خاصًا يتيح لنا حرية تسليط الضوء على وجهة نظر الجناة، ودعوة الزوار إلى التفكير في السلام من منظور شامل“.
التحديات التي تواجه المتاحف الخاصة

يحذر الخبراء من أن إغلاق هذه المتاحف قد يؤدي إلى تشتت أو فقدان وثائق وقطع أثرية نادرة، مثل الرسائل الشخصية للجنود، والصور الفوتوغرافية، والأدوات العسكرية، التي تُعد مصادر لا تُقدر بثمن لفهم تاريخ الحرب. 

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية، جيجي برس)

الحرب العالمية الثانية الثقافة الشعبية جيجي برس الثقافة اليابانية