الفنانة ناتسوكي ماري: امرأة يابانية تنطلق من الساحة المحلية للعالمية بقوة وحيوية

ثقافة

خاضت ناتسوكي ماري خلال رحلتها الفنية تجارب كثيرة متنقلة من الأداء الصوتي في فيلم الرسوم المتحركة ”المخطوفة أو رحلة تشيهيرو Spirited Away“ من إخراج ميّازاكي هاياو إلى صدارة فرقة غنائية موسيقاها متأثرة بالمغنية الأمريكية جانيس جوبلين. ومن بين أنشطتها الأخرى أعمال مسرحية تستعرض الأداء البدني والتي حظيت بقبول جيد ومشروع لدعم عائلات في دول نامية. وبسبب سيرتها الذاتية المتنوعة، اكتسبت متابعة كبيرة بين الشابات اليابانيات.

ناتسوكي ماري NATSUKI Mari

استأنفت مهنة الغناء في عام ١٩٧٣. ظهرت في العديد من الأفلام والأعمال الدرامية التلفزيونية. حصلت على جائزة تشجيع الفنون لعام ١٩٨٤ التي تمنحها وزارة التعليم للفنانين الجدد وعلى جائزة اليابان الأكاديمية لأفضل ممثلة في دور مساعد في عام ٢٠٠٣. تقيم سلسلة عروض مسرحية ”إينشوها Inshōha“ أو ”انطباعي“ ذات المذهب التصوري في الخارج منذ ١٩٩٣، وتدير منظمة دعم التنمية باسم ”One of Love Project“ منذ عام ٢٠٠٩. ولها أيضاً اهتمامات أخرى منها فهي راوية، كاتبة، مقدمة برامج إذاعية ورئيسة تحرير مجلة تصدر على شبكة الإنترنت. وفي عام ٢٠١٤، تم تعيينها كمستشارة للجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠.

النجاح المسرحي على الساحة الدولية

الصحفي: يعتبر العمل المسرحي ”إينشوها Inshōha“(*١) أو ”انطباعي“ ذو المذهب التصوري من أكثر أعمالك التي حظيت بشهرة.

ناتسوكي: بدأت سلسلة الأعمال المسرحية ”إينشوها“ في عام ١٩٩٣. وقدمت العرض في أماكن مثل فرنسا وبولندا لأن هذا النمط لم يكن يحظى بالقبول في اليابان. ولأنه كان من الأعمال الطليعية المبتكرة، لم يكن مفهوما هنا، لدرجة أن الصحف وصفته ”بفن الانغماس في الذات“. وعندما ذهبت للخارج وكلّي فضول لمعرفة ماذا سيكون رد الفعل، أمطرنا المشاهدون في باريس وبولندا وألمانيا بعبارات الثناء. كانت سعادتهم مختلفة كليا عن الاستقبال البارد الذي لقيناه في اليابان. وبطبيعتي فأنا امرأة تتشوق لتلقي قليلا من الثناء. ولذلك فقد صممت عملا آخر وزرت به أماكن مثل أفينيون وإدنبره. عدت إلى اليابان وأنا أسأل نفسي لماذا لم أحظَ بمشاهدين محليين لمتابعة عرضي ولذلك أنشأت شركة إدارة خاصة بي لوضع أعمال ”إينشوها“ على بداية الطريق.

الصحفي: لعل المشاهدين في الخارج وجدوا عرضك إيجابيا وفيه تحديا.

ناتسوكي: أوافقك الرأي. فقد وردتني تعليقات بهذا الصدد في أن الفنانين اليابانيين عادة ما يحضرون معهم تنويعة من التقاليد مثل الزي الياباني التقليدي ”كيمونو“، ولكن أعمالي لم تكن تدل على اليابان بشيء. وبنفس الوقت، كان الأمر صعبا علي عندما سُئلت وأنا في الخارج عن السياسة في أول مقابلة خارجية لي. كما كانت ترد أسئلة حول فلسفتي في الحياة مثلا والتجارب التي جعلت مني أقوى وساعدتني في صقل عملي الفني. ولمواصلة الطريق في أعمال ”إينشوها“، كنت على علم بأني بحاجة إلى تقوية نفسي وتكريس نفسي بشكل حقيقي.

الانطباعي NÉO الجزء الثاني: سندريلا. (الصور من هيرو كيمورا).

دعم الأمهات والأطفال في إثيوبيا

الصحفي: أنا أيضا مهتم بعملك في تقديم الدعم لإثيوبيا والذي بدأت فيه في عام ٢٠١٠ من خلال منظمة تحمل اسم ”One of Love Project“. ما الذي دفعك للقيام بهذا الأمر؟

ناتسوكي ماري في حفلة غيغ من أجل جمع تمويلات لـ One of Love Project (الصورة من ريوغو سايتو).

ناتسوكي: نظرا لأنه ليس لدي أطفال، فقد قمت باختيار ثلاثة بلدان لم أزرها قط، وببساطة قمت بإرسال أموال إليها بوصفي راعية لطفل. وفي وقت لاحق، عندما تزوجت من موسيقي كنا نتحدث معا حول السفر، قررنا الذهاب لمقابلة الأطفال وأن نأخذ معنا أدوات موسيقية. وبعد توجهنا إلى هناك، عدنا إلى اليابان من الرحلة وكنا سعيدين جدا. وقمنا بتأسيس منظمة تحت اسم ”One of Love Project“ حتى نستطيع تقديم مزيد من الدعم.

بدأنا المشروع في إثيوبيا حيث نساعد على تحسين بيئة التعليم للأطفال وبيئة العمل للنساء. كما نقوم بجمع الأموال لإرسالها إلى إثيوبيا عبر تنظيم حفلات موسيقية حية تدعى ”غيغ Gig“ وذلك في الـ٢١ من يونيو/حزيران من كل عام وهو يوم الموسيقى العالمي، ومن خلال بيع الورود في محلات الزهور التي تدعمنا.

تأثر ناتسوكي بجانيس جوبلين

الصحفي: إلى أي الجذور تعود موسيقاك؟

ناتسوكي: أود أن أقول عن الجذور أنها تعود إلى الموسيقى الكلاسيكية. وعلى الرغم من أن والدي كان يعمل في شركة تجارية، إلا أنه كان يحب الموسيقى، وقد كبرت وأنا أستمع إليه وهو يعزف موسيقى كلاسيكية على البيانو. ومن هنا أتت جذور موسيقاي. ولكن عندما بدأت الاستماع إلى موسيقى الروك الغربية في سن المراهقة، كنت أشعر بالقشعريرة لأغاني وصوت جانيس جوبلين وأردت أن أصبح مغنية مثلها. وتلك هي أول مرة تخطر على بالي فكرة امتهان الغناء. ولكن عندما لبيت دعوة لأن أصبح مغنية، كانت الأغاني في أول ألبوم لي من نوع موسيقى البوب اليابانية ”كايوكيوكو Kayōkyoku“.

وعلى الدوام، كانت موسيقى جانيس بالنسبة لي للاستماع فقط. ولكن عندما شكلت فرقتي الموسيقية الخاصة بي بعد نحو ثلاثين عاما، قررت أن ”أستعير“ أغنياتها وأن أعمل أغاني بلوز روك.

الصحفي: هل تطمحين إلى أن تعيشي بنفس أسلوب جانيس جوبلين أيضا؟

ناتسوكي: لقد تعرفت على حياتها مؤخراً، ولذلك ففي البداية كنت منجذبة إلى طريقتها في الغناء فقط. كل أغنياتها عن الحب، ولكني لم أعلم أنها كانت أغاني حب في ذلك الوقت. صوتها سحرني حقا.

ناتسوكي ماري في حفلة غيغ من أجل جمع تمويلات لـ One of Love Project (الصورة من ريوغو سايتو).

(*١) ^ إينشوها: مسرح إينشوها (الانطباعي) هو أسلوب ناتسوكي ماري في الفن التعبيري، تستعرض فيه أداء جسديا مع الفن، واللغة والفضاء. حظيت هذه السلسلة من الأعمال المسرحية بإشادة من النقاد في بلدان مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا ووصف بأنه ”مسرح الفن المفاهيمي“. أنتجت ناتسوكي ١٠ أعمال مسرحية من هذه السلسلة حتى الوقت الراهن كانت فيها مخرجة وفنانة. أسست مجموعة الأداء MNT وهي اختصار لـ”Mari Natsuki Terroir“ في عام ٢٠٠٧، حيث قامت بتدريب ممثلين شباب وتأمل في أن تقدم عروضا مسرحية في اليابان والخارج. استند عرض إينشوها في عام ٢٠١٤ على قصة سندريلا، مع وضع لمسات جديدة على الحكاية الكلاسيكية في سعي لعرض مثال عن الجمال.

٨ سنوات مريرة من الغناء في كباريه

الصحفي: مررت بأوقات عصيبة كفنانة.

ناتسوكي: عندما أنظر إلى الوراء، فإن أكثر الأمور صعوبة علي هو أني كنت مغنية سيئة. بالتأكيد عندي رصيد من أغنيتين أو ثلاثة أغاني حققت فيها نجاحاً. ولكن لو كنت موهوبة، أعتقد أن الأغاني الناجحة كانت ستتواصل ولكنت أصبحت مغنية تمتلئ من أجلها قاعات الحفلات الموسيقية. أغنياتي أو صوتي لم يكونا ساحرين. وبالتالي انتهى بي الأمر مغنية في الملاهي الليلية لنحو ٨ سنوات. مرت علي الكثير من اللحظات الصعبة، كأن يشتمني الناس في وجهي وتجارب مريرة أخرى، ولكن هذه الأمور كان يمكن تجنبها. ولكن الأمر الأكثر مرارة بالنسبة لي كان افتقادي لمهارات الغناء.

في أحد الأوقات، عزمت على البقاء في هذا النوع من العمل خلال العشرينيات من عمري، على الرغم من أن حياتي المهنية لم تبدأ. ولكن عندما سمعت صوتي في الثلاثينيات من العمر، أخبرت الوكالة التي كنت أعمل معها أنني سأتوقف عن الغناء، وفي وقت لاحق دُعيت للانضمام إلى المسرح.

ناتسوكي ماري في حفلة غيغ من أجل جمع تمويلات لـ One of Love Project (الصورة من ريوغو سايتو).

الصحفي: هل كان ذلك في الثمانينيات من القرن العشرين؟

ناتسوكي: نعم، لقد عثرت أخيرا على ما أريد أن أقوم به في الأربعينيات من العمر، لقد كان مسرح ”إينشوها“. وحتى ذلك الوقت، غدت حياتي المهنية مثل مقدمة مسرحية. كان من الجميل تقدمي في المسرح من عروض مسرحية صغيرة إلى عروض موسيقية، كما أن العمل مع المخرجين المسرحيين نيناغاوا يوكيؤ وسوزوكي تاداشي ساعد أيضا في وضع مهنتي كممثلة على مسار سلس. لقد كنت محظوظة. فعملي الآن يشتمل على ثلاثة جوانب وهي ”إينشوها“ والغناء ومشروع ” One of Love Project“ وإذا تمكنت من كسب لقمة العيش والعمل من خلال هذه الجوانب الثلاثة فسيكون أمرا مثاليا.

اكتشاف موهبة تمثيل الأصوات

الصحفي: أديت صوت الساحرة يوبابا في فيلم ”المخطوفة أو رحلة تشيهيرو Spirited Away“ لميّازاكي هاياو.

ناتسوكي: في عام ١٩٩٠، ذهبت إلى نيويورك لمدة ٦ أشهر، حيث تعلمت هناك كيف أسوق نفسي. أرسلت مقطع فيديو لعروضي المسرحية ”إينشوها“ إلى إستوديو غيبلي، وطلبت منهم أن يلقوا نظرة عليها. أعتقد أن المنتج سوزوكي توشيو هو من شاهدها واتصل بي. بعد سماع صوتي، قام المخرج ميازاكي هاياو بصنع شخصيتي الساحرة يوبابا وأختها التوأم زينيبا من أجلي، وهكذا بدأت التمثيل.

وحتى ذلك الوقت، لم يسبق لي أن رأيت رسوما متحركة، ناهيك عن ذكر أفلام غيبلي. ودون أن يكون لدي أي فكرة عن مدى روعة شعور أن تكون في فيلم من إخراج ميازاكي هاياو، أديت الفيلم كمجرد عمل آخر. ولكن الجميع كانوا منبهرين من قيامي بالأداء الصوتي في فيلم لغيبلي. ولذلك ذهبت إلى السينما لمشاهدة فيلم المخطوفة، لقد كان جيدا. حتى أن الفيلم حاز على جائزة الأوسكار، وأنا سعيدة أني اشتركت فيه. تلك هي قصتي مع الفيلم.

الصحفي: لا بد أن التمثيل بصوتك يتطلب قوة تعبيرية كبيرة.

ناتسوكي: منذ مشاركتي في فيلم المخطوفة أصبحت أستمتع بالأعمال الصوتية، لأنه من خلال التمثيل الصوتي لا تستطيع خلق وجود قوي ما لم تستخدم طبقات وحدة وسرعة إيقاع صوتك بصورة كاملة وهي العناصر الأساسية للتمثيل، ويجب عليك أن تضعها جميعا في الشخصية التي تؤديها. وفيما يتعلق بمخاطر سوء الفهم، أود أن أقول إن الأمر يتعلق بالأسلوب. لقد تعلمت الكثير من العمل الصوتي، وأستمتع بالسرد حتى الآن.

الصحفي: أنت تعملين أيضا كمستشارة للجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو .

ناتسوكي: أعتقد أن رئيس الوزراء الياباني الأسبق موري يوشيرو (رئيس اللجنة المنظمة) فكر بي لأنه تذكر أنني حصلت على جائزة تشجيع الفنون التي تمنحها وزارة التعليم للفنانين الجدد عندما كان وزيرا للتعليم.

ولأني من خلفية تتصل بصناعة الترفيه، يجب أن تتركز أولى أفكاري فيما يتعلق بالأولمبياد على الحفل الافتتاحي. فالرياضيون يتمتعون بأجسام مصقولة بشكل جميل، ولطالما استغربت لماذا يجب عليهم أن يلبسوا أزياء موحدة تجعلهم غير متناسقين بشكل كبير في الحفل الافتتاحي. ينبغي علينا أن نصنع الأزياء الموحدة من قبل يابانيين شباب موهوبين لهم نشاطات في الخارج، وأن نترك تصميمها لمصمم واعد أو شيء ما من هذا القبيل.

دائما أنظر إلى نفسي على أنني مبتدئة

الصحفي: إن عروضك المسرحية هذه الأيام مفعمة بالطاقة وتحظى بمتابعة كبيرة من اليابانيات الشباب. كيف تحافظين دائما على هذه الطاقة؟

الانطباعي NÉO الجزء الثاني: سندريلا. (الصور من هيرو كيمورا).

ناتسوكي: أنا أنظر إلى نفسي على أني لست موهوبة في الأصل. وهذا ما شجعني على بدء عرضي المسرحي الخاص ”إينشوها“ في عام ١٩٩٣ ”كمخرج من اليأس“ وقد واصلت العمل على هذه السلسلة منذ ذلك الحين. دائما ما أنظر إلى نفسي على أنني مبتدئة وأقوم بأي شيء يثير اهتمامي. لا أتوقف عند مجال واحد فقط. ولكن أستكشف جوانب أخرى من نفسي عبر سلك سبل مختلفة وربما هذا ما يجعلني مفعمة بالطاقة.

الصحفي: أنت دائما تخوضين تحديات جديدة.

ناتسوكي: نعم، فأنا أغني وأمثل وأصمم، لقد أمضيت العقود الأربعة الأخيرة أستكشف نفسي من خلال هذه الأمور.

الصحفي: اليوم تحظين بوجود قوي ومفعمة بالثقة.

ناتسوكي: ربما مررت بتجربة فعل ما يحلو لي. ليس من السهل الحفاظ على صورة متماسكة لمن تكون ناتسوكي ماري، فأنا تخطر على بالي أفكار جديدة باستمرار، ولذلك فأنا في جميع الأماكن وكل ما أقوم به يصبح في النهاية غير مكتمل. في بعض الأوقات، استسلمت لفكرة أن السبيل الوحيد أمامي كان بالاستفادة من قوتي بوصفي شخصا متعدد المهارات.

ينبغي على الشابات اليابانيات التركيز على الجانب الإنساني

الصحفي: ما هو رأيك حيال الاتجاه القوي في اليابان بالاستفادة الكاملة من ”طاقة المرأة“؟

ناتسوكي: هناك بعض النسوة في اليابان اللواتي يقلن إن وضع المرأة في اليابان لا يزال أقل بكثير من المرجو، ولكني أعتقد أنك تلقي باللائمة على الآخرين عندما لا يكون لديك آراؤك الخاصة. فالأمر بالنسبة لي، أن المجتمع الحالي في موقع يمكنك من اتخاذ طريقك بسرعة إذا كنت تعرف كيف تقدم نفسك وكان لديك فلسفتك الخاصة بك. ما تحتاجه المرأة اليابانية هو القدرة على إيصال رغباتها. وهذا يشمل النساء السياسيات.

الصحفي: ما هو رأيك بالشابات اليابانية في وقتنا الحالي؟

ناتسوكي: أعتقد أنهن ذكيات وعاقلات، لدرجة أنهن غاية في اللطف. يبدو أن الوصول الواسع للإنترنت قد جعلهن ذوات معرفة. وهن يمتلكن مهارات قوية ولكن ينقصهن بعض الأمور من الجانب الإنساني مثل القيام بالأمور وجها لوجه.

كما أنهن لا يقمن باتخاذ خطوات. من الضروري القيام بخطوات للتوصل إلى اكتشافات جديدة. فالخبرة التي تكتسبها من جميع تصرفاتك تجعل منك أكثر إنسانية وحبا. وفي النهاية تتحول جميعها إلى حب، يجب عليك أن تطور مهارة الشعور بالحب. أعتقد أن الحياة تقدر بعدد المرات التي تشعر فيها بالإثارة وليس هناك أمر أكثر سوءا من عمل لا يؤثر فيك.

التغلب على ”عدم نضج الثقافة“ اليابانية

ناتسوكي: حالما تؤسس المرأة مهنتها، ينبغي عليها التفكير أن الخطوة التالية يجب أن تكون في خدمة الآخرين. الثقافة اليابانية غير ناضجة، فالناس يميلون للعيش مركزين على أنفسهم بشكل كبير. أما الأعمال التطوعية والتبرعات فهي ليس بالأمر الكبير في اليابان، ولكن القيام بشيء ما من أجل الآخرين ينطوي على شعور كبير بالمتعة.

إذا ازداد عدد اليابانيات اللواتي يعبرن عن آرائهن وحبهن، أعتقد سيكون لدينا بلد مليء بالنساء الجذابات.

الصحفي: كشخص يقف على الخطوط الأمامية في المجتمع، أنت ترين عدم نضج الثقافة اليابانية بوضوح مؤلم.

ناتسوكي: تعد المغنية كياري باميو باميو شخصية جيدة بامتياز لأن تصبح ممثلة عن ”كوول جابان (اليابان الرائعة)“. ولكن ما يثير سخطي هو عدم وجود توازن إجمالي. فاليابان تمتلك طريقة في التركيز على معيار قيمة وحيد. بينما ينظر الغرب إلى المرأة على أنها تصبح أكثر جاذبية مع تقدمها في العمر وتلعب دور ممثل وممثلة في جميع الأعمار، بينما في اليابان فالأدوار الوحيدة التي تناسب واحدة بنفس عمري هي أدوار إمرأة عجوز. وحتى أن النصوص السينمائية ﻻ تصور ماضي تلك النسوة العجائز وبدلا من ذلك تحصرهم في الخلفية. لا أرى أي سبب يمنع أي نص من رواية قصة حياتها خلال ثمانين عام إذا كانت عمرها كذلك.

الرجال بحاجة إلى صدمة ثقافية

ناتسوكي: بينما بالنسبة للذكور الشباب، أعتقد أن عليهم قضاء عدة سنوات في العمل في بلدان نامية، فالحياة هناك في الأغلب ليست بتلك السهولة أو اليسر كما هي الحياة في اليابان. قد أبدو متشددة ولكني في الواقع أؤيد التجنيد العسكري. وإذا لم يحصل هذا فمن الأفضل لأي شخص أن يذهب للعمل في بلد نام لسنة أو سنتين وأن يجرب بعضا من الصدمات الثقافية. أصبح الناس في اليابان مخدرين إلى حد بعيد حيال مقدار النعمة التي يعيشون فيها. وكما هو الحال عليه بالنسبة للمرأة، يميل الرجال اليابانيون إلى أن يكونوا طفوليين، والقليل جدا منهم يعيشون في جو من النضج. ولكن يبدو أنهم جميعا يعانون من ضعف اجتماعي.

وحتى في عالم الأفلام، هناك قلة من المخرجين الذين يستطيعون التحدث حول كل جوانب الفيلم، مثل الأزياء والموسيقى ومكان التصوير. وبرأيي، أن تكون مخرجاً لفيلم يعني أنه على علم بالموسيقى والكتب والموضة والطعام وكل شيء. والرجل الناضج الجذاب والذي لديه جانب من كل شيء سيكون قادرا على صناعة فيلم جيد.

الصحفي: وماذا عن إخراج أفلامك الخاصة في نهاية المطاف.

ناتسوكي: أحب ذلك. فالأفلام هي من الأمور التي أهتم بها.

(المقالة الأصلية مكتوبة باللغة اليابانية ومنشورة في ٣ أبريل/نيسان ٢٠١٥، بناء على مقابلة أجريت في ٢٧ فبراير/شباط ٢٠١٥ في يويوغي بطوكيو. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: عرض الانطباعي NÉO الجزء الثاني: سندريلا. الصور من هيرو كيمورا).

المخطوفة مغنية رحلة تشيهيرو