«كاتانا»... كيف يصنع اليابانيون سيف الساموراي؟

ثقافة

صناعة سيوف الساموراي في اليابان تمثل إرثاً ثقافياً وفنياً عميق الجذور، يعود تاريخه إلى قرون عديدة. هذه السيوف، التي كانت رمزاً للشرف والقوة لدى الساموراي، لا تزال تُصنع اليوم بمهارات تقليدية نادرة ودقيقة. ومع ذلك، تواجه هذه الحرفة تحديات كبيرة قد تؤدي إلى اندثارها. صناعة السيوف تتطلب مهارة عالية ودقة في التفاصيل، وهي تعتمد على تقنيات تم توارثها عبر الأجيال. العملية تبدأ بصهر الحديد وتشكيل السيف في عملية تسمى ”تطويع الفولاذ“، والتي تنطوي على طي الفولاذ على نفسه مراراً وتكراراً لتحسين صلابته ومرونته. بعد ذلك، يتم تبريد السيف بطريقة خاصة لتشكيل حافة حادة للغاية ومتينة. العملية برمتها تتطلب خبرة ومعرفة عميقة بخصائص المواد والتقنيات المستخدمة.

ميائيري نوريهيرو MIYAIRI Norihiro

ولد في محافظة ناغانو في عام 1954. صانع سيوف. تراث ثقافي غير مادي لمحافظة ناغانو. مجدد ثوري في عالم السيوف، تجاوز المدرسة التقليدية للسيوف ساعيا وراء إمكانية صنع السيوف الحديثة. بعد تخرجه من كلية الآداب في جامعة كوكوغاكوين، تعلم صناعة السيوف على يد السيد سوميتاني ماساميني الحائز على لقب الكنز الوطني الحي . أصبح أصغر صانع سيوف يحصل على أعلى مرتبة لصانعي السيوف والمتمثلة بصانعي السيوف المعترف بهم، وفي عام 2010 حصل على جائزة ماساموني لأعلى مرتبة في عالم السيوف. مايسترو السيوف الحديثة، حيث قام بإعادة إحياء كنوز معبد شوصو، وصناعة سيف حماية أميرة عائلة تاكامادونوميا، والسيف الطويل لدخول حلبة مصارعة السومو لبطل السومو السابق أساشوريو. وهو فنان يتعامل أيضا مع سيوف توسو (نوع من أنواع الخناجر) الأنيقة التي كانت محبوبة من قبل النبلاء في عصر تنبيو، وليس فقط السيوف اليابانية القوية.
الصفحة الشخصية على موقع فيسبوك

السيوف اليابانية، المعروفة أيضًا بـ ”كاتانا“، لها تاريخ طويل وعريق يمتد لقرون، حيث تُعتبر رمزًا للشرف والنبل والفنون في الثقافة اليابانية. هذه السيوف لا تمثل فقط أسلحة كان يستخدمها الساموراي، بل تعكس أيضًا الحرفية اليابانية العالية والتفاني في تحقيق الكمال. صانع السيوف، أو ”توشي“ كما يُعرف باليابانية، يعتبر محترفًا يمتلك مهارات عالية في فن صناعة السيوف، وهي مهنة تتطلب سنوات طويلة من التعلم والممارسة.

صانع السيوف ميائيري نوريهيرو، مثل العديد من الصناع الآخرين في هذا المجال، يواصل تقليد صناعة السيوف التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي الياباني. الجاذبية الرئيسية للسيف الياباني تكمن في جودته العالية وجمالياته، بالإضافة إلى الطرق التقليدية المعقدة المستخدمة في صناعته. هذه السيوف ليست فقط أدوات للقتال، بل هي أعمال فنية تجسد العديد من القيم مثل الجمال والقوة والتوازن.

إحدى الخصائص البارزة للسيوف اليابانية هي طريقة صناعتها، التي تتضمن تسخين الفولاذ وطيه وضربه لعدة مرات لزيادة قوته ومتانته. هذه العملية تخلق أيضًا أنماطًا جميلة وفريدة من نوعها على شفرة السيف، تُعرف بـ ”هامون“. كل سيف يعتبر فريدًا ويحمل بصمة صانعه، مما يجعل كل قطعة تحفة فنية بحد ذاتها.

أهمية السيوف اليابانية تتجاوز كونها أدوات للقتال أو الدفاع، إذ تمثل أيضًا رموزًا للروحانية والفلسفة. في الثقافة اليابانية، يُنظر إلى السيف على أنه يحمل روحًا، ويُعتقد أنه يمكن أن يؤثر على مالكه. هذا الاعتقاد يجعل من السيوف اليابانية أكثر من مجرد أسلحة؛ فهي تعبير عن الهوية والإرث الثقافي.

الاستمرارية في صناعة هذه السيوف في العصر الحديث، حتى بعد انتهاء عصر الساموراي، تشهد على القيمة العميقة والاحترام الذي يُمنح لهذا الفن والحرفة في اليابان. للمهتمين بالثقافة اليابانية وفنون الدفاع، يمثل السيف الياباني قطعة مركزية تجسد الكثير من القيم والتقاليد التي تحظى بالتقدير والإعجاب حول العالم.

الدقة والمهارة

صناعة السيوف تتطلب مهارة عالية ودقة في التفاصيل، وهي تعتمد على تقنيات تم توارثها عبر الأجيال. العملية تبدأ بصهر الحديد وتشكيل السيف في عملية تسمى ”تطويع الفولاذ“، والتي تنطوي على طي الفولاذ على نفسه مراراً وتكراراً لتحسين صلابته ومرونته. بعد ذلك، يتم تبريد السيف بطريقة خاصة لتشكيل حافة حادة للغاية ومتينة. العملية برمتها تتطلب خبرة ومعرفة عميقة بخصائص المواد والتقنيات المستخدمة.

التحديات التي تواجه صناعة سيوف الساموراي تشمل نقص الصانعين الجدد الذين يدخلون هذه الحرفة. الصناعة تعتمد بشكل كبير على الأساتذة المهرة الذين يقضون سنوات في تعليم مهاراتهم للتلاميذ. ومع تناقص عدد هؤلاء الأساتذة وقلة الشباب الذين يختارون هذا المسار المهني، يُخشى من فقدان هذه المهارات الفنية الفريدة.

إضافة إلى ذلك، تواجه الصناعة تحديات مرتبطة بالطلب والتكلفة. السيوف اليابانية تُصنع يدوياً وتتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، ما يجعلها باهظة الثمن وخارج نطاق القدرة الشرائية للكثيرين. كما أن القوانين الصارمة التي تحكم حيازة وبيع السيوف تحد من السوق المحتملة لهذه الأعمال الفنية.

للحفاظ على هذا الفن التقليدي، يُشجع بعض الصانعين على الابتكار في صناعتهم مع الحفاظ على الطرق التقليدية. كما أن هناك جهوداً مبذولة لزيادة الوعي بقيمة وأهمية سيوف الساموراي كجزء من التراث الثقافي الياباني، بهدف جذب جيل جديد من الصانعين والمعجبين على حد سواء.

الالتحاق بمدرسة مختلفة

السيوف اليابانية لا تُعتبر مجرد أدوات للقتال؛ بل هي تجسيد لتقليد غني بالتاريخ والثقافة اليابانية. هذه السيوف، التي ورثت صناعتها جيلًا بعد جيل حتى في عصرنا الحديث الذي غاب فيه الساموراي، تُعد قمة الفنون والحرف اليابانية. في زيارتنا لورشة صانع السيوف ميائيري نوريهيرو، بحثنا عن سر السحر الذي تختزله السيوف اليابانية في طياتها.

تعتبر السيوف اليابانية رمزًا لـ ”روح الساموراي“، ورغم أن عصر الساموراي قد انقضى بإصلاحات عصر ميجي ومع قانون حظر حمل السيوف، فإن هذا لم يؤدي إلى زوال فن صناعة السيوف. بل على العكس، لا يزال هناك حوالي 350 صانع سيوف يعملون في هذا الحرف، محافظين على تقليد فني عريق يُعتبر من قمم الفنون والحرف اليدوية اليابانية. ميائيري نوريهيرو، الذي نجح في إعادة إحياء السيوف الحديدية القديمة المعروضة في متحف المتروبوليتان للفنون، يُعد واحدًا من أبرز صانعي السيوف اليابانية في العصر الحالي.

الجذب الذي تُمارسه السيوف اليابانية ينبع من عدة جوانب: التاريخ والتراث الثقافي العميق، الفن والحرفية الراقية في الصناعة، الفلسفة والقيم الروحانية التي تُعبر عنها، بالإضافة إلى الصورة البارزة لها في الأدب والسينما. هذه العوامل مجتمعة تُعطي السيوف اليابانية مكانتها الفريدة كجزء لا يتجزأ من الإرث الثقافي الياباني، مستمرة في أسر قلوب وأذهان الناس حول العالم بجمالها وروحها العميقة.

ميائيري نوريهيرو: يوجد عدة مدارس لصناعة السيف الياباني منها مدرسة صوشودن ومدرسة بيزندن، ويختلف أسلوب كل منها. وكان أبي وأعمامي من عائلة ميائيري من أتباع مدرسة صوشودن. ولكن أول من تدربت على يده عندما كنت في العشرينيات من عمري كان المعلم صانع السيوف سوميتاني ماساميني من مدرسة بيزندن. فالمعلم سوميتاني الحائز على لقب الكنز الوطني الحي هو فنان قام بصناعة هامون (نمط يظهر على سطح النصل أثناء صيانته) خاص به اسمه نصل سوميتاني تشوجي. وفُتنت بقوة بإبداعه الذي لا يمكن تقليده من قبل أي صانع سيوف آخر. وفي عالم صناعة السيوف الذي يهتم كثيرا بالتقليد من المستحيل أن يقوم شخص من عائلة ما بالتدرب على يد مدرسة مختلفة، لذلك كنت أُعتبر في ذلك الوقت ”منشقا“ قام بكسر القواعد المتعارف عليها.

هامون تشوجي الذي كالقرنفل هو أحد خصائص مدرسة بيزندن.

بعد أن تدربت على يد المعلم سوميتاني لمدة خمس سنوات وعلى يد والدي لمدة تسع سنوات بدأت العمل بشكل مستقل. حيث قمت بفتح ورشة لصناعة السيوف في مدينة تومي بمحافظة ناغانو، وفي سن 39 أصبحت أصغر صانع سيوف يحصل على أعلى مرتبة لصانعي السيوف والمتمثلة بـ ”صانعي السيوف المعترف بهم“. ولكنني أصبت بالمرض في الخمسينات من العمر والذي يعد سن العطاء كصانع للسيوف. وفي ذلك الوقت، وأنا على فراش المرض، قررت شق طريقي الخاص الذي لا يتعلق بمدرسة معينة، وأن أخوض تحدي صناعة سيوف مدرسة صوشودن، وألا أكتفي بمدرسة بيزندن.

لقد واصلت عائلتي صناعة السيوف منذ نهاية عصر عصر إيدو، والسيوف التي قمت بصناعتها ولدت في مكان مزج بين التقليد والابتكار الذي يحاول تجاوز المدرسة بشكل منفرد، لذلك ربما هناك من يجد متعة في ذلك.

السيف الطويل التذكاري الذي تم تحديده كتراث ثقافي غير مادي لمحافظة ناغانو.

سلاح ثقيل بشكل غير متوقع

هناك نوعان من السيوف اليابانية وهما السيف العملي الذي يستخدم كسلاح، والسيف الفني المخصص للعرض والذي يستخدم كعمل فني حرفي. وفي الوقت الحالي لا يتم صناعة السيف الذي له قيمة كسلاح، ولكن هل حقا أنه كان فعلا يتم تجريب حدته بالجسم البشري في السابق؟

ميائيري: في فترة المقاطعات المتحاربة، يقال إنه كان يتم تعزيز القوة المضافة للسيف كسلاح، حيث كان يتم التنافس بين حدة السيوف في عدد الجثث التي من الممكن قطعها من خلال تكديس جثث المجرمين الذين تم إعدامهم، ”فإن قطع جثة واحدة يكون قادرا على قتل شخص واحد“ و”إن قطع جثتين يكون قادرا على قتل شخصين“. أو يتم قطع جثة مجرم تم إعدامه من الأسفل، وكان يتم مدح السيف الذي يستطيع قطع عظمة الترقوة والتي تعتبر أكثر عظمة من الصعب قطعها كسيف يُسمى ”أووازامونو (السيف الأعظم)“.

وبالمناسبة، في المسلسلات والأفلام التاريخية، يتم التلويح بالسيف بيد واحدة، ولكن من الممكن القيام بذلك لأنه سيف مقلد مطلي. والسيف الياباني الحقيقي يزن ما بين كيلوغرام واحد إلى ثلاثة كيلوغرامات، ولا يمكن التعامل معه بخفة. وإذا فشل في الحفاظ على المسافة المناسبة مع الخصم أثناء القتال ولو حتى بقليل فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الحياة، لذلك يوجد سجلات تقول إن الساموراي كانوا يتقاتلون في الماضي لدرجة أنهم يبقون نصف يوم وجها لوجه وهم يحملون السيوف، كالمبارزين الشهيرين مياموتو موساشي وساساكي كوجيرو.

سيوف شهيرة

الكثير من السيوف المشهورة هي سيوف مخصصة للعرض. والسيف ذو القيمة الفنية، لا يُسأل عن حدته الفعلية، ولكن يتم الاهتمام بقيمته الفنية الخاصة كسيف ياباني. وأيضا يتعين على المشاهدين أن يكون لديهم معرفة ونظرة جمالية لفحص درجة إتقان السيف. فما هو جمال السيف الياباني؟

ميائيري: القيمة الجمالية للسيف الياباني هي عبارة عن حديد جيغاني بحد ذاته، وجمال هامون الذي يظهر على سطح النصل، وجمال شكل كامل السيف. وفي حالة السيوف الأجنبية، يتم تزيين النصل بالنقوش والمجوهرات الفاخرة حيث يتم التركيز على قيمته من خلال ذلك، ولكن القيمة الجمالية للسيف الياباني تختلف عن ذلك. حيث يتم تقييمه فنيا من خلال جمال الحديد بحد ذاته.

المادة الأولية لصنع السيف الياباني هي ”تاماهاغاني (حرفيا فولاذ جوهري)“. حيث يتم تعدينها وصناعة حديد جيغاني القوي ذي الكربون الموحد.

الكنوز المقدسة الثلاثة في الأساطير اليابانية هي ”المرآة، والجوهرة، والسيف“، حيث شعر اليابانيون بوجود قوة غامضة وراء لمعان هذه الأشياء منذ العصور القديمة. ويعود سبب تطور تقنيات التلميع إلى اهتمامهم بتلميعها منذ القدم.

يتم تلميع السيف الذي تم شويه باستخدام حجر شحذ خشن والانتقال تدريجيا إلى استخدام حجر شحذ ناعم

وعند دراسة النقاط المهمة عند مشاهدة السيف الياباني لدرجة ما، من الممكن الاستمتاع به بشكل أعمق. وتصلني أحيانا طلبات شراء السيوف من الدول الأجنبية، حيث يقوم حتى الأجانب بدراسة السيف الياباني جيدا، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يعرفون كثيرا عنه.

النصل الكامل لخنجر صانع السيوف ميائيري نوريهيرو. تحفة فنية تذكر بالسيف الشهير على يد بيزين أوسافوني كاغيميتسو، صانع السيوف الشهير في نهاية عصر كاماكورا. شفافية حديد جيغاني تجعل الناظر إليه يشعر بالطمأنينة.

سيف دقيق

بالإضافة إلى عالم السيف الياباني القوي، يمتلك ميائيري وجها كفنان لصناعة ”سيف توسو“ الرائع. وسيف توسو هو أداة من أدوات القرطاسية أو أدوات الزينة الأنيقة التي كانت محبوبة لدى النبلاء في عصر تنبيو. حيث تم تزيينه بتقنية ”باتشيرو“، وهي زخارف منقوشة رقيقة لعاج مصبوغ يقال إنها كانت مشهورة في عهد أسرة تانغ في الصين، وزخارف من النقوش ذات الذوق الرفيع. ولا يوجد صانع سيوف يستطيع أن يصنع سيف توسو من النصل وحتى الزخرفة بنفس تقنية ذلك الوقت إلا ميائيري. فلماذا تستطيع التجوال بين عالم السيف الياباني ذي الصناعة الديناميكية وبين عالم سيف توسو الدقيق والرقيق المختلفان تماما؟

ميائيري: إذا قمت بصنع سيف توسو الدقيق بلا توقف، يمكنني رؤية السيف الياباني بعيون أكثر دقة. ويقال إن سيف توسو كان يحمله النبلاء من عصر تنبيو وحتى عصر هيئان، ولكن حتى الآن وفي كثير من الأحيان، أتلقى طلبات لصناعة سيف توسو خاص لاستخدامه كحجاب وحماية من السحر. وأقوم بصناعته وكلي شعور بالفخر لقيامي بنقل آثار الثقافة اليابانية القديمة والثمينة إلى وقتنا الحالي. وفي عام 2009 قمت بصنع سيف توسو لإعادة إحياء كنز ”معبد شوصو“ بطلب من وكالة القصر الإمبراطوري. وحتى إذا قلنا إعادة إحياء، فهذا لا يعني أنه يمكننا ببساطة نسخ الكنز الحالي. فمن المهم كيفية فهم التاريخ في ذلك الوقت، فضلا عن الاعتبارات العلمية، حيث يتعين علينا التعرف على التقنية القديمة التي تم التوقف عن استخدامها وأي نوع من المواد تم استخدامها. وبالإضافة إلى ذلك فإن كنز معبد شوصو هو كنز ثمين لا يمكن إخراجه من مكانه، لذلك لا يمكن استعارته وإحضاره إلى مكان العمل. وعلى الرغم من وجود الصور، كان يجب علي القيام بأعمال إعادة الإحياء في ظل غياب السيف الأصلي، لذلك قمت بزيارة مدينة نارا عدة مرات ونظرت إليه بجدية لعدة ساعات. وقمت بإعادة إحيائه من خلال الشعور بالاهتمام الذي كان يحظى به سيف توسو قبل 1200 عام بكل جوارحي.

سيف توسو مزخرف بنقوش لأشكال أنيقة للعاج المصبوغ

سيف توسو الذي تم إعادة إحيائه من كنوز معبد شوصو. تم ترصيع الخيوط الفضية التي على شكل نبات اللبلاب بـ 72 لؤلؤة و16 زمردة.

إحياء السيوف الشهيرة التي جذبت الساموراي

يقوم صانع السيوف ميائيري بالعمل أيضا على إعادة إحياء سيف ”شوكودايغيري ميتسوتادا“ الشهير والذي يعتبر الكنز العائلي لعائلة ميتو توكوغاوا. ويقال إن هذا السيف كان سيفا محببا لساموراي مشهورين مثل أودا نوبوناغا، تويوتومي هيديوشي، داتي ماساموني، توكوغاوا ميتسوكوني. ويعود أصل كلمة ”شوكودايغيري“ إلى الحكاية الشعبية التي تقول إنه عندما قام داتي ماساموني بقتل خادمه قام أيضا بتقطيع الشمعدان الذي كان بالقرب منها. ولكن، احترق هذا السيف عند وقوع زلزال كانتو الكبير وأصبح شديد السواد وفُقد الهامون القديم. وتم إعادة إحياء هذا السيف الشهير بشكل رائع على يد صانع السيوف ميائيري، ويتم عرضه حاليا في ”متحف توكوغاوا“ في مدينة ميتو الذي تم حفظ كميات كبيرة من كنوز إرث عائلة توكوغاوا فيه. وبالمناسبة، فإن هذا السيف الشهير أصبح حديث محبي لعبة ”توكن رانبو (رقصة السيف البرية) في الداخل والخارج بعد ظهوره في هذه اللعبة الشهيرة في السنوات الأخيرة في داخل وخارج اليابان.

صانع السيوف ميائيري نوريهيرو وهو يقوم بالعمل لوحده بصمت في ورشة صناعة السيوف. تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في داخل الغرفة في الصيف بسبب استخدام النار.

بالإضافة إلى أن سيف شوكودايغيري ميتسوتادا الذي عمل صانع السيوف ميائيري على إعادة إحيائه احترق وأصبح شديد السواد على الرغم من كونه سيفا شهيرا، فإنه لم يتبقى أي مخطوطات من الممكن التأكد من حالته الأصلية من خلالها. فكيف قمت بإعادة إحياء هذا السيف الشهير بالاعتماد فقط على الرسم التوضيحي المتبقي في المصدر الأدبي الوحيد؟

ميائيري: الشيء الأهم من أجل إعادة إحياء السيوف يوجد ما بعد تلك التقنيات. فصنع السيف ذي نفس الاهتمام مع ”تاريخه“ الذي من الممكن الشعور به من خلال الرسم التوضيحي في المصدر الأدبي، لا يمكن القيام به من خلال التفكير بالعقل، بل يحتاج إلى شعور كامل به في كل جوارح الجسم. ويُسمى النمط الآخر الذي يظهر على سطح السيف بالتوازي مع الهامون ”أوتسوري“، والسيف الذي يظهر منه أوتسوري لم تتم صناعته إلا حتى بداية فترة موروماتشي. ويعتقد أنه كان هناك طريقة فريدة من نوعها لظهور أوتسوري في سيف شوكودايغيري ميتسوتادا السابق قبل احتراقه ليصبح شديد السواد، وقبل أي شيء من الضروري اكتساب تلك التقنيات التي توقف استخدامها. وإعادة إحياء السيوف التي لديها ذلك التاريخ هو أمر يتجاوز تلك التقنيات. ومن أجل إعادة إحياء تاريخه أيضا، لا بد من القيام بالتجرد من صفتي الخاصة كصانع للسيوف، والعمل على صنعه من منظور مختلف عن منظور صناعة عملي الفني الخاص. وعند القيام بإعادة إحياء سيف شوكودايغيري ميتسوتادا في هذه المرة قمت بتكرار التجربة وأخطأت عدة مرات حتى قمت بصنع شيء مقنع، وكان ذلك تحديا كبيرا لتوسيع إمكانياتي الشخصية.

(المقابلة والنص كوتسووادا ساتسوكي، النص لأصلي باللغة اليابانية، تصوير كيمورا ناؤوتو، صورة العنوان الرئيسي: ميائيري نوريهيرو وهو يقوم بالتحديق بالسيف الذي انتهى من صنعه)

سكين المطبخ الياباني