كودا ريري.. نجمة ساطعة في عالم فن الرقص في اليابان!

الجنس والمثلية

صنعت كودا ريري اسمها كإحدى النجمات في مجال صناعة الترفيه للكبار. الآن وقد أصبحت في منتصف الأربعينيات، تحولت إلى العمل في مجالات فنية أخرى، بما في ذلك بطولة فيلم الخيال العلمي منخفض الميزانية ”Smoking Aliens“ في 2018. تحدثنا إليها عن اقتحامها مجال رقص التعري وما تحرص عليه من أخلاقيات التفاني والإخلاص في العمل.

كودا ريري KOUDA Riri (LiLee)

ممثلة ولدت في مدينة سايتاما عام 1974. كانت انطلاقتها في عالم صناعة الأفلام الإباحية عام 1999 قبل أن تتحول إلى الأفلام الخلاعية بينكوئيغا (أفلام وردية) في عام 2005، حيث أطلقت على نفسها اسماً فنياً هو كودا ريري. منذ أن توقفت عن العمل في الأفلام الإباحية، عملت كراقصة احتياطية للفنانين داخل اليابان وخارجها وظهرت كممثلة صامتة في عدد من البرامج التلفزيونية والإعلانات التجارية والأفلام التي توزع مباشرة إلى الفيديو، كما تعمل كراقصة تعري في أندية التعري القليلة المتبقية في اليابان.

لطالما كان التعري سمة من سمات صناعة الترفيه للكبار في اليابان، وقد ازدهر بعد الحرب العالمية الثانية وطورت ثقافتها الفريدة التي كان يعشقها عمالقة الأدب من أمثال ناغاي كافو (1879-1959) الذي كتب عن العاملات في صناعة الترفيه للكبار وصناعة الجنس.

ووفقًا لسجلات وكالة الشرطة الوطنية، فقد افتتحت اليابان في عام 1975 حوالي 300 نادي للتعري في المناطق النائية من هوكايدو في الشمال إلى أوكيناوا في الجنوب، لكن تغير الأذواق وانتشار استخدام الإنترنت تسبب في خسائر لتلك الأندية التي تضاءل عددها اليوم ليصل إلى أقل من 20 نادياً، معظمها في المدن الكبرى مثل طوكيو وأوساكا ويوجد عدد قليل منها في المراكز الإقليمية. إلا أن رقص التعري شهد انتعاشه في السنوات القليلة الماضية بفضل المعجبات الشابات اللاتي انجذبن للجوانب التعبيرية الكامنة في هذا النوع من الفن.

 كودا ريري في عرض على مسرح كوريهاشي إن كوكي بمحافظة سايتاما.
كودا ريري في عرض على مسرح كوريهاشي إن كوكي بمحافظة سايتاما.

رحلة إلى عالم نوادي التعري

كودا ريري هي ممثلة شهيرة تتنقل بلا كلل بين المسارح القليلة المتبقية. تعمل الأندية 364 يومًا في السنة ولا تغلق أبوابها إلا في ليلة رأس السنة، وغالباً ما تعمل في برامج مدتها 10 أيام. في العادة تكون هناك أربعة عروض يوميًا تبدأ من الساعة 11 صباحًا وتستمر حتى وقت متأخر من الليل، وهو جدول عمل مرهق للراقصات. عندما انضممت إلى كودا، كانت تتنقل بين النوادي وتؤدي عروضها دون توقف لعدة أشهر.

لا شك أن نظام العمل هذا مرهق حتى بالنسبة لأكثر الراقصات نشاطاً، حيث تقول ”منذ أن بدأت، كان من شبه المستحيل أن أحصل على استراحة“ إذ تكون هناك خمسة أو ستة عروض مدة كل منها 30 دقيقة، مما يمنح الراقصات حوالي ساعتين من الراحة على مدار اليوم. ”لكن مسرح أساكوسا مختلف، حيث دائماً ما تقام عليه عروض مسرحية، وغالباً ما يكون الفنانون مرتبطين بجدول زمني مضغوط“. بعد الانتهاء من تقديم فقرتها في أحد الأندية، ينبغي على كودا الإسراع للحاق بالطائرة التي تغادر في الصباح الباكر لتقديم عرضها التالي، ”إن الأيام تمر بسرعة البرق“.

 كودا تلوّح من داخل سيارة أجرة بعد الانتهاء من إحدى البروفات في طوكيو.
كودا تلوّح من داخل سيارة أجرة بعد الانتهاء من إحدى البروفات في طوكيو.

أساكوسا تشير إلى مسرح أساكوسا روكزا الذي تم افتتاحه في عام 1947 ويعد أقدم نادي للتعري في اليابان، ويتميز بمساحته الكبيرة حيث يتسع لـ 129 شخصًا، ويرحب دوماً بالزبائن من النساء وبالقادمين الجدد. هناك خمسة عروض لمدة 90 دقيقة يوميًا، وبحسب الأدوار فقد لا يتاح للفنانين سوى وقت استراحة قصير جدًا أثناء العروض التي تمتد لمدة 20 يومًا متتالياً.

على الرغم من أن مشاهد التعري موجهة بشكل أساسي إلى العملاء الذكور، إلا أن كودا تقول إن هناك عدد متزايد من المعجبات الإناث اللاتي تأتين لمشاهدة العروض في أساكوسا بل وتسافرن أيضاً إلى أماكن أخرى لمشاهدة الراقصات المفضلات لديهن. وتوضح قائلةً، ”كل ناد له جاذبيته الخاصة، فبعضها صغير لكن قد تكون إضاءته أفضل لذا أحاول دائماً الاستفادة من الميزات المختلفة عندما أرقص“.

 كودا من أمام يوكوهاما روكزا في يناير/ كانون الثاني 2020.
كودا من أمام يوكوهاما روكزا في يناير/ كانون الثاني 2020.

التعري على أنغام الموسيقى

تتمتع كل راقصة بحرية إبداعية تسمح لها بتطوير عملها، وتحدد كودا كل جانب من جوانب عرضها الفني بدءًا من تصميم الرقصات وحتى الموسيقى والأزياء.

على الرغم من أنها تلقت مساعدة في البداية من مصمم للرقصات، لكنها تقول أنها الآن تبتكر جميع رقصاتها بنفسها. بدلاً من التمسك بروتين معين، تقوم كودا بتطوير حركات أساسية تتقنها حين تكون على خشبة المسرح، وتشرح لنا كودا كيف أن أسلوبها الحر يتيح لها التعبير عن نفسها بشكل أفضل ”التقيد بنفس الحركات ليس أسلوبي، أعتبر ذلك جموداً“ تشعر كودا أن جمهورها أصبح يقدر عفويتها في الأداء، وتضيف قائلةً: ”تصميم الرقصة لا يختلف من عرض إلى آخر، لكنني أقوم فقط بتعديل حركاتي في كل عرض“.

تحرص كودا على إضفاء بعض عناصر الإثارة، مثل الوقوف أو الجلوس بلا حراك، ويعد هذا شيئاً مميزاً تمامًا بالنسبة لراقصة التعري، تقول ”عادةً ما تتخذ الراقصات أوضاعاً تظهر مفاتنهن، لكني أفضل الأوضاع التي ترمز إلى القوة، لذلك أستخدم وجهي وجسمي للتعبير عن المشاعر“، كما تضيف ضاحكةً أن رغبتها في تجربة أشياء جديدة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى نتيجة عكسية وتتسبب في حيرة الجمهور.

 كودا تقدم عرضاً على مسرح أكيو كوكورا غيكيجو في كيتاكيوشو بمحافظة فوكوؤكا في مارس/ آذار 2019.
كودا تقدم عرضاً على مسرح أكيو كوكورا غيكيجو في كيتاكيوشو بمحافظة فوكوؤكا في مارس/ آذار 2019.

تدرك كودا أنه يمكن للعملاء الدخول إلى الأندية في أي وقت وأن بعضهم يبقى لمشاهدة عروض متعددة. ومنعاً لتكرار نفسها، تقوم كل يوم بأداء ثلاثة عروض مختلفة مستوحاة من سجلها الفني الحافل. عندما تنتقل إلى مكان جديد لأداء عرض مدته 10 أيام، تقوم بضبط أسلوبها ليلائم النادي التالي مع مراعاة عوامل مثل الإضاءة وحجم المسرح وطول المنصة ووجود ستارة من عدمه. وعلى الرغم من أنها تتبع أسلوبًا فنيًا متكاملاً في عملها، إلا أنها دائماً تضع معجبيها في الاعتبار وهي سمة من سمات أسلوبها المهني واهتمامها بتقديم أفضل خدمة.

توضح قائلةً ”أقوم بتصميم برنامجي لإمتاع الجمهور ولإظهار تقديري لما تكبّدوه من عناء المجيء حتى هنا من أجل مشاهدتي“، ولكنها تقول أنها تحب دائماً التعبير عن نفسها وتعمل دائمًا على تحقيق التوازن، ”أحرص دائماً على مراقبة رد فعل المشاهد أثناء تواجدي على المسرح“.

 كودا تضع بعض مساحيق التجميل استعدادًا للعرض الذي ستقوم به مع فرقة  Li2MiHOLiC التي كونتها مع صديقتها المقربة واكاباياشي ميهو في مسرح أساكوسا جولدن تايجر في سبتمبر/ أيلول 2018.
كودا تضع بعض مساحيق التجميل استعدادًا للعرض الذي ستقوم به مع فرقة  Li2MiHOLiC التي كونتها مع صديقتها المقربة واكاباياشي ميهو في مسرح أساكوسا جولدن تايجر في سبتمبر/ أيلول 2018.

الانتقال من الأفلام الإباحية إلى الأفلام الوردية

كانت انطلاقة كودا كراقصة تعري في عام 2015 في ناديShinjuku New art ، لكنها ظلت تعمل في مجال صناعة الترفيه للكبار لأكثر من عقدين، حيث بدأت مسيرتها المهنية في أوائل العشرينات من عمرها كمساعدة للأعمال المكتبية، ولكنها في نفس الوقت بدأت التمثيل في الأفلام الإباحية لتحسين دخلها.

تتذكر قائلةً ”في تلك الأيام، لم تكن وظيفتي كمساعدة للأعمال المكتبية تدر الكثير من المال. لقد كنت أخطط في البداية للعمل في الأفلام الإباحية كعمل جانبي فقط، ولكن اتضح أن العمل في هذا المجال مربح للغاية“. لقد أغوتها فكرة زيادة دخلها، فوسعت نشاطها في هذه المجال، وتستطرد قائلةً ”كنت أخشى كثيراً من أن يعلم الجميع بعملي في هذا المجال، لذلك حرصت على عدم الظهور على الملصقات أو أغلفة المجلات“.

على الرغم من جهودها، وبعد مرور خمس سنوات من عملها في هذا المجال، تم استدعاؤها إلى قسم الموارد البشرية في شركتها وتوقعت أن يتم طردها، ولكن بدلاً من ذلك طُلب منها التوقف عن العمل في الأفلام الإباحية، تقول كودا ”أخبروني أنهم يريدون مني البقاء لأنني كنت أجيد عملي“. ولكن في تلك المرحلة، كان موقف كودا تجاه صناعة الأفلام الإباحية قد تغير تماماً وقررت أن تكرّس نفسها لعملها كممثلة أفلام إباحية ”لقد تملّكني الفضول حول ما يثير الشهوة لدى الكبار وانجذبت بشدة إلى عالم الترفيه القائم على استثارة الغرائز.“

 كودا على مسرح هيروشيما دايتشي غيكيجو في فبراير/ شباط 2019.
كودا على مسرح هيروشيما دايتشي غيكيجو في فبراير/ شباط 2019.

في عام 2005، تخلت عن شخصيتها في الأفلام الإباحية وأطلقت على نفسها الاسم الفني كودا ريري وانطلقت للعمل في مجال pinku eiga أو الأفلام الوردية، وهي أفلام الإثارة الجنسية اليابانية التي تشمل مجموعة واسعة من الأنواع التمثيلية. في أوج ازدهارها، كان يتم سنويًا إنتاج أكثر من 200 فيلم من نوعية أفلام الإثارة الجنسية، وفي خلال 10 سنوات فقط، ظهرت كودا في أكثر من 120 فيلم وحصلت على لقب ملكة الأفلام الوردية.

تعزو كودا غزارة إنتاجها إلى كونها منفتحة على أنواع مختلفة من العمل، حيث تقول: ”إذا حصرت نفسي في أداء الأدوار الرئيسية فقط، ما كنت لأتمكن من المشاركة في هذا الكم الكبير من الأفلام لكني كنت أقبل أي دور طالما سيُكتب اسمي مع أبطال العمل. ولأنها لم تدرس التمثيل من قبل، فقد تعلمت أثناء العمل “لطالما أحببت الأفلام وكل ما يهمني هو أن ألعب أدواري أمام الكاميرا. من الممتع للغاية أن أكون في موقع التصوير”.

يتم حالياً إنتاج الأفلام الوردية رقمياً، ولكن تم تصوير حوالي 100 من أفلام كودا على شريط فيلمي بالطريقة التقليدية مما يجعلها من بين الجيل الأخير من الممثلين الذين شاركوا في عصر صناعة الأفلام بالطريقة التقليدية والذي انتهى الآن. تقول كودا ”لم يكن بإمكان المخرج تصوير المشهد أكثر من مرة، وقد عودني هذا على ضرورة إتقان المشهد من أول لقطة ومازلت أتبع نفس النهج أثناء أدائي على المسرح“.

 كودا على مسرح أكيو كوكورا غيكيجوإن في مارس/ آذار 2019.
كودا على مسرح أكيو كوكورا غيكيجوإن في مارس/ آذار 2019.

20 عاما من الأداء الفني

تؤكد كودا على أن عملها الحالي كراقصة تعري يستغرق الكثير من وقتها لدرجة أنها اضطرت إلى رفض العديد من عروض الأفلام، وتعاني جميع الراقصات من قيود مماثلة تُفرض على خياراتهم المهنية، وهو وضع تسببت فيه نوادي التعري التي تتطلب الالتزام بجدول زمني لا يقل عن 10 أيام.

تقول كودا ”أعتبر التمثيل مهنتي الرئيسية. لقد أمضيت خمس سنوات فقط كراقصة، لكن عملي في التمثيل يعود لأكثر من واحد وعشرين عامًا“. على الرغم من تأكيدها أنها لا تعطي الأولوية لعملها كراقصة تعري، إلا أنها لا تخفي استمتاعها بالحرية الإبداعية التي تجدها في الرقص ” لصنع فيلم، تحتاج إلى موظفين مثل المخرج وكاتب السيناريو والفنانين، لكن بالنسبة لرقص التعري، ما أن تتوفر الأزياء والموسيقى، كل ما أحتاجه لأداء فقرتي الفنية هو جسدي وهذا الجانب من الفن يثير اهتمامي حقًا“.

تتولى كودا مهمة إدارة جميع حجوزاتها الخاصة، ورغم أنها يجب أن تتحمل جميع مسؤوليات إدارة حياتها المهنية، إلا أنها تفضل الحرية التي يمنحها ذلك من حيث قدرتها على اختيار العمل الذي تقوم به.

”أنا لا أقبل مطلقاً أي عمل ما لم يستهويني كما أن لي مطلق الحرية في تحديد مسار حياتي المهنية، وأحرص على عدم تقييد نفسي بحيث إذا ظهر لون فني جديد، يكون بإمكاني مسايرته وهو عادة ما يكون أمراً أكثر متعة“.

لقد اجتهدت كودا حتى وصلت إلى مكانتها الحالية، فمنذ أن كانت تعمل في وظيفة مكتبية كانت فلسفتها هي قبول وضعها الحالي والوفاء بالتزاماتها مع ترك مساحة أيضًا لاتباع أهوائها.

 كودا خلال أداء حي في يويوغي باربارا بطوكيو، ديسمبر/ كانون الأول 2018.
كودا خلال أداء حي في يويوغي باربارا بطوكيو، ديسمبر/ كانون الأول 2018.

”لم أخطط أبدًا لكي أصبح مشهورة ولا نجمة أفلام إباحية ولا أن أظهر على شاشة التلفزيون. ربما تمكنت من القيام بكل ذلك لأنني لم أحدد لنفسي أية أهداف واضحة منذ البداية. أعتقد أنه من المهم أن يحرص المرء على الاستمرارية في مجال عمله أياً كان وأن يقيّم بشكل براغماتي ما هو مطلوب منه في كل موقف من المواقف التي تمر عليه“.

قامت كودا ببناء حياتها المهنية معتمدة على مفاتنها الجسدية، ولكن لديها نهج عملي للغاية في مسألة التعري: ”عندما تقوم ممثلة مشهورة بأداء مشهد عري، يثني عليها الناس لأدائها الدور بكل خلجاتها ولكن التعري في حد ذاته ليس فيه ما يستحق الثناء بشكل خاص إذا كان هذا من متطلبات الدور. أنا أتعرى لأنني بحاجة لأن أتعرى ولأن هناك أشياء لا يمكنني التعبير عنها إلا من خلال التعري. إن التعري لا يقتصر فقط على الابتسام والرقص وخلع الملابس، فأنا أعبر عن نفسي بالطريقة التي أخلع بها ملابسي وبالحركات التي أقوم بها. هناك حرية تتخطى حدود الخيال في هذا النوع بالتحديد من الرقص ولا يمكن التمتع بها في أي نوع آخر من أنواع الرقص. كما أن الرقص عاريةً يمكنني من التواصل بشكل مباشر مع عواطف المشاهدين“.

 كودا على مسرح هيروشيما دايتشي غيكيجو في فبراير/ شباط 2019.
كودا على مسرح هيروشيما دايتشي غيكيجو في فبراير/ شباط 2019.

تميز كودا نفسها عن العديد من راقصات التعري الأخريات اللائي ينصب تركيزهن فقط على إظهار مفاتنهن بأكبر قدر ممكن. تشرح قائلةً ”بالنسبة لي حتى لو لم يكن الجسد فاتنًا بشكل استثنائي، يكفي إضفاء لمسات خاصة تجعل العرض فريدًا من نوعه. أنا أتخذ بجسدي أوضاعًا ترمز للقوة في محاولة لإيصال المشاعر التي تعتمل بداخلي. يسرني كثيراً أن يقول أحدهم أن أدائي منحه السعادة، أو الشعور بالقدرة“ وتضيف ضاحكةً ”وإذا شعر أحدهم بالاستثارة بطريقة أخرى، فهو أمر جيد أيضًا“.

(كتب النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من اللغة الإنكليزية. قام بإجراء المقابلة وكتابة النص ماتسوموتو تاكويا. جميع الصور لـ هاناي توموكو. صورة العنوان: كودا ريري في مسرح هيروشيما دايتشي غيكيجو في فبراير/ شباط 2019).

الجنس مثلي الجنس جنس