ميتوكي ماساهيكو: المدير العام الجديد للاتحاد البريدي العالمي

اقتصاد

في أغسطس/ آب، تم انتخاب ميتوكي ماساهيكو، كبير المسؤولين التنفيذيين في هيئة البريد الياباني، مديرًا عامًا للاتحاد البريدي العالمي، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بتنسيق السياسات البريدية الدولية.وعندما تبدأ ولايته في أوائل عام 2022، سيكون أول مسؤول ياباني يترأس الاتحاد البريدي العالمي، وكذلك أول من يترأس وكالة تابعة للأمم المتحدة منذ أمانو يوكيا، الذي شغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من عام 2009 وحتى وفاته في 2019.

ميتوكي ماساهيكو METOKI Masahiko

كبير المسؤولين التنفيذيين في هيئة البريد الياباني، من مواليد عام 1985. تخرج في تخصص علم النفس الاجتماعي من جامعة طوكيو عام 1983 والتحق في نفس العام بوزارة البريد والاتصالات (التي أصبحت الآن وزارة الداخلية والاتصالات). وفي الوزارة، شغل منصب مدير مكتب الخدمات الدولية التابع لمكتب المدخرات البريدية والمدير التنفيذي لمقر الأعمال الدولية للبريد الياباني، علاوة على مناصب أخرى. وقد تم تعيينه في منصبه الحالي في عام 2021. انتخب رئيسًا لمجلس العمليات البريدية لاتحاد البريدي العالمي في عام 2012، وخدم لفترتين متتاليتين. ومن المقرر أن يتولى منصب المدير العام للاتحاد البريدي العالمي في يناير/ كانون الثاني 2022.

تسلم الشارة لقيادة الاتحاد البريدي

تأسس الاتحاد البريدي العالمي في عام 1874 لضمان التدفق السلس للبريد الدولي من خلال تنسيق وتحسين السياسات والخدمات البريدية بين مختلف البلدان. وهو يقترب من الذكرى السنوية الـ 150 لتأسيسه، وهي ثاني أقدم وكالة تابعة للأمم المتحدة، وينسق اليوم العمليات البريدية لدول الاتحاد الأعضاء البالغ عددها 192 دولة.

في أغسطس/ آب من هذا العام، اجتمعت المنظمة في أبيدجان، كوت ديفوار، لإقامة مؤتمرهم البريدي العالمي، الذي يعقد مرة كل أربع سنوات. وخلال المؤتمر، انتخب الأعضاء ميتوكي ماساهيكو كبير المسؤولين التنفيذيين في البريد الياباني لشغل منصب أمين عام الاتحاد البريدي العالمي لمدة أربع سنوات. وميتوكي، الذي سيتولى منصبه في يناير/ كانون الثاني 2022، هو أول آسيوي يترأس الوكالة. وفي الثامن من سبتمبر/ أيلول، التقى بأعضاء من وسائل الإعلام عبر الإنترنت للحديث عن القضايا التي تواجه الخدمات البريدية وما يود تحقيقه في الاتحاد البريدي العالمي.

وخلال الاجتماع عن بعد عبر الإنترنت، أعرب عن امتنانه للثقة التي أظهرتها الدول الأعضاء في قدراته القيادية من خلال اختياره لمنصب أمين عام الوكالة، قائلاً: ”إنه منصب لمسؤولية كبيرة وأتعهد بتركيز كل جهودي للوفاء بالتزاماتي“. ويتطلع خلال فترة ولايته، بأنه بصفته أول مدير عام ياباني، فهو مصمم على ضمان أن يُنظر إلى الاتحاد البريدي العالمي على أنه يُدار بطريقة عادلة ونزيهة وشفافة.

آفاق جديدة

سيتولى ميتوكي، الذي ترأس مجلس العمليات البريدية في الاتحاد البريدي العالمي منذ عام 2012، مقاليد منصبه بالوكالة وسط اتجاهات عالمية سريعة التغير. حيث انخفض حجم المواد البريدية التقليدية كالرسائل والبطاقات البريدية بشكل كبير مع حدوث المزيد من التواصل عبر الإنترنت، مما يزيد من الحاجة إلى تطوير نماذج أعمال جديدة. وفي الوقت نفسه، أدى نمو التجارة الإلكترونية إلى زيادة الطلب على الطرود الصغيرة. ولقد كافحت البلدان النامية لمواكبة هذه التغييرات، وفي كثير من الحالات يخسر مشغلو البريد مقابل خدمات القطاع الخاص. كما تسببت جائحة كورونا في الضغط على الخدمات البريدية الدولية نتيجة لانخفاض الحركة الجوية.

وفي الفترة التي سبقت انتخابه، تعهد ميتوكي بمواجهة هذه التحديات من خلال السعي وراء فرص عمل جديدة، قائلا: ”إن الهدف الأساسي للاتحاد البريدي العالمي هو حماية الشبكة العالمية للخدمات البريدية، ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى العمل على تطوير المجالات والأفكار التي تُدر عائدات“.

وسعيًا لتحقيق هذا الهدف، يقول ميتوكي إن الوكالة ستنشئ قسمًا جديدًا سيعمل كمركز أبحاث لدراسة التقنيات الجديدة، بما في ذلك تعزيز قدرات التجارة الإلكترونية والعمليات الرقمية، واستكشاف طرق لاستخدام الشبكات البريدية بشكل أفضل، وتقديم التوجيه للبلدان الأعضاء لإصلاح خدماتهم البريدية. ويقول: ”الأمر متروك للدول منفردة لتقرير ما إذا كانت ستستثمر أم لا في مجالات جديدة، ولكن يمكن للاتحاد البريدي العالمي تقديم الدعم بطرق متعددة، مثل المساعدة في إطلاق برامج تجريبية.“

ميتوكي ماساهيكو (الصورة من هيئة البريد الياباني).
ميتوكي ماساهيكو (الصورة من هيئة البريد الياباني).

وميتوكي يجلب كل ما في جعبته من خبرات في مجال الخدمة العامة إلى منصبه الجديد. حيث التحق بوزارة البريد والاتصالات، التي تسمى حاليًا بوزارة الداخلية والاتصالات، في عام 1983، وتقلد عددًا من المناصب رفيعة المستوى في الوزارة وهيئة البريد الياباني خلال مسيرته المهنية. كما أنه يتمتع بأوراق اعتماد دبلوماسية، حيث عمل لمدة ثلاث سنوات كسكرتير أول في السفارة اليابانية في تايلاند. ولعل الأهم هو إلمامه بالاتحاد البريدي العالمي. وبصفته رئيس مجلس العمليات البريدية، وهي هيئة دائمة في الاتحاد البريدي العالمي تتعامل مع الجوانب التشغيلية والاقتصادية والتجارية للأعمال البريدية، كان مسؤولاً عن تنسيق جهود الخدمات البريدية في جميع أنحاء العالم لمواجهة التحديات المختلفة.

كذلك هو رجٌل تسبقه سمعته في إنجاز الأمور. ففي عام 2009، كان له تأثير في الضغط على الاتحاد البريدي العالمي لمراجعة قواعده للسماح لأجهزة الكمبيوتر المحمولة ومعدات الفيديو والأجهزة الإلكترونية الأخرى التي تحتوي على بطاريات الليثيوم ليتم إرسالها بواسطة خدمات البريد السريع الدولية (إي إم إس). وكانت أمانة الاتحاد البريدي العالمي في ذلك الوقت قلقة من أن قلة من البلدان سترسل بطاقات الاقتراع البريدي، مما يجعل من الصعب حشد أغلبية الثلثين المطلوبة لتمرير التغييرات في الاتحاد. ومع ذلك، يقول ميتوكي أنه ”عمل على استقطاب التأييد وكأنها حملة انتخابية“ وحشد الدعم للاقتراح، الذي تم إقراره في النهاية.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، والترجمة من اللغة الإنكليزية. المادة النصية من إعداد إيشي ماساتو من فريق عمل Nippon.com. صورة الموضوع: ميتوكي ماساهيكو، على اليمين، يرحب برئيس هيئة البريد المصري الدكتور شريف فاروق أثناء فعاليات المؤتمر البريدي العالمي في أغسطس/ آب بكوت ديفوار. الصورة من هيئة البريد الياباني)

الشركات اليابانية اقتصاد الحكومة اليابانية