مهرجان طوكيو الدولي للأدب

أول مهرجان دولي للأدب باليابان

ثقافة

افتتح أول مهرجان دولي للأدب في ثمانية أماكن مختلفة بطوكيو من ١ إلى ٣ مارس/ أذار. ضم المهرجان العديد من الروائيين الرواد، الشعراء، المحررين، والمترجمين خلال ثلاثة أيام ملهمة ومكتضة بالزوار.

كان احد أهداف المهرجان تشجيع أنواع جديدة من الحوار والمناقشات حول الكتب. لذلك فقد تم تصميم المهرجان للجمع بين أشخاص من مختلف البلدان ومن مختلف مجالات النشر. وأبرزت هذه اللقاءات الجديدة بين المؤلفين، المحررين، والمترجمين أوجه تشابه غير متوقعة كما نتج عنها وجهات نظر جديدة، وفتحت الطريق أمام أفكار طازجة مفعمة بالحيوية وطرق حديثة.

الدورات اليوم الأول في حرم هونجو من جامعة طوكيو (يسار) وأكاديمية روبونجي هيلز. (١ آذار/ مارس).

وترأس مجموعة الكتاب الدوليين جون ماكسويل كويتزي الحائز على جائزة نوبل لعام ٢٠٠٣ وجونو دياز، الذي فاز بجائزة بوليتزر عام ٢٠٠٨ بفضل روايته حياة أوسكار واو الموجزة والمثيرة / The Brief and Wondrous Life of Oscar Wao. كما شارك في المهرجان أشهر الكتاب المعاصرين في العالم، بما في ذلك العبقري الأدبي جوناثان سافران فوير والمؤلف الإنجليزي جيف داير بأسلوبه المتحدي للأدب الكلاسيكي. وكذلك قام مصمم الكتب  تشيب كيد، الذي عمل في انجاز الطبعة الأمريكية لعديد من أعمال الكتاب اليابانيين، بما في ذلك أعمال موراكامي هاروكي/ Murakami Haruki، بعرض عمله الخاص به الى جانب  بعض من المحررين الأكثر تأثيراً في النشر باللغة الإنجليزية، وممثلي المجلات الدورية مثل غرانتا والنيويوركر. وتبادل المشاركين خلال هذا المهرجان وجهات النظر والأفكار والآراء حول القضايا التي يواجهها الناشرين، الكتاب والمحررين في جميع أنحاء العالم.

اليوم الثاني من الدورة في مكتبة ومقهى- كافيه ذا رايني داي (يسار) ومقهى جنرون بجونتا (٢ آذار/ مارس).

وقد شهدت المشاركة اليابانية عددا من الفائزين بجائزة أكوتاجاوا/ Akutagawa أمثال إكزاوا ناتسوكي/ Ikezawa Natsuki، اتايا ريسا/Wataya Risa، هيرانو كيإتشيرو/Hirano Keiichiro، وكواكامي مييكو/ Kawakami Mieko، وذلك مع مجموعة من الكتاب الشعبيين مثل كاكوتا متسيو/ Kakuta Mitsuyo وفوروكاواهيديو/ Furukawa Hideo. كما تصرف اثنان من المترجمين الرواد في اليابان وعلماء الأدب العالمي شيباتا موتويوكي/ Shibata Motoyuki وتوكو كوجي/ Toko Koji، كوسطاء خلال المهرجان، وذلك من خلال مساعدة المشاركين على إقامة روابط واتصالات بين بعضهم البعض والسهر للتأكّد من على أن كل شيء بالمهرجان يسير على ما يرام.

اليوم الثاني من الدورة في البيت الدولي لليابان في روبونجي (يسار) ودار النر سوبر دولوكس لايف. (٢ آذار/ مارس).

امّا فيما يتعلق بدياز جونو، فقد قدم له المهرجان فرصة لتحقيق حلمه عند موافقة فنان المانجا الكبير أوراساوا ناوكي/ Urasawa Naoki على المشاركة. حيث دخل الكاتبان في حوار مفعم بالحيوية، تناقشا خلاله حول قدرة الأسلوب الخيالي الفريدة على معالجة القضايا الاجتماعية. وقد افتتح كويتزي واختتم المهرجان بقراءته لمقتطفات من روايته الأخيرة، طفولة المسيح/ The Childhood of Jesus، التي لم تكن قد نُشرت بعد. وكان بجانب كويتزي في ليلة الافتتاح تانيكاوا شونتارو/ Tanikawa Shuntarō، الذي يعد بفضل عمله على مدى الـ ٦٠ سنة الماضية احد أحب الشعراء في اليابان.

اليوم الثاني من الدورة تعقد في القاعة التذكارية ايبوكا، بجامعة واسيدا (يسار) على متن خط اراكاوا. (٣ آذار/ مارس).

وقد أقيم المهرجان في ثمانية أماكن مختلفة من أنحاء العاصمة، وذلك من أروقة جامعة طوكيو العريقة وجامعة واسيدا إلى مرتفعات روبونجي هيلز الجذابة، عبر مقاهي الكُتاب الحميمة ونوادي الموسيقى الخافتة. وقد ابدع إيشي شينجي/ Ishii Shinji في الأدب بكتابة قصة جديدة على المباشرعلى متن قطار مستأجر خصيصا على خط اراكاوا تودن. وأحيلت لقطات فيديو حية بثت في جامعة واسيدا، حيث كانت تجري مناقشة حامية الوطيس وتضم كلّاً من جوناثان سافران فوير وتشيب كيد. وعند اختتام المحادثة ، كان إيشي قد وصل إلى الجامعة صاعداً على خشبة المسرح وممسكاً بالجزء الأخير من قصته. وقد تم تسليم نسخ من القصة إلى أفراد الجمهور عند مغادرة القاعة، حيث تلقى كل منهم صفحة مختلفة. وهذا ما حفز الجمهور للتحدث مع بعضهم بهدف تداول الصفحات التي تحصلوا عليها لمعرفة نهاية القصة.

كما قامت ديبورا ترايسمان/ Deborah Treisman، رئيسة تحرير الخيال في مجلة النيويوركر والتي شاركت في المهرجان كعضوٍ مُشرف، بالتعبير لـ Nippon.com  حول انطباعاتها عن المهرجان: ”لقد كان الشيء المذهل في المهرجان مشاهدة تفاعل الكتاب الأجانب مع الكتاب اليابانيين، ولعل رؤية مثل هذه الأمور تحدث بصورة عفوية على خشبة المسرح حين تحاور كتاباً لم يعرفوا بعضهم وجهاً لوجه قبل المهرجان ثم يجري عندئذ تحليل المسائل من جوانب مختلفة  بعدما تعارفوا من خلالها عن بعضهم البعض“.

”عندما نقرأ شيئاً، فنحن بشكل ما ندخل في نقاش مع المؤلف. ولكن هذا النقاش ذو اتجاه واحد. حيث لا يجيب المؤلف على كلامنا. يكمن جمال هذه المهرجانات في توفر ذلك العنصر الثالث للنقاش. وأظن أنه بالنسبة للقراء اليابانيين فقد كانت تلك مفاجأة رائعة للجميع“. هذا وقد حضر خلال الأيام الثلاثة للمهرجان حوالي ٢٥٠٠ شخص. وتقوم السلطات حاليا بالتخطيط لجعل المهرجان حدثا سنويا يُقام كل عام.

(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صور: أوساوا هيسايوشي، كاواموتو سيا، أوكوبو كيزو وكوديرا كي، كل الشكر لمؤسسة نيبون)

إقرأ أيضاً المقالات التالية:
Junot Díaz: Writing the Past, Shaping the Future
Literary Bridge-Builder: An Interview with Shibata Motoyuki

أوراساوا ناوكي المهرجان الدولي للأدب بطوكيو والنشر والأدب الترجمة الكتب