المؤثرات الخاصة اليابانية التي قدمت غودزيلا للعالم

مقابلة مع ساتسوما كينباتشيرو بطل السلسلة الثانية من أفلام غودزيلا

ثقافة

عندما تم إحياء سلسلة أفلام غودزيلا عام ١٩٨٤، أُختير الممثل ”ساتسوما كينباتشيرو“ للعب دور الوحش فيها. وقد أجرت Nippon.com مقابلة مع ”ساتسوما“ لمعرفة المزيد عن الجولة الثانية من سلسلة الأفلام التي امتدت بين عامي ١٩٨٤ و١٩٩٥ والتحديات التي واجهته في لعب دور أكثر الوحوش شهرة في اليابان.

من المعروف أن رُوّادَ السينما في اليابان وغيرها شاهدوا شخصية الوحش ”غودزيلا“ لأول مرة في فيلم يحمل نفس العنوان حيث عُرض عام ١٩٥٤ وهو أيضا ما أكسب أسلوب ”توكوساتسو“ المميز في اسلوب ”التماثل والتناظر“- “analog” للمؤثرات الخاصة وجعلها الأكثر شعبية. وفي السنوات اللاحقة كان ملايين المحبين لهذه الشخصية ينتظرون بشغف كل إصدار جديد لرؤية كيف يمكن أن تهدد شخصية ”غودزيلا“ التي أداها الممثل البارع ”ناكاجيما هارو Nakajima Haruo“ وغيرها من الوحوش المرعبة للبشر. ولكن في وقت لاحق وعقب سيل من الإصدارات التكميلية لهذه السلسلة، تضاءلت شعبيتها حتى قامت الجهة التي تمتلك حق الامتياز بإيقافها عام ١٨٧٥ وذلك بعد هبوط مفاجئ في عائدات صندوق التذاكر لفيلم Mekagojira no gyakushū (رعب ميكاغودزيلا). لكن لم تلبث السلسلة أن عادت قبل انقضاء عقد من الزمن تقريبا من خلال عرض فيلم ”غودزيلا“ عام ١٩٨٤ والذي لعب فيه الممثل ”ساتسوما كينباتشيرو Satsuma Kenpachirō“ دورَ شخصية الوحش.

الولادة الثانية لـ”غودزيلا“

التقينا مع الممثل ”ساتسوما“ الذي كان يلبس بدلة الفنون القتالية ”غي Gi“ وملابس خاصة بها ”هاكاما Hakama“ وهو نوع من الملابس التقليدية يشبه سروال يغطي الجزء الأسفل من الجسم وذلك بعد انتهاء فترة تدريبه اليومية. ويبلغ ساتسوما ٦٧ عاماً لكنه يتمتع بحيوية الشباب. وكان ”ساتسوما“ قد لعب أول أدواره الصغيرة في السلسلة الأولى لـ"غودزيلا" في البداية بشخصية ”هيدورا Hedorah“ وهو مخلوق مولود من الوحل المتسمم نتيجة التلوث الناجم عن البشر. وقد ساعده هذا الأمر على الفوز بدور البطولة بلعبه شخصية ”غودزيلا "في وقت لاحق لا سيما عندما عادت شخصية الوحش الملحمية للظهور مرة آخري إلى شاشة السينما عام ١٩٨٤ بفيلم ”عودة غودزيلا The Return of Godzilla“ والذي عرض في اليابان باسم ”غوجيرا Gojira“ وهو نفس اسم الفيلم الأصلي الذي عرض عام ١٩٥٤.

تميز الفيلم الذي عرض عام ١٩٨٤ بوجود نفس النكهة الخفيفة الداكنة للفيلم الأصلي ولكن الوحش ”غودزيلا“ كان أكبر بحوالي مرتين من الشخصية الأصلية. ومع ازدياد حجم هذا المخلوق والتعديلات المنسجمة التي أجريت على بدلته كان على ”ساتسوما“ أن يبتكر نمطاً مختلفاً من الحركات لشخصية ”غودزيلا“، حيث يوضح قائلاً: ’’نظراً لأن بدلة الوحش كانت أطول وأثقل من البدلة التي اُستعملت في السلسلة الأولى فقد استطعت بالكاد التحرك. وكان من الصعوبة بمكان الحصول على كمية كافية من الأوكسجين بسبب وجود عدد قليل فقط من ثقوب التهوية في عنق بدلة الوحش. كما كان التصوير صعباً وخاصة في الماء. واعتقدت أنني كنت على وشك الموت نحو عشر مرات تقريباً. حيث كان الأمر صعبا عندما كنت تحت الماء ولم أستطع التنفس ولكن بطريقة ما تمكنت من النجاة‘‘. ويعود الفضل في قدرة ”ساتسوما“ على التحمل إلى مهاراته بالفنون القتالية كواحد من أهم الأسباب من جانب ولأنه كان يتوجب عليه الانتظار طويلاً في موقع التصوير من جانب آخر ولذا قام ”ساتسوما“ بتطوير نوع خاص من التدريب أطلق عليه اسم ”غودزيلا كينبو Godzilla kenpō“ وهو شكل معدل من الفن التقليدي لاستعمال السيف. وقد عرض ”ساتسوما“ لنا بعض حركاته في منطقة التدريب التي أعدها في مكان مفتوح وهادئ في الحي الذي يقطنه. مٌبيِّناً تناثر قطعاً من الخشب لدى ضربه جذع شجرة بحركة دقيقة بعصاه الخشبية وذلك قبل أن ينتقل لضرب الجذع مرارا بيديه العاريتين.

لعب دور غودزيلا بين الماضي والحاضر

وبعيداً عن العائق الجسدي، هناك تحد آخر للعب دور الوحش ”غودزيلا“ يتمثل في صعوبة التعبير عن مشاعر هذا المخلوق. حيث يقول ”ساتسوما“: ’’التعبير عن المشاعر أمر صعب على الممثل خاصةَ عندما لا يتمكن المشاهدون من رؤية وجهه. ولذا يجب عليك التعبير عن كل شيء من خلال حركاتِ جسمك‘‘. وقد حاول ”ساتسوما“ في أولى أفلام ”غودزيلا“ أن يثير الرعب وأن يركز على غضب الوحش. ولكنه أيضاً بذل أفضل ما لديه لإعطاء الوحش شخصية بتفاعله مع الأصدقاء و الأعداء على حدٍ سواء. وفي وقتنا الحالي ومع وجود روسومات الكمبيوتر، فربما لا يواجه الممثلون تحدي إعادة الحياة للوحش من خلال اتباع طرق بارعة. وعلى الرغم من أن ”ساتسوما“ كان منبهراً برسومات الكمبيوتر التي استخدمت في فيلم ”غودزيلا“ لعام ٢٠١٤ الذي أخرجه ”غارث إدواردز“ إلا أنه لا يزال يحن للأيام التي كان يتوجب فيها على ممثل حقيقي حي أن يرتدي بدلة الوحش لتصوير الفيلم. ويقول ”ساتسوما“: ’’كنت أحب أن أشاهد ”واتانابي كين“ في دور ”غودزيلا“ أكثر من دوره في شخصية عالم فهو ذكي وبإمكانه أن يري كل العالم أهمية وجود ممثل موهوب يلعب الدور‘‘.

”ساتسوما“ في كوريا الشمالية

ومن بين الأماكن أيضاً، فقد أوصلت الأعمال البطولية الخاصة بـ”ساتسوما“ من خلال لعب دور الوحوش إلى كوريا الشمالية وذلك عندما أُختير للعب دور المخلوق ”بولغاساري Pulgasari“ في فيلم يحمل نفس العنوان عرض عام ١٩٨٥. وقد أُنتج الفيلم الكوري الشمالي نتيجة شغف ”كيم جونغ إيل“ الذي كان متعصباً لشخصية ”غودزيلا“، وأخرجه ”شين سانغ أوك“ الكوري الجنوبي، والذي كان قد أختطف على يد نظام ”بيونغ يانغ“ عام ١٩٧٨، مع زوجته السابقة الممثلة ”تشوي أون هي“. وتم استئجار أستوديو ”توهو“ الياباني للقيام بالمؤثرات الخاصة للفيلم، وأُسندت البطولة لـ”ساتسوما كينباتشيرو“ ليلعب دور الوحش. كما كان لعب شخصية ”بولغاساري“ ذلك الوحش الحديدي الذي يمشي بشكل قائم أسهل على ”ساتسوما“ من لعب دور”غودزيلا“. ولكن وُجِدَت هناك تحديات أخرى كان عليه مواجهتها كالرقابة الصارمة التي مارسها عليه النظام الكوري الشمالي وكذلك عدم توفر الخبرة الكافية لدى طاقم العامليين المحليين هناك كما ’’كانت مشاهد الدمار صعبة. علماً بأن كوريا الشمالية أنتجت الكثير من الأفلام الحربية ولكن لم يكن لديهم أدنى فكرة عن أفلام الوحوش. فالديكورات اتسَمت بكونها قاسية بشكل كبير، ويتوجب عليك العمل بجد حتى تسحقها.‘‘ وفي نهاية المطاف انتهى العمل من فيلم ”بولغاساري“ وهو يعتبر حاليا فيلما كلاسيكيا بالنسبة لأفلام ”توكوساتسو“، ويتميز بوجود مؤثرات خاصة من الجودة المفاجئة بالنظر إلى الطبيعة البدائية لإخراج الأفلام الكورية الشمالية. وقد استحوذ الفيلم والقصة الكاملة لاختطاف المخرج لأول مرة اهتمام العالم عندما هرب ”شين وتشوي“ من خاطفيهم الكوريين الشماليين خلال مهرجان الأفلام في فيينا عام ١٩٨٦. وفي النهاية تم إصدار فيلم الوحش في اليابان في ٤ يوليو/تموز عام ١٩٩٨ تقريبا متزامنا مع فترة تبني أول شخصية ”غودزيلا“ في هوليود والتي أخرجها ”رونالد إيمريتش“.

مستقبل أفلام ”غودزيلا“

لم تنتج اليابان فيلماً جديداً في السلسلة منذ فيلم Gojira: Fainaru uōzu (غودزيلا: الحروب النهائية) عام ٢٠٠٤، والذي وافق مرور الذكرى السنوية الـ٥٠ لهذا الوحش. وقد احتوى هذا الفيلم على رسومات كمبيوتر (CGI) لكنه حافظ على التقليد الياباني للتمثيل من خلال ارتداء البدلة أيضاً. ويقول ساتسوما: ’’يجري حالياً استخدام تقنية CGI ومؤثرات تقليدية خاصة معاً. وقد أتقنت هوليوود استخدام المؤثرات باستخدام الكمبيوتر والتي تبدو واقعية بشكل أكبر. ولكن البدلة في اليابان أمر لا بد منه. و لذا لن يمكننا منافسة شركات الأفلام الأمريكية باستخدام تقنية CGI وحدها‘‘.

أما حول فيلمه المفضل من سلسلة أفلام ”غودزيلا“، فيقول ”ساتسوما“ إنه فيلم ”غودزيلا“ الأصلي لعام ١٨٥٤ بدون شك: ’’إنه فيلم كان له تأثير عالمي. ولكن بعد الفيلم الأصلي، هناك بعض الأفلام المفضلة لدي من الفترة اللاحقة ولا سيما فيلم Godzilla vs. Destoroyah‘‘. وفي عام ١٩٩٩ بدأ ”توهو“ ما يعرف باسم السلسلة الألفية (١٩٩٩-٢٠٠٤) مع فيلم Gojira 2000 mireniamu (غودزيلا ٢٠٠٠: الألفية)، ولكن منذ عام ٢٠٠٤ لم تكن هناك أية إشارة إلى أن فيلم ”غودزيلا“ جديد سينتج في اليابان. ويقول ”ساتسوما“ مع بصيص من الأمل: ’’من المحتمل أن يثير فيلم هوليوود الجديد اهتمام الناس في اليابان بشخصية ”غودزيلا“ مرة أخرى. ولكن في نهاية المطاف فإن رواد السينما هم الذين سيقررون ما إذا كانت شخصية ”غودزيلا“ ستعيش أم ستموت‘‘.

أفلام ”غودزيلا“ السبعة لـ”ساتسوما كينباتشيرو“:

 العنوانتاريخ العرض
١ The Return of Godzilla ١٥ ديسمبر/كانون الأول عام ١٩٨٤
٢ Godzilla vs. Biollante ١٦ ديسمبر/كانون الأول عام ١٩٨٩
٣ Godzilla vs. King Ghidorah ١٤ ديسمبر/كانون الأول عام ١٩٩١
٤ Godzilla vs. Mothra ١٢ ديسمبر/كانون الأول عام ١٩٩٢
٥ Godzilla vs. Mechagodzilla II ١١ ديسمبر/كانون الأول عام ١٩٩٣
٦ Godzilla vs. SpaceGodzilla ١٠ ديسمبر/كانون الأول عام ١٩٩٤
٧ Godzilla vs. Destoroyah ديسمبر/كانون الأول عام ١٩٩٥

(النص الأصلي باللغة اليابانية بتاريخ ٣١ يوليو/تموز ٢٠١٤. الترجمة من الإنكليزية. صورة اللافتة: ”ساتسوما كينباتشيرو“ يؤدي عرضا لتدريبه الروتيني على ”غودزيلا“ خلال إجراء المقابلة معه).

توكوساتسو غودزيلا وحش تسوبورايا إيجي مؤثرات خاصة