أربع سنوات بعد كارثة ١١ مارس/ آذار : وضع بلدة سانريكو اليوم

بلدة سانريكو تستعيد عافيتها بعد الزلزال (الجزء الثاني)

مجتمع لايف ستايل

في الجزء الثاني من استكشاف المجتمعات التي تعاني من تسونامي على ساحل توهوكو، يزور المصور وادا ناأوكي كيسين-نوما بمحافظة إيواتي، ومينامي-سانريكو وأوناغاوا بمحافظة مياغي، لقياس مدى التقدم الذي وصلوا إليه علي صعيد عليات إعادة الإعمار.

اختفاء سفينة كيسين- نوما

أبدأ هذا القسم بمشهد ينبغي أن يكون معروفا للكثيرين من الذين شاهدوا آثار الفوضى التي حدثت في أعقاب كارثة ١١ مارس/ آذار (الصورة ١). لقد دفعت أمواج تسونامي العاتية سفينة صيد الأسماك هذه والتي تٌدعى كيوتوكو مارو ١٨ لما يقرب ١٠٠٠ متر داخل اليابسة، لتستقر على مسافة ليست بالبعيدة عن الرصيف الأصلي لها بميناء الصيد كيسين- نوما بمحافظة إيواتي. أما الصورة الثانية (الصورة ٢) توضح نفس المنطقة بعد عام ونصف من وقوع الكارثة، حيث تم رفع كل الأنقاض المحيطة والحطام بعيدا، لكن بقيت السفينة كما هي ساكنة في وسط ما كان يطلق عليه يوماً ما وسط المدينة.

الصورة ١. كيوتوكو مارو ١٨ وسط الحطام الذي خلفه التسونامي. ١ أبريل/ نيسان ٢٠١١.

الصورة ٢. تم رفع الحطام من المكان، ولكن بقيت السفينة في مكانها كما هي. ٢٧ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٢.

وقد أصبحت السفينة كيوتوكو مارو ١٨ وجهة سياحية من هذا المنطلق. حيث يأتي المتطوعون إلى المنطقة للمساعدة في جهود إعادة البناء والإعمار كما تدفق غيرهم من الزوار على هذا الموقع بشكل مستمر حريصين على تصوير هذا المشهد الغريب كذكرى لما خلفته الأمواج من دمار. كما اقترح عدد لا بأس به من السكان المحليين بأن يتم ترك السفينة في مكانها باعتبارها حجر الزاوية لإعادة بناء المنطقة التجارية لكيسين- نوما، وكرمز لمعاناة المدينة وإعادة بعثها وبنائها من جديد بعد هذا الدمار الرهيب الذي أصابها.

لكن ورغم ذلك، فقد قرر مسؤولو المدينة أن ترك كيوتوكو مارو ١٨ في مكانه من شأنه جعل حكومة البلدية هي المسؤولة عن صيانتها. وقبل أن يبدأ أي شخص بالتحدث عن الأرقام والحسابات الخاصة بحفظها وصيانتها، قام مالك السفينة بتفكيكها. ومنذ ذلك الحين أصبح المشهد في كيسين- نوما أقل جاذبية للزوار، فهي الآن منطقة هادئة وخاوية على عروشها. (أنظر الصورة ٣)

الصورة ٣. لقد اختفت سفينة الصيد مثلما اختفى أيضا الزوار الذين كانوا يأتون لمشاهدتها. ٣ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٤.

حاجز الأمواج لحماية المدينة الخاوية

بعد ذلك قمنا بزيارة منطقة توغورا التابعة لبلدة مينامي - سانريكو، محافظة مياغي، والتي دمرت بالكامل بسبب أمواج تسونامي كارثة ١١ مارس/ آذار. كما يتضح في الصورة ٤ فقد جرفت الأمواج السور البحري الذي بني لحماية السكان بالكامل تقريباً بعيداً.

المدينة نفسها لم يتم إعادة إعمارها بعد ولا تزال غير مأهولة. وعلى الرغم من ذلك بدأت أعمال بناء السور البحري الجديد (صور ٥ و ٦). وعند الانتهاء منه سوف يصبح ارتفاع هيكل السور ٨.٧ متر فوق مستوى البحرـــ الإطارات في الصور تشير إلي حجمه في نهاية المطاف. ستمتد هذه المهمة على طول الطريق إلى الشاطئ على طول التلال في خلفية الصورة، مما تظهر ضخامة البناء.

الصورة ٤. الشتاء الثلوج تغطي الأرض حيث تمت إزالة الحطام. ٢ أبريل/نيسان ٢٠١١.

الصورة ٥. أعمال الحفر التي أثيرت حديثا ستكون موقع منازل سكان تاروو. ٢٩ سبتمبر/أيلول ٢٠١٢.

الصورة ٦. احراز تقدم في العمل لكن لا يزال هناك الكثير للقيام به. ٢ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٤.

ماذا عن سكان توغور؟ لن يكون بمقدورهم العيش بالقرب من الشاطئ مجدداً مثلما كانوا يفعلون في الماضي قبل وقوع الكارثة. وتتركز جهود إعادة بناء المجتمع المحلي على الانتقال إلى مناطق مرتفعة، حيث تنتقل العائلات التي تسكن توغورو بشكل مطرد إلى الأراضي المستصلحة والمهيئة من قبل السلطات في المناطق الجبلية الداخلية.

علامات على الانتعاش السريع في أوناغاوا

من بين كل الأماكن التي كتبت عنها فإن بلدة أوناغاوا التابعة لمحافظة مياغي هي الأقرب إلى مركز زلزال ١١ مارس/ آذار. وهي أيضاً المكان الذي يبدو أن عملية إعادة الإعمار تسيير فيه بوتيرة متسارعة.

ويعتمد اقتصاد أوناغاوا في المقام الأول على محطة الطاقة النووية التابعة لشركة توهوكو للطاقة الكهربائية الموجدة بها وعلى صيد الأسماك. وفور وقوع الكارثة أصاب الدمار البلدة بشكل كبير وتشوهت معالمها بشكل يفوق التصور جراء أمواج التسونامي تماماً مثل كل المجتمعات الساحلية الأخرى في المنطقة. (انظر الصور ٧ و ٨) ولكن الصناعة السمكية انتعشت بسرعة هنا لتصل إلى مستوى الصيد الذي كانت تتمتع به قبل وقوع الكارثة. حيث قد شيدت البلدة مركزاً لتجهيز وتبريد الأسماك بتكلفة ٢بليون ين بمساعدة من صندوق الصداقة القطري، وهو البناية البيضاء الكبيرة الموجودة بمنتصف الصورة رقم ٩.

الصورة ٧. الأنقاض لا تزال واضحة بعد أقل من شهر بعد وقوع الكارثة. ٣ أبريل/ نيسان ٢٠١١.

الصورة ٨. بعد مرور عام يبدو أن النشاط البشري بدأ يعود إلى الشاطئ. ١٢ مايو/ أيار ٢٠١٢.

الصورة ٩. مصنع تجهيز الأسماك الذي تم تمويله عن طريق قطر أصبح رمز واضح للغاية على عودة أوناغاوا. ت ٢ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٤.

إن عملية استصلاح وتهيئة الأراضي على طول الشاطئ، والتي هدأت وانحسرت إلى حد كبير بسبب الزلزال المدمر قد بدأت هي الأخرى أيضاً في السير بخطى سريعة هنا. وبالنسبة للتربة المستخدمة في عملية الاستصلاح والتهيئة فهي تأتي من الجانب الآخر من التلال التي يمكن رؤيتها إلى يمين مصنع تجهيز الأسماك حيث تم إزالة الأشجار. ومثل ما تقوم به أماكن أخرى على طول ساحل سانريكو، فإن أوناغاوا تقوم بعملية تسوية التلال لرفع منسوب التربة على طول سواحلها. ولكن هناك عدد قليل من الأماكن التي وصلت إلى تلك المرحلة المتقدمة من إعادة الإعمار مثل أوناغاوا. في النهاية بعد أربع سنوات من هذا اليوم المصيري لا يزال سكان سانريكو مستمرون في عملية نقل التربة من الجبال لأراضي البلدة المنخفضة في صمت وصبر.

(النص الأصلي باللغة اليابانية بتاريخ ١٠ مارس/ آذار ٢٠١٥. الترجمة من الإنكليزية. صور العنوان: مدينة كامايشي بمحافظة إيواتي، اليمين: ٣١ مارس/آذار عام ٢٠١١، واليسار: ١٧ مارس/ آذار ٢٠١٤.)

اليابان تسونامي إعادة الإعمار زلزال زلزال شرق اليابان الكبير سانريكو ١١ مارس ٢٠١١ ريكوزين- تاكاتا إيواتي مياغي أوموري أمواج أووتسوتشي موتى مفقودون