أشجار اليابان العملاقة

ثلاثة أشجار ضخمة بألوان الخريف الخلابة

ثقافة

تكتسي المناطق الخضراء في اليابان في فصل الخريف بألوان موسمية رائعة تخطف العقول والأبصار. وتسرق الأشجار الضخمة، المعروفة باسمـ كيوجو، الأضواء من باقي الأشجار، والمقاصير البراقة، والحدائق العامة، والطرق بفضل جمالها الأخاذ وأوراقها الخلابة.

ألوان أبدية

إن غنى اليابان بألوان أوراق الأشجار الرائعة يعطي فصل الخريف مذاقاً مميزاً من بين فصول السنة في اليابان. ومع تقدم هذا الفصل من السنة، تتفجر التلال والوديان بالإضافة إلى المقاصير، والمتنزهات، والحدائق في المناطق الحضرية بدرجات خلابة من تدرجات الألوان البديعة مثل الأصفر، البرتقالي، والأحمر. وتنضم الأشجار الضخمة، المعروفة بـاسم كيوجو لهذا المشهد الحافل بالألوان. وتعد أنواع الأشجار مثل الجنكة ’’إيتشو‘‘، وغينكجو، والكرز، وكاتسورا، من الأنواع الأكثر وجوداً من فئة الأشجار الضخمة، على الرغم من كون النوع الأخير يفضل التواري عن أنظار الناس داخل الغابات.

ولا يتطلب الاستمتاع بالـ كويو أو أوراق الخريف الملونة، تسلق الجبال على أي حال. حيث تزخر الأماكن العامة مثل المتنزهات، المقاصير، والطرقات بمناطق من الطراز الأول للظفر بمتعة تلك الألوان الموسمية. وأماكن مثل حديقة ميجي شينغو غايئن مترامية   الأطراف في طوكيو وطريق ميدوسوجي الطويل في أوساكا الحافل بالأفراد الذين يأتون لمشاهدة أوراق الخريف، تضفي إثارة مميزة لأجواء الخريف. وفي التالي نستعرض معكم ثلاث أشجار عملاقة قمنا بزيارتها في منتصف فصل الخريف.

شجرة القيقب في سايزينجي (محافظة سايتما)

النوع: كومينئيمائيدي (شجر القيقب الياباني) (القيقب الكفي)
المكان:  598 Yokoze, Chichibu, Saitama Prefecture 368-0072
محيط جذع الشجرة: 3.8 متر، الطول: 7.2 متر، العمر: 600 سنة
محددة كنصب طبيعي بالمحافظة.
الحجم:★★★
القوة: ★★★★
الشكل: ★★★★★
انتشار التاج: ★★★★★
الأبهة والعظمة: ★★★★

تقع هذه الشجرة العملاقة ذات الوقار، داخل حدود مقصورة سايزنجي، المحطة الثامنة في رحلة حج تشمل 34 معبدا مخصصة لإلهة   الرحمة البوذية، التي تحرك الرياح خلال منطقة تشيتشيبو الجبلية في محافظة سايتما. وتعد واحدة من أكبر أشجار القيقب في اليابان حيث تملك أحد أكبر تيجان الأشجار ذو محيط يبلغ 56.3 متر.

تقدم الشجرة لزائريها أشكال محببة متنوعة مع اختلاف الفصول. ففي البداية تكتسي أطراف الشجرة العارية بأوراق غضة خضراء مع بدايات الربيع ثم تبدل حلتها لأوراق صيفية ذات ألوان أكثر قتامة. ومع منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، يتغير لون أوراقها التي كانت خضراء إلى مسحة خريفية براقة، في منظر يشد انتباه الآلاف من المحبين كل عام. سيستمتع أيضا من يقوم بتلك الرحلة بمنظر التلال   المحيطة وقد صبغت بألوان الخريف النارية، مشكلة خلفية تدخل السرور على نفوس ناظريها لشجر القيقب الشهير بمقصورة سايزينجي.

بعد الاستمتاع بأوراق الخريف تلك، قد يقوم الزائرون خاصة الذين واصلوا الزيارة لسنوات، بالتعبير عن تبجيلهم بالقاعة الرئيسة بالمعبد حيث يوجد ثلاث تماثيل بوديساتفا في محاريب، يعتقد في قدرتها على درء الشيخوخة. كما يوجد عامل جذب آخر في سايزنجي، يتمثل في غزارة أزهارها، مما جعلها أيضا مقصد مفضل لمحبي الساكورا.

شجرة الزان المقدسة (محافظة آوموري)

النوع: بونا (الزان الياباني) (زان مُفرّض)
المكان: Okuse, Towada, Aomori Prefecture 034-0301
محيط جذع الشجرة: 6.01 متر، الطول: 29 متر، العمر: 400 سنة (تقديريا)
الحجم: ★★★★
القوة: ★★★★★
الشكل: ★★★★★
انتشار التاج: ★★★★
الأبهة والعظمة: ★★★★

اكتشف صديق لي، شجرة الزان الياباني الطويلة هذه في وادي أويراسي شمال بحيرة تووادا بمحافظة آوموري. وقد كان الأمر بمثابة مفاجأة لاكتشاف مثل هذا النوع النادر خارج جبال شيراكامي التي تعد من ضمن تراث اليونيسكو العالمي بالغرب التي تشتهر بغابات الزان الياباني بها. تم إدراج الشجرة كأحد الكيوجو (الأشجار العملاقة) في عام 2007. وكنت قد تأثرت بارتفاع، ومرونة ورشاقة جذع الشجرة أول مرة قمت بزيارتها. يعد كذلك ساقها ذو محيط 6 أمتار فقط، رفيعا مقارنة بهذا النوع من الأشجار العملاقة ويمثل قطرا قياسيا لتلك الفئة.

تقف تلك الشجرة بأفرعها الثلاثة الرئيسة متجهة إلى السماء وحيدة بين الأشجار الأخرى كإلهة للغابة، حيث قام قاطعي الأخشاب منذ زمن بعيد بتقطيع أشجار الزان الأخرى التي كانت موجودة في التلال المجاورة. يعد الرقم ثلاثة رقما مقدسا في الديانة الشينتوية، ووفقا للمعتقدات المحلية تكون الأشجار مثل الـ كيوجو (الأشجار العملاقة) التي لها ثلاث أفرع، مسكنا لـ كامي، أو الآلهة، ولهذا تقف وحدها. زادت هالة التقديس تلك عندما زرت الشجرة في ذروة فصل الخريف، فقد كان تاجها من الأوراق الصفراء يضوي تحت شمس الصباح.

كما يعد الشكل الشبه تام للشجرة، موحي بشكل مخيف. فعلى الرغم من سنها المتقدم وقسوة فصل الشتاء بالمنطقة الذي يشهد   هطول عنيف للثلج، لم يسبب ذلك أي ندبات أو تجويف بالشجرة. لذا من الطبيعي أن تصير مثل تلك الشجرة الموقرة، مزارا سياحياً محليا. لكن على الزائرين توخي الحذر حيث أن الوصول للشجرة يعني الدخول في عمق أماكن عيش الدببة مما يستلزم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

كوبيكاكي جنكو (طوكيو)

النوع:  إيتشو (جنكة) (جنكو ثنائية الفلقة)
المكان: 1-6 Hibiya Park, Chiyoda, Tokyo 100-0012
محيط جذع الشجرة: 6.5 متر، الطول: 20 متر، العمر: غير معروف
الحجم: ★★★
القوة: ★★★★
الشكل: ★★★★★
انتشار التاج: ★★★★
الأبهة والعظمة: ★★★

قد يبدو قلب طوكيو، مكاناً غير مألوف للعثور على شجرة عملاقة، ولكن تقف شجرة الجنكة الشجاعة في حديقة هيبيا على مرمى حجر من مكاتب الشركات والحكومة المركزية والقصر الإمبراطوري. تعرف تلك الشجرة التي ترتفع إلى عنان السماء أمام مطعم ماتسوموتورو التاريخي في وسط الحديقة، بـ كوبيكاكي إيتشو. تحافظ الشجرة على منظر أخاذ طوال العام، إلا أنها تمتع زائري الحديقة ورواد المطعم بمنظر خلاب خاص لأوراقها الذهبية من مقصورة المطعم.

يوجد رواية شيقة حول كيف انتهت الشجرة للوجود في مكانها هذا. ففي عام 1901، كان من المقرر إسقاطها كجزء من أعمال توسعة   للطرق بالعاصمة، ولكن وقف عالم النبات ومصمم حديقة هيبيا هوندا سيروكو لإنقاذ الشجرة. وقام السيد هوندا بوضع عمله على المحك (كما يبدو في تسمية الشجرة كوبيكاكي، والتي تعني المخاطرة بالعمل)، حتى نجح في نقل شجرة الجنكو من مكانها الأصلي، إلى مكانها الحالي عند تقاطع حيوي مجاور للحديقة أي مسافة حوالي 450 متر.

وازدهرت الشجرة لتصبح أطول وأقوى في السنوات التالية على عملية النقل، دون أن يؤثر فيها التغير في البيئة المحيطة أو ضوضاء المدينة أو حتى تلوث الهواء. وتعد قصة مقاومة الشجرة أمام دوافع الإنسان في خدمة نفسه، أحد عوامل شهرة شجرة الـ كوبيكاكي إيتشو. واكتسبت في السنوات الأخيرة شهرة في كونها ’’بقعة تمنح القوة‘‘، وأصبحت تشهد تنامي في أعداد الأفراد الذين يأتون للاستلقاء في ظلها.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016. الترجمة من الإنكليزية. الصور والنص من إعداد تاكاهاشي هيروشي).

طبيعة علم البيئة