الرعب والمرح فى البيوت المسكونة في اليابان

معرض للوحات الأشباح !

ثقافة

تراث اليابان الغني بقصص الأشباح ألهم هذا النوع الفني من اللوحات الفنية للأشباح. يقام هذا الصيف، في متحف إيدو طوكيو معرضا يضم أعمال الفنان إيتو سيّو.

١٠٠ لوحة للأشباح

يقترن الفن الياباني التقليدي لرواية القصص، راكوغو في المقام الأول بالمونولوجات الفكاهية والحكايات المؤثرة على المشاعر الإنسانية، ولكن لدى هذا الفن أيضا اتصال عميق مع قصص الأشباح. اشتهر سانْيوتي إنتشو (١٨٣٩-١٩٠٠) من خلال سرد حكايات تقشعر لها الأبدان، حيث كتب العديد منها بنفسه. وتشمل أعماله الأكثر شهرة Shinkei Kasanegafuchi (منظر حقيقي في مستنقع كاسانيغافوتشي) وBotan dōrō (فانوس الفاوانيا)، حيث تكيفت القصص السابقة مع نسق فن الراكوغو.

إنتشو غالبا ما عقد لقاءات ليلية لروي قصص الأشباح hyaku monogatari (١٠٠ حكاية). أشعل المشاركون في هذا التقليد ١٠٠ شمعة، واطفئوا شمعة واحدة بعد انتهاء كل حكاية، وقيل إن روحا ستظهر عند انطفاء الشمعة الأخيرة. الصلة القائمة بين العدد والعالم الروحي ألهم إنتشو لتجميع ما مجموعه ١٠٠ لوحة للأشباح.

وقد تم التبرع بنصف اللوحات في نهاية المطاف إلى Zenshōan، وهو معبد في منطقة ياناكا في طوكيو حيث دفن إنتشو. في أغسطس/آب من كل عام، يحيي المعبد ذكرى وفاة إنتشو عن طريق عرض مجموعته على مدار الشهر.

إنبهار منتج جيبلي

يحتوي متحف إيدو طوكيو أيضا معرضا مستمر حاليا للوحات الأشباح تضم أعمال من معبد Zenshōan. ومع ذلك، هذه اللفائف التي يصل عددها إلى ١٩، هي من جمع فنان راكوغو آخر، يدعى ياناغيا كوسان الخامس (١٩١٥-٢٠٠٢). اللفائف من عمل الفنان إيتو سيّو (١٨٨٢-١٩٦١)، الذي بدأ مسيرته برسم لافتات المسرح قبل بناء سمعته بالرسوم التوضيحية لمجموعات قصصية وروايات مسلسلة في الصحف. وهو اليوم مشهور لفنه السادي المازوخي المثير جنسيا الذي يصور التقييد والتعذيب، ولكن كان أيضا أحد الباحثين المتحمسين للأعراف في فترة إيدو (١٦٠٣-١٨٦٨). كان يطلق عليه أحيانا ”آخر فنانين فنانين أوكييو إي“.

لوحات إيتو سيّو من مجموعة كوسان

منتج استوديو جيبلي سوزوكي توشيو، وهو متعاون وثيق مع ميازاكي هاياو وتاكاهاتا إيساو، اقترح المعرض الحالي. على مدار مواسم صيفية عديدة، استمتع سوزوكي بزيارة معبد Zenshōan لمشاهدة لوحات الأشباح. في العام الماضي، شعر بالانبهار المفاجئ عند رؤية بعض الأعمال التي لم يتعرف عليها من قبل. كانت الرسومات التي استرعت انتباهه من قبل إيتو سيّو.

في عرض خاص بتاريخ ١٠ أغسطس/آب، وذلك قبل يوم من افتتاح المعرض، تحدث سوزوكي كيف انجذب إلى أسلوب سيو الفني الرفيع من خلال ضربات فرشاته الماهرة والإحساس بالأصالة التي جاءت بشكل واضح كما لو أن الفنان رسم ما رآه بأم عينيه. وقال، ”يمكن الشعور بالواقعية من أعماله كما لو أن سيو رسم موديل كان موجودا أمامه، وفي الوقت ذاته اعتمد على تراث رسم لوحات الأشباح.“ بالنسبة لسوزوكي، هذا هو ما يضع سيو في خانة خاصة بعيدا عن فنانين آخرين.

لوحة شبح انتقلت إلى العالم الآخر؟

شارك سوزوكي في حوار ثلاثي في عرض خاص مع فوجيموري تيرونوبو، مدير متحف إيدو طوكيو، وهيراي شوشو، رئيس الكهنة في Zenshōan. وأوضح هيراي كيف أن المعبد أعار في الصيف الماضي نصف مجموعة أعمال إنتشو لمعرض في متحف الفنون في جامعة طوكيو للفنون. ونتيجة لذلك، كان هناك حاجة لملء الفراغ قبل معرض شهر أغسطس/آب، لذلك اختار المنظمون عشرة من لوحات سيّو للأشباح من مجموعة كوسان. هكذا تعرف سوزوكي على هذه الأعمال الخاصة بالفنان تحت ضوء جديد. ”لقد فوجئت حقا لأنني فكرت في سيّو فقط كرسام لمشاهد العبودية والتعذيب“.

سوزوكي توشيو (يسار)، فوجيموري تيرونوبو (وسط)، وهيراي شوشو (اليمين)، في حوار ثلاثي في نسخة طبق الأصل من مسرح ناكامورازا من القرن التاسع عشر في متحف إيدو طوكيو. تقام عروض راكوغو أحيانا على خشبة المسرح.

عندما سمع سوزوكي أن هناك لوحات أشباح أخرى لسيّو في مجموعة كوسان، قال إنه يريد رؤيتها كلها، والحصول على كتالوج لأعماله لفنية الخاصة به. وأصبحت هذه الفكرة هي القوة الدافعة التي جعلت من متحف معرض إيدو طوكيو حقيقة واقعة.

وبالمصادفة، من بين لوحات الأشباح العشرين التي تبرعت بها كوسان، اختفت لوحة واحدة في وقت لاحق. بعد أن ألمح هيراي أن العمل المفقود قد ”نقل“ إلى العالم الآخر، أو أعطي ”يد المساعدة“ من قبل شخص ما، دعا سوزوكي الجاني المجهول، ”أعد اللوحة إلينا. وشكرا لتعاونك.“

معرض Zenshōan، الذي اختتم فعالياته في ٣١ أغسطس/آب، كان يعرض أعمال أخرى لسيّو بين مختارات من مجموعة أعمال إنتشو بما في ذلك لوحات شهيرة من فرشاة ماروياما أوكيو.

كتالوج لمعرض المتحف.

معرض رسومات الأشباح للفنان إيتو سيّو

مواعيد: حتى يوم الاحد ٢٥ سبتمبر/أيلول ٢٠١٦ (مغلقة يوم ٢٩ أغسطس/آب و٥ سبتمبر/أيلول)
ساعات العمل: ٩:٣٠ حتي ١٧:٣٠ (يغلق في الساعة ٩ مساء يومي ٩ و١٠ سبتمبر/أيلول)
المكان: الطابق الخامس، معرض خاص، متحف إيدو طوكيو
رسوم الدخول
الكبار: ٦٠٠ ين
طلاب الجامعة والجامعات المهني: ٤٨٠ ين
طلبة المدارس الثانوية، طلاب المدارس المتوسطة (من غير مدارس طوكيو ولا يسكن بها)، وكبار السن ٦٥ عاما أو أكثر: ٣٠٠ ين
طلبة المدارس المتوسطة (من مدارس طوكيو أو يسكن بها)، تلاميذ المدارس الابتدائية، والأطفال ما قبل المدرسة: مجانا
الموقع الالكتروني: https://www.edo-tokyo-museum.or.jp/en/

مجموعة مطبوعة من لوحات الأشباح الخاصة بسيّو وعددها ١٩ متوفرة في متجر متحف إيدو طوكيو في الطابق الخامس (٢٧٠٠ ين بما في ذلك الضرائب).

معرض رسوم الأشباح

بعض من لوحات إيتو مقدمة أدناه.

Urabon’e no mōja (أشباح أبون). يقام أبون تقليديا حول اليوم الخامس عشر من الشهر السابع في التقويم القمري السابق (أي ما يعادل ١٧ أغسطس/آب ٢٠١٦). ويعتقد أن الأرواح تتنقل من وإلى عالم الموتى على حيوانات روحية تمثلها الباذنجان والخيار. كان يعتقد أنه حتى العفاريت تتوقف عن معاقبة المجرمين خلال السنة الجديدة وخلال الأبون.

Kasane no bon tōrō (فانوس مهرجان أبون الخاص بكاساني). الوجه الذي يظهر في فانوس الأبون المتأرجح له جفن عين متورم واحد، وبالتالي فإن العين غير مرئية. لأنها تمثل روح الانتقام من امرأة قتلت تدعى كاساني.

Ihai o motsu yūrei (شبح يحمل لوحا جنائزيا). يعبر عن الحركة السريعة لهذا الشبح الذكر وهو يقفز من خلال الاستخدام الفعال للضبابية في الخطوط المنحنية.

Neko no kaidan (حكاية الشبح القط). منذ العصور القديمة كان ثمة اعتقاد أن القطط يمكنها استدعاء أرواح الموتى. تروي قصة الراكوغو ”حكاية الشبح القط“ الأحداث الغريبة التي تحدث عندما يحمل يوتارو جسد والد زوجته المتوفي.

Sarayashiki no Okiku (أوكيكو من قصر الأطباق). استنادا إلى القصة المشهورة للخادمة أوكيكو التي تخسر حياتها بعد كسر إحدى الأطباق العشرة الثمينة التي تملكها العائلة المشغلة لأوكيكو. كشبح، تقضي كل ليلة في عد وسرد الأطباق. تصوير الأرجل وهي تتلاشى هو مقياس من هذا النوع في رسم لوحات الأشباح.

(نشرت أصلا في اليابانية يوم ٢٥ أغسطس/آب ٢٠١٦. الترجمة من الإنكليزية.)

الأشباح الرعب