فلسفة يابانية خاصة حول ورق المرحاض!

وفرة ورق المرحاض

إذا كان هناك شيء واحد لاغنى عنه في دورة المياه، فهو بالتأكيد ورق المرحاض. ويمكن القول إن اليابان لديها بيئة مواتية نسبيا عندما يتعلق الأمر بورق المرحاض. فالمراحيض هنا لا تتعرض مجاريها للانسداد تقريباً، مما يعني أنه يمكن التخلص منها في المرحاض دون الخوف من حدوث مشاكل في أنابيب الصرف في أي مكان في البلاد. وتكون المراحيض في معظم الأماكن العامة مجهزة بشكل جيد وهناك وفرة فيها من ورق المرحاض، سواءً في الفنادق أو محطات القطارات أو المحلات التجارية أو المطاعم. ولا داعي للقلق بشأن الحاجة إلى أن يحمل المرء معه المناديل الورقية عند الحاجة لاستخدام المرحاض. وتحتوي بعض الأماكن على أكثر من حامل مثبت به ورق المرحاض ولفافات استبدال أخرى متوفرة بكثرة في المرحاض الواحد.

أحد المراحيض العامة بالمطار. فبالإضافة إلى مقعد المرحاض المزود بخاصية المياه الدافئة، يمكن ملاحظة حاملي ورق المرحاض (أحدهما احتياطي) واللفائف الثلاث الأخرى أعلى الرف.

وقد يجد المرء أيضاً هنا في اليابان بعض الأماكن التي تحظى ربما بشيء من الإفراط إذا صح التعبير، حيث المبالغة في توفير لفافات ورق المرحاض البديلة لضمان عدم نفادها. ويمكن رؤية مثال يوضح هذه المبالغة في حمامات إحدى الحانات في حي ساكيو بمدينة كيوتو.

حيث هناك 80 حاملاً لورق المرحاض تغطي بالكامل جدار دورة مياه السيدات، وبالمثل بالنسبة لدورة مياه الرجال فهناك جدارين ممتلئ بحوامل ورق المرحاض، وكل لفافة في نهاية أطرافها يكون الورق مطوي في شكل مثلثي. وربما كانت النية وراء توفير مثل هذه الكميات من ورق المرحاض الرغبة في طمأنة الزبائن من عدم إمكانية نفاد ورق المرحاض على الإطلاق، إلا أن مثل هذه الكميات الضخمة على العكس قد تُشعر مرتادي دورة المياه بشيء من الضيق وتجعل من الصعب الاسترخاء.

دورة المياه في إحدى الحانات بكيوتو. قد يبدو من الصعب الاختيار، ولكن معظم الناس قد يستخدموا اللفافة التي على يمين المرحاض.

ووفقا لرواية الموظفين هناك، فقد حدث خطأ في أعداد حوامل ورق المرحاض عند طلبها مما أدى إلى تسليم هذه الكميات الكبيرة لهم عن طريق الخطأ. وكنوع من التغيير، قرروا تثبيتها جميعا. وبدا أن الزبائن أعجبوا بالأمر، حتى أن الناس بدأوا في الذهاب إلى الحانة خصيصاً لمشاهدة المراحيض على حد قول العاملين هناك.

السلوكيات المتبعة حول استخدام ورق المرحاض

من الأشياء الملاحظ رؤيتها بشكل متكرر في اليابان ورق المرحاض مع طيات مثلثة الشكل في نهاية أطرافه كما هو الحال في دورة مياه الحانة المبينة في الصورة أعلاه.

وقد يكون من الممكن رؤية مثل هذه الممارسات في الفنادق أو المطاعم الراقية في بلدان أخرى، إلا الأمر في اليابان قد يتخطى تلك الدرجة ليصبح معتاد رؤيته حتى في المكاتب الإدارية أو الواحدات السكانية. في حين قد يرى البعض الآخر أن مثل هذه الممارسات ما هي إلا تعبيراً عن روح حسن الضيافة اليابانية، وفي السنوات الأخيرة تم إجراء نقاش عام في اليابان حول ما إذا كان ذلك الأمر غير صحي في بعض الحالات.

فقد يعد أمر طي ورق المرحاض في شكل مثلثي على سبيل المثال في الفنادق وأماكن الإقامة الأخرى، دليل على أن المرحاض قد تم تنظيفه مؤخراً. ولكن ماذا لو حدث أن مثل هذه الطيات لم يتم طيها من قبل عمال النظافة المختصين، ولكن من قبل آخر شخص استخدم المرحاض؟ ولك أن تتخيل أن بعض الأشخاص قد ينفروا من مثل هذا التصرف، بغض النظر عن حسن النية، إلا أنه صدر عن شخص لم يقم بغسل يده بعد.

وفي العام الماضي، حدثت ضجة عبر الإنترنت حول إشعار تم نشره في غرف الاستشفاء بالمستشفى والذي كتب عليه: ”من فضلك لا تقم بعمل الطيات المثلثة في لفافات ورق المرحاض“. والسبب بطبيعة الحال هو أن ذلك قد يتسبب في انتشار التلوث. ويبدو أنه لن يكون من المناسب في جميع الأوقات والأماكن إظهار روح الضيافة هذه.

دورة مياه الرجال. يقول العاملون بالمكان إنهم يقوموا بعمل الطيات المثلثية بشكل دوري من أجل الزبائن الراغبين في التقاط الصور.

في الربيع الماضي، قامت سلسلة متاجر ماتسوموتو كيوشي بشن حملة دعائية جديدة عندما بدأت في بيع نوع جديد من ورق المرحاض.

يبدو المغلف في شكل جهاز تسجيل غريب لكن مناسب عند وضعه أعلى الكتف، مع ثلاث رزم من اللفافات بدلاً من اثنتين. (الصورة مقدمة من شركة ماتسوموتو كيوشي القابضة المحدودة)

ومع أن ورق المرحاض سلعة لا يمكن الاستغناء عنها، إلا أنه لا يزال هناك بعض الأشخاص يشعرون بالخجل من شراء وحمل اللفافات في الأماكن العامة. الأمر الذي دعى هذه الشركة إلى تصميم مجموعات من ورق المرحاض وتغليفها كما لو كانت جهاز تسجيل أو أكياس تسوق، لتحويل هذه المشاعر السلبية إلى شعور مبهج عند رؤيتها.

وقد تم ملاحظة هذه المنتجات خارج اليابان أيضاً، حيث حصلت على جوائز مثل جائزة (iF Design) في ألمانيا وجائزة D & AD البريطانية للإبداع. ويبدو أن الرغبة في تحويل الشعور بالحرج عند حمل ورقالمراحيض لجعله يبدو في صورة أكثر إيجابية أمر له صداه العالمي أكثر مما كنت أعتقد.

المغلف على شكل حقيبة التسوق يضمن من الناحية العملية أن يعاود الماره في الطريق النظر إلى المغلف أكثر من مرة. جزء من المنتجات التي تحمل العلامة التجارية لشركة ماتسوموتو كيوشي، وهي متاحة للشراء بسعر 278 ين شاملة الضرائب. (الصورة مقدمة من شركة ماتسوموتو كيوشي القابضة المحدودة)

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من اللغة الإنكليزية. الصور من ماريتومو)