قبة ذهبية من أشجار الجنكة تظلل جامعة هوكايدو

تمتزج الهياكل الحضرية مع المناطق الطبيعية المحيطة بها في سابّورو وذلك في تناغم أوضح ما يبدو في متنزه أودوري الذي يمتد لمسافة 1.5 كيلومتر من الشرق إلى الغرب عبر منطقة المكتب المركزي في المدينة. أنشئت المنطقة في الأصل عام 1871 باعتبارها مانعا لانتشار الحرائق بين المكاتب الحكومية في المدينة في الشمال والمناطق التجارية والسكنية في الجنوب، وقد بدأ استخدام المنطقة لأول مرة لأغراض أخرى في حوالي بداية عام 1875، مع زراعة حوض زهور وإقامة معارض زراعية مؤقتة هناك. وفي الوقت الحاضر، تعد الحديقة واحة أساسية لسكان سابورو، فضلا عن كونها عامل جذب رئيسي للسياح الذين يزورون المدينة ولا سيما عندما تستضيف جزءا كبيرا من مهرجان سابورو للثلوج.

متنزه أودوري يشكل مركز مهرجان سابورو للثلوج.

يقع برج التلفزيون – وهو أحد المعالم المحلية – عند الطرف الشرقي لمتنزه أودوري. وتنتشر بين المتنزه ومحطة سابورو هياكل تاريخية مثل برج الساعة والمبنى السابق لمكتب إدارة محافظة هوكايدو والذي يطلق عليه السكان المحليون تحببا اسم ’’مكتب الطوب الأحمر‘‘. وتنتصب جميع هذه المباني وكأنها أنصاب تذكارية للأيام الريادية التي شهدتها سابورو. وإلى الجنوب من المتنزه تقع منطقة سوسوكينو، ولعلها أكبر منطقة ترفيهية في شمال اليابان برمته.

إلى الشرق من متنزه أودوري يوجد برج التلفزيون في سابورو وبجانبه تشاهد أوراق الخريف.

المبنى الذي يتعارف عليه بين العامة بأنه برج الساعة هو رسميا مسرح سابق لكلية سابورو الزراعية التي شكلت نواة جامعة هوكايدو.

المبنى السابق لمكتب إدارة محافظة هوكايدو يعرف بين السكان المحليين باسم مكتب الطوب الأحمر.

ممشى أشجار الجنكة: جامعة هوكايدو في الخريف

في حين أن جميع المناطق السياحية المذكورة أعلاه تتجمع حول الجانب الجنوبي من محطة سابورو، هناك بالتأكيد أماكن للمشاهدة أيضا خارج المخرج الشمالي للمحطة. إلى الشمال من الطرف الغربي للمحطة – على بعد حوالي سبع دقائق سيرا على الأقدام على طول شارع ’’نيشي 5 تشوميه دوري‘‘ (تاروكاوا دوري)، يقع المدخل الرئيسي لحرم جامعة هوكايدو في سابورو، وهو جزء أساسي من تاريخ هوكايدو في وقتنا الحالي. شرعت حكومة مييجي في تنمية هوكايدو بهدف صد الغزوات الروسية واستخراج الموارد اللازمة لدفع عجلة التحديث في اليابان برمتها، على حد سواء. وكان الغرض من تأسيس جامعة هوكايدو في نهاية المطاف – والتي بدأت مع كلية سابورو الزراعية – هو تنشئة أفراد يستطيعون إحراز تقدم في سبيل تحقيق تلك الأهداف.

تنتشر ضمن الحرم الجامعي المترامي الأطراف هياكل تاريخية محددة كأصول ثقافية مهمة على المستوى القومي، بما في ذلك مباني المزارع التي أنشأها ويليام إس كلارك (1826-1886)، أول نائب لرئيس كلية سابورو الزراعية. يوجد هنا وهناك جدول يتدفق عبر الأراضي والبساتين وطرق المشي بين الأشجار لأكثر من 100 سنة مما يجعلك تشعر وكأنها حديقة البلدية أكثر من كونها حرما جامعيا.

من أواخر أكتوبر/تشرين الأول وحتى بداية نوفمبر/تشرين الثاني، قبل أن يحل شتاء هوكايدو القاسي، يحظى الممشى بين أشجار الجنكة الذي يبدأ من شارع ’’كيتا 13 جو دوري‘‘ بشهرة بين الطلاب والسكان المحليين والسياح على حد سواء لأن هذا المكان هو أحد أفضل الأماكن لمشاهدة أوراق الخريف حتى في سابورو. وخلال الموسم تُنشر يوميا صور جديدة لممشى أشجار الجنكة بأوراقها الذهبية على الموقع الإلكتروني الرسمي للجامعة. على جانبي الطريق الذي يبلغ طوله 380 مترا، تتوزع 70 شجرة جنكة ما يجعل المارة يشعرون وكأنهم يمرون عبر نفق ذهبي.

يتلمس الناس جمال هذا العالم بألوانه الزاهية قبل حلول فصل الشتاء القاسي.

أوراق أشجار الجنكة الذهبية تحول الممشى نفسه إلى لون ذهبي.

يومان من الأضواء الخيالية

اعتبارا من عام 2012، دأب طلاب الجامعة على إقامة مهرجان ’’كونيوساي (الأوراق الذهبية)‘‘ أثناء عطلة نهاية الأسبوع عندما تكون ألوان الأشجار في أبهى صورها. ويقدم منظمو المهرجان حساء ’’تونجيرو (ميسو بلحم الخنزير)‘‘ و’’أوشيروكو (عصيدة فول أزوكي الحلو مع زلابية من طحين الأرز)‘‘ للزوار لتناولها كوجبات خفيفة، في حين أن الأشجار تُضاء بعد حلول الظلام من الساعة 6-9 مساء كل يوم.

في مهرجان كونيوساي الذي أقيم في 27-28 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018، زار الكثير من الناس ممشى أشجار الجنكة آملين في الاستمتاع بالخريف في سابورو وسط تساقط أمطار متقطعة. كما شهد هذا العام استخدام كشافات ضوئية LED في أماكن معينة لإضاءة الأشجار بألوان قوس قزح، ما جلب البهجة إلى قلوب الزوار برؤية تلك الإضاءات الخيالية.

لافتة من الواضح أنها يدوية الصنع للترحيب بالزوار تحمل بصمة الطلاب في هذه الفعالية.

النفق الذهبي الذي يمتد إلى ما لا نهاية.

يلتقط الزوار صورا للألوان من خلال هواتفهم الذكية ولكن الصور لا تستطيع أن تتفوق على روعة الألوان الطبيعية.

أول عرض على الإطلاق للإضاءة باستخدام نطاق كامل من الألوان. يحبس الزوار أنفاسهم عند رؤية التوهج الرائع لأوراق الجنكة.

كيفية الوصول

تستغرق المسافة 7 دقائق سيرا على الأقدام من المخرج الشمالي لمحطة سابورو التابعة لشركة JR إلى البوابة الرئيسية لجامعة هوكايدو، و7 دقائق أخرى شمالا من البوابة الرئيسية إلى ممشى أشجار الجنكة، أو 4 دقائق سيرا على الأقدام من محطة كيتا جوني جو على خط مترو الأنفاق نامبوكو (محطة واحدة بعد محطة سابورو) إلى ممشى أشجار الجنكة.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. الصور والفيديو من مائدا أكيهيرو. صورة العنوان: ممشى أشجار الجنكة في جامعة هوكايدو مضاء بالأنوار في الليل.)