الوجهات السياحية الأكثر شعبية في اليابان

’’منطقة اكتساب طاقة‘‘ في محافظة كوماموتو!

ثقافة سياحة وسفر

’’مين نو إيشي‘‘ صخرة متوازنة بشكل مقلقل تقع عند مدخل كهف في جبل ميناميأسو بمحافظة كوماموتو، وكانت تجتذب الزوار من أنحاء اليابان. ولكن في عام 2016، أسفر زلزالان قويان عن تغير موضع الصخرة ما شكل مكانها ظل قطة وهو حاليا يجتذب أفواجا جديدة كليا من الزوار.

الوصول إلى الأرض بعد تحليق استغرق آلاف السنوات

تنص قوانين الفيزياء على أن ما يصعد للأعلى يجب أن يسقط للأسفل، حتى ولو استغرق الأمر وقتا. وقد اختبر ثوران بركاني لجبل أسو قبل عشرات الآلاف من السنين في ما يعرف الآن بمحافظة كوماموتو تلك النظرية عندما قذف صخرة عظيمة في الهواء. وقد علقت الصخرة فوق الأرض لمدة تبلغ نحو 70 ألف سنة لتعلق في فتحة مدخل كهف دون أن تلامس الأرض.

وقد تخيل السكان القدامى في المنطقة عندما رؤوا الصخرة المعلقة بشكل مقلقل، أنها بيضة وضعها تنين طائر.  وأطلقوا عليها اسم ’’مين نو إيشي‘‘ وكانوا يعتقدون أن الصخرة لها القدرة على الحماية من الصعوبات والكوارث.

وفي العصور الحديثة ذاع صيت الصخرة التي تتحدى الجاذبية باعتبارها ’’منطقة اكتساب طاقة‘‘، واجتذبت على مدى سنوات زوارا من أنحاء اليابان شدوا الرحال إليها في رحلة مغامرات برية لينعموا بطاقتها المتصورة والتي تؤكد على الحياة.

ولكن في شهر أبريل/نيسان من عام 2016 ضرب زلزالان عظيمان كوماموتو ما أدى إلى زعزعة الصخرة لتندفع بقوة نحو الأرض. وقد أغلقت السلطات طريق الرحلة نحو الكهف لعدة شهور بعد الزلزالين. ولكن بعد استئناف الرحلات السياحية في نهاية المطاف، كان الزوار مندهشين عندما وجدوا أن مكان الصخرة التي سقطت قد شكل ما يشبه خيال قطة. ولا يزال الكهف الذي طرأ عليه تغير يجتذب زوارا بطاقته الأسطورية.

صخرة ’’مين نو إيشي‘‘ قبل أن تسقط ويتغير مكانها جراء زلزالي كوماموتو في شهر أبريل/نيسان عام 2016.

أصبحت صخرة مين نو إيشي تعرف الآن بكهف القطة، وهو يقع في أعلى طريق جبلي شديد الانحدار على الجانب الجنوبي من الفوهة البركانية الضخمة لجبل أسو. ويقود هذا الطريق الوعر إلى مسارات الموقع من خلال عقار خاص وهو متاح فقط للرحلات السياحية التي يقودها مرشد سياحي. يتجمع الزوار المشاركون في الرحلات في نفس يوم الرحلة عند جمعية السياحة في ميناميأسو مورا الموجودة عند نقطة استراحة ومركز استعلامات ’’ميتشي نو إكي أسوبونوساتو كوغينو‘‘. ومن هناك حوالي 10 دقائق بالسيارة إلى بداية مسار الرحلة.

جمعية السياحة في ميناميأسو مورا موجودة داخل منشأة ’’ميتشي نو إكي أسوبونوساتو كوغينو‘‘.

الطريق معبد في بدايته وسهل المشي، ولكن يصبح بسرعة أكثر حدة ووعورة عندما يدخل منطقة تلال مغطاة بالأشجار ما يمنح المتسلقين شعورا بأنهم تائهون داخل غابة قديمة. يمر الطريق عبر تشكيلة من التضاريس والمناظر الطبيعية، بما فيها منطقة صخور بركانية ضخمة مغطاة بالطحالب قُذفت في ثوران لجبل أسو في غابر الأزمان. وهذه الرحلات البرية متوفرة على مدار العام.

يدخل المتسلقون في عالم سحري من الغابات العذراء والكثير من الصخور المغطاة بالطحالب.

لا يعرّف المرشدون السياحيون في هذه الرحلة الزوار بالطريق فحسب، بل بعضهم مثل كاشيوادا إيساو يتشاركون معلوماتهم الغزيرة عن النباتات والأزهار البرية التي يشاهدونها في الطريق. كاشيوادا جندي سابق في قوات الدفاع الذاتي مدرب على العيش في الطبيعة وهو ينتهز فهمه العميق للمكونات البيئية الطبيعية في جبل أسو لتعزيز خبرة الزوار الذين يرشدهم على طول مسار الرحلة.

منتصف الطريق هو المكان الذي تقبع فيه مين نو إيشي بعد سقوطها في عام 2016 من فوهة الكهف حيث كانت عالقة. ويعتقد أن تلك الصخرة الضخمة تزن نحو 50 طنا، وعلى الرغم من أنها سقطت مسافة نحو 50 مترا إلى أسفل الجبل إلا أنها لم تتضرر بشكل أساسي، وهي نهاية مدهشة تضيف إلى سحرها.

يفضل الزوار المرشد السياحي كاشيوادا إيساو بسبب معلوماته الغزيرة وسلوكه الودي.

تقبع صخرة مين نو إيشي حاليا أسفل الكهف بحوالي 50 مترا.

قطة عملاقة فوق ميناميأسو

بعد حوالي 40 دقيقة يصل المتسلقون لمسافات طويلة إلى مجموعة من السلالم شديدة الانحدار تؤدي إلى كهف القطة. وحتى يتمكن المتسلقون من رؤية خيال القطة بشكله الكامل، يتعين عليهم دخول الكهف قليل العمق والنظر إلى الخلف نحو المدخل. ومن هذه الزاوية يبدو المنظر كما لو أن قطة عملاقة تراقب ميناميأسو.

فتحة الكهف التي تشبه شكل قطة تراقب ميناميأسو.

بعد المرور بكهف القطة واكتساب طاقة منها، فإن الوجهة السياحية التالية هي نقطة مراقبة يستطيع المتسلقون منها الاستمتاع برؤية شاملة للمناظر الطبيعية الريفية لميناميأسو. ومن خلف مزارع وحقول الأرز في البلدة تظهر القمم الخمس لجبل أسو والتي تتضمن قمة ’’نيكو داكي‘‘ ذات الخط المتعرج المسنن وقمة ’’ناكا داكي‘‘ البركانية وقمة ’’تاكا داكي‘‘ الشاهقة.

ميناميأسو والقمم الخمس لجبل أسو.

تمثل نقطة المراقبة نقطة التحول في مسار الرحلة ذهابا وإيابا والتي تستغرق مدة ساعتين، ولكن يمكن للمتسلقين الأكثر ميلا للمغامرة اختيار مسار دائري أطول يستمر أربع ساعات. يمر الطريق المطول بمنحدرات صخرية شديدة وتنتشر على طوله أشجار القيقب وأشجار الدردار اليابانية، عمر بعضها أكثر من 200 عام، مما يوفر للمتسلقين فرصة للانغماس أكثر في الطبيعة الغنية للمنطقة.

متسلق يتأرجح على غصن كرمة ممتد وذلك في الطرق الدائري.

تتيح فجوة كبيرة في جانب التل للمتسلقين فرصة الجلوس والاستراحة.

متنزه توري نو كوزوكا

يمكن للزوار الأقل شغفا لتسلق مسارات جبلية شديدة الانحدار بدلا من ذلك زيارة متنزه توري نو كوزوكا بالقرب من بداية مسار الرحلة. بُني المتنزه الذي يمكن الوصول إليه بسهولة في الأصل للتخفيف من صعوبة الطريق  للزوار القادمين لمشاهدة مين نو إيشي. وبجوار ممر يقود إلى المتنزه الصغير الذي يقع على قمة تلة يوجد نصب تذكاري لمين نو إيشي مزركش  بألواح خشبية صغيرة ’’إيما‘‘ مكتوب عليها صلوات أو أمنيات. كما يوجد مزار حجري صغير مكرس للبوداسف ’’المستنير‘‘ جيزو والبوداسف كانّون.

بالقرب من بداية مسار الرحلة يوجد متنزه ’’توري نو كوزوكا‘‘.

يمكن رؤية كهف القطة من الحديقة وذلك على طول الوجه الصخري لمنحدر التل. ويستطيع الزوار حتى وإن كانوا على مسافة بعيدة استشعار طاقة خيال القطة.

يمكن مشاهدة كهف القطة من متنزه ’’توري نو كوزوكا‘‘.

يمكن رؤية منظر رائع للقمم الخمس لجبل أسو من أعلى متنزه ’’توري نو كوزوكا‘‘.

مسار التسلق عبر مين نو إيشي

  • للمواعيد والاستفسارات جمعية السياحة في ميناميأسو مورا (رقم الهاتف 0967672222)
  • الرسوم مسار مين نو إيشي ذهابا وإيابا (تقريبا ساعتين): الأشخاص في المرحلة الإعدادية فما فوق 2000 ين، في المرحلة الابتدائية 1000 ين. مسار مين نو إيشي الدائري (4 ساعات تقريبا): الأشخاص في المرحلة الإعدادية فما فوق 3000 ين، في المرحلة الابتدائية 1500 ين.
  • أوقات المغادرة مسار مين نو إيشي ذهابا وإيابا: 10 صباحا و 1 ظهرا (10 صباحا فقط في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني حتى فبراير/شباط). المسار الدائري: 10 صباحا و 1 ظهرا (10 صباحا فقط في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول حتى مارس/آذار).
  • الحجوزات بالنسبة لشخصين أو أكثر، يجب أن تتم الحجوزات مقدما قبل 3 أيام على الأقل. (إذا كان المتسلق بمفرده، فيجب أن يدفع رسوم شخصين).

منظر ليلي لميناميأسو من كهف القطة.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية بتاريخ 27 ديسمبر/كانون الأول عام 2018. الترجمة من الإنكليزية. النص من ساتو فومي. الصور بإذن من جمعية السياحة في ميناميأسو مورا).

السياحة الطبيعة