أول معرض في اليابان للأسلحة والمعدات الأمنية !

سياسة اقتصاد

احتضنت اليابان في ربيع هذا العام ولأول مرة معرض دولي لأحدث المعدات والتقنيات الدفاعية البحرية. وقد استمرت أعمال المعرض والمؤتمر لفت ماست إكسبو الدولي آسيا ٢٠١٥ ”MAST“ (النظم البحرية والتكنولوجيا) لمدة ثلاثة أيام بمدينة يوكوهاما الساحلية، وبمشاركة ما يقرب من ٤٠٠٠ مشارك، حضر ١٣٠٠ منهم جلسات المؤتمر وفقا لتقديرات أولية من قبل ماست للاتصالات وهي الشركة البريطانية التي نظمت الحدث.

نائب الأدميرال روبرت إل توماس، قائد الأسطول السابع الأمريكي يلقي خطابا هاما.

وقد افتتح وزير الدفاع الياباني الأسبق موريموتو ساتوشي والذي يتولى منصب رئيس ماست آسيا ٢٠١٥ المعرض يوم ١٣ مايو/ أيار مع إشارته إلى أهمية تأمين الموارد البحرية والتجارة البحرية. في إشارة إلى أعمال الردم التي تقوم بها الصين مؤخرا في العديد من المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ومحاولاتها للطعن في سيادة اليابان على جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي، نقل موريموتو من الإعلان بشأن الأمن البحري الصادر عن مجموعة من سبع وزراء خارجية يوم ١٥ أبريل/ نيسان ”نحن قلقون من أي إجراءات أحادية الجانب، مثل عمليات ردم الأراضي على نطاق واسع مما يؤدي إلى تغيير الوضع القائم وزيادة التوترات في المنطقة. نحن نعارض بشدة أي محاولة لتأكيد مطالب إقليمية أو بحرية من خلال استخدام الترهيب والإكراه أو القوة“.

وقام كبار الضباط من اليابان، الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا، بما في ذلك الأدميرال تاكي توموهيسا، قائد قوات الدفاع الذاتي البحرية، ونائب الأدميرال روبرت إل توماس، قائد الأسطول السابع الأمريكي، بإلقاء خطابات هامة مركزين على الوضع العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأعقب ذلك تم افتتاح المعرض وبرنامج الجلسات الجانبية على مواضيع محددة في قطاعات سطح البحر، تحت سطح البحر، والجو والفضاء.

عروض التصدير المحتملة

كان هناك ١٣ من شركات الصناعات العسكرية اليابانية الكبرى من بين نحو ١٠٠ شركة عرضت منتجاتها في معرض ماست آسيا. وضمت هذه الشركات ShinMaywa، والتي قدمت طائرة برمائية 2-US قادرة على الهبوط على بحر هائج مع موجات تصل إلى ثلاثة أمتار. وقد أبدى الجانب الهندي اهتماماً بتلك الطائرة المائية للبحث والإنقاذ المزودة بأربعة محركات. وقد أثنى عليها لدقتها وموثوقيتها من قبل السكرتير الفخري لغرفة التجارة الهندية في اليابان تارميندار سينغ الذي قال إن الغرفة تعمل كوسيط بين الحكومة الهندية وShinMaywa بشأن صفقة محتملة.

كما ظهر في صالة العرض نموذجا للغواصة من طراز Sōryū، وهي فئة جديدة من الغواصات الهجومية تعمل بالديزل، والتي أظهرت أستراليا اهتماما كبيرا بها لتكون بديلا لقوارب كولينز العتيقة. وقد قامت شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وكاواساكي للصناعات الثقيلة ببناء الغواصة Sōryū والتي تبلغ سعة ٤٢٠٠ طن لتسليمها إلى قوات الدفاع الذاتي البحرية.

في اجتماع لمجلس الوزراء في أبريل/ نيسان ٢٠١٤ خففت حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي سياسة اليابان التي فرضتها على نفسها فيما يتعلق بتصدير الأسلحة مع اعتماد المبادئ الثلاثة الخاصة بنقل معدات الدفاع لتحل محل المبادئ الثلاثة بشأن صادرات الأسلحة. المبادئ السابقة، حتى بعد التخفيف الجزئي في عام ٢٠١١، كانت وكأنها بمثابة فرض حظر شامل على صادرات الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية. المبيعات إلى أستراليا والهند يمكن أن تكون أولى الصفقات الملموسة التي تتم وفقاً للمبادئ الجديدة.

خطوات لتوسيع دور اليابان

في الوقت الذي تواصل فيه الصين المواجهة مع اليابان قبالة جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي، فإنها تتطالب بما يقرب من ٩٠٪ من بحر جنوب الصين أيضاً، وتسرع من عمليات الردم التي تقوم بها في جزر سبراتلي (وهي عبارة عن أرخبيل يتكون من مجموعة من الجزر الصغيرة المرجانية غير المأهولة الواقعة في بحر الصين الجنوبي) والتي تطالب بها الفلبين وغيرها من البلدان المجاورة.

أجرت الولايات المتحدة وحليفتها الفلبين مؤخراً مناورات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة ردا على تزايد الوجود الصيني. وأعقب تلك المناورات أول تدريبات بحرية مشتركة بين اليابان والفلبين في مايو/ أيار. وقد استغرق التدريب الذي شارك به مدمرتان من قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية وفرقاطة فلبينية واحدة، في المياه قبالة خليج سوبيك، والذي يستخدم لاستضافة قاعدة بحرية أمريكية.

كذلك في مايو/ أيار، قدمت إدارة آبي تشريعات الأمن القومي الجديدة إلى البرلمان والتي من شأنها أن تزيد بشكل كبير من نطاق الأنشطة المحتملة التي تقوم بها قوات الدفاع الذاتي اليابانية. حيث تم حذف الإشارات السابقة إلى ”المناطق المحيطة باليابان“، الإطار القانوني الجديد لا يضع حدوداً أو قيوداً جغرافية على الأنشطة التي تقوم بها قوات الدفاع الذاتي ردا على الحالات التي يمكن أن يكون لها ”عواقب وخيمة“ على السلام والأمن في البلاد.

وفي خطوة ذات الصلة، اتفقت اليابان والولايات المتحدة في أبريل/ نيسان على مجموعة منقحة من المبادئ التوجيهية للتعاون الدفاعي بين اليابان والولايات المتحدة، والتي تعد ”تحديث الأدوار والمهام بين البلدين وتعزيز تحالف أكثر توازنا وفاعلية لتحقيق الأمن لمواجهة تحديات الناشئة في القرن الحادي والعشرين“، وفقا للبيان المشترك الصادر عن وزراء الخارجية والدفاع للبلدين. وتنص الوثيقة على أن ”المبادئ التوجيهية الجديدة تمكن التحالف من تقديم مساهمات أكبر لمبادرات الأمن الدولي حيثما كان ذلك مناسبا بطريقة تتفق مع القوانين واللوائح اليابانية، مثل عمليات حفظ السلام، والأمن البحري، والدعم اللوجستي“.

في ظل هذه المبادئ التوجيهية الجديدة، قد تجد اليابان نفسها مدعوة إلى تقديم الدعم اللوجستي أو غيره للقوات الأمريكية في حالة الطوارئ مثل اندلاع اشتباك عسكري يضم الصين وجيرانها.

(النص الأصلي كتب باللغة اليابانية من قبل سوجيموتو هيتوشي من فريق Nippon.com ونشر يوم ١٤ مايو/ أيار ٢٠١٥. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: جناح عرض الطائرة البرمائية US-2 بمعرض ماست آسيا عام ٢٠١٥)

اليابان الولايات المتحدة بحر الصين يوكوهاما