السياسة ليست من يحكم ولكن ماذا سيقدم

سياسة

يشارك إيشيبا شيغيرو عضو الدايت (البرلمان الياباني) بآرائه حول التحديات الدبلوماسية والمحلية التي تواجه اليابان اليوم. ويشدد بشكل خاص على الحاجة إلى تخطي القيود الحالية المفروضة على نظم الأمن القومي وعلى الحاجة إلى رفع ضريبة الإستهلاك بأقرب وقت ممكن.

إيشيبا شيغيرو ISHIBA Shigeru

ولد في عام ١٩٥٧ في محافظة توتوري (Tottori). وعمل بعد تخرجه من جامعة كييو (Keio) عام ١٩٧٩ في بنك ميتسوي حتى عام ١٩٨٣. فاز بعد تركه البنك بمقعد في المجلس التشريعي (الدايت) في الانتخابات العامة الثامنة والثلاثين لمحافظة توتوري. وتم إعادة ترشيحه ثمان مرات. وعمل أيضا ككبير أمناء الدولة و وزيرا مسؤولا عن الزراعة والغابات والثروة السمكية ووزيرا للدفاع. أصدر العديد من الكتب منها:
الدفاع القومي Kokubō
إعادة إعمار الحياة السياسة: سينتهي الصراع عند إستيقاظ المستقلون
Shokugyō seiji no fukken: Konmei kara no dasshutsu sore wa mutōhasō ga mezameru toki

كوريا الشمالية لن تتغير

السؤال: كيف ترى الوضع في كوريا الشمالية التي أعلنت عن إقامة تجربة صاروخية جديدة ؟

إيشيبا شيغيرو: إن كوريا الشمالية هو بلد ينفذ ما يقول أنه سيفعله. فإنه على الرغم من تغير الحاكم من كيم جون إيل (Kim Jong-il) إلى كيم جون أون (Kim Jong-un)، فإنه لايوجد أي تغيير في سياسات الدولة. يرى البعض في القائد الذكي البالغ ٢٩ عاما من العمر إمكانية التغيير ولكن هذا لاينطبق عل حكم كيم جون أون فمن غير المعقول أن ينقلب على سياسات أبيه. ولذلك فإن من المنطقي أن تسير البلاد على الطريق الذي رسمه كيم جون إيل.

بالإضافة لتسلم كيم جون آن القيادة فإنها جاءت ايضاً مع الذكرى المئوية لميلاد الرئيس كيم جون سانغ (Kim Il-sung) وذكرى مرور ٧٠ عاما على مولد كيم جون إيل وذكرى مرور ٨٠ عاما على تشكيل النظام العسكري في كوريا الشمالية. فلابد أن يكون هنالك إحتفالات هائلة في البلاد. كما أنها سترفع من مستوى التطرف في علاقاتها الدبلوماسية إلى أعلى مستوى لتبرر سبب اختيارها لهذا الشاب لتسلم زمام الأمور.

إن تكرار كلمات مثل الحوار والضغط

كالتعويذة للتعامل مع بلد ككوريا الشمالية لن يجدي بأي نفع. يجب مناقشة نتائج الضغط الدبلوماسي مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قبل إقحام روسيا والصين في الموضوع. إن الضغط على كوريا الشمالية يتطلب وجود القوانين الملائمة والإتفاقيات المناسبة. إذ أنه من غير المجدي تكرار استخدام كلمة الضغط من دون معرفة العناصر المفقودة وإجراء التعديلات اللازمة. لن تجدي الكلمات ـ حتى ولو كانت صارمةـ ولن يكون لها أي تأثير حقيقي للضغط على كوريا الشمالية حتى ولو إستخدمت لهجة شديدة الصرامة تجاهها.

تحاول كوريا الشمالية بإطلاقها للأقمار الصناعية المزعومة كما يبدو للإقتراب من هدفها في صنع صواريخ عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. وبحال استمرار تقدمها في هذا المجال، ستتمكن من الحصول على الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية والتي تمكنها من استهداف الولايات المتحدة بها. إن الوقت يداهمنا فإذا لم نستطع حل هذه الأزمة قبل الوصول إلى هذا المنحنى الخطير، سندخل في مرحلة جديدة تماما.

الأزمة الإيرانية ومضيق هرمز

السؤال: ما رأيك فى تصاعد حدة التوتر بسبب أزمة برنامج إيران النووي؟

إيشيبا شيغيرو: علينا ألا ننسى أن مضيق هرمز يشكل ممرا حيويا بالنسبة لليابان. إذاً ماذا سنفعل إذا قامت إيران بإغلاقه؟ وقتها ستضطر اليابان إلى العمل مع المجتمع الدولي لإيجاد مخرج للأزمة. وسيصبح من الطبيعي إرسال كاسحات الألغام إلى المنطقة.

إن استخدام كاسحة الألغام اليابانية في حرب الخليج برهن على امتلاكها تكنولوجيا على مستوى عالمي لكسح الألغام. ولكن في حال استخدامها مرة أخرى فعلى قوات الدفاع البحرية اليابانية (JMSDF) العمل من أجل تأكيد سلامة الممر للسفن عبر هذا المضيق.

تنص المادة ٩ من الدستور الياباني على أن يتنازل اليابانيون بشكل أبدي عن الحرب كحق سيادي تملكه الأمة وعن استخدام أو التهديد باستخدام أي من اساليب القوة لحسم الخلافات الدولية لذلك فإن أي خلاف ينشب بين الولايات المتحدة وإيران في الوقت الذي تقوم به (JMSDF) بعمليات لكسح الألغام فإن عليها الإنسحاب من المنطقة بشكل مؤقت. لكن في حال عدم معرفة البلد الذي قام بزرع الألغام أو انتهاء النزاع بين الطرفين فيمكن وفقا للدستور لـ (JMSDF) الإستمرار بعملياتها. ولكي تستطيع اليابان العمل بشكل صحيح يتطلب منها التنسيق مع وزارة الخارجية وإختيار العمليات التي تبقى ضمن حدود الدستور.

حق الدفاع عن النفس وقوة الردع اليابانية

هل سيكون مفتاح الحل هو تغيير المفهوم الخاص بحق الدفاع عن النفس؟

إيشيبا شيغيرو: أعتقد أن حق الدفاع عن النفس هو أمر ممكن بتغيير فهم الدستور ومن دون تعديله. ولكن لا يكفى بأن تعلن تغيير فهمك فحسب. وأنا أدعم تشكيل قوانين أساسية في الأمن القومي التي ترسم الشروط اللازمة لاستخدام حق الدفاع عن النفس.على الرغم من وجود نقاش حاد داخل الحزب الليبرالي إلا أننا على مشارف الإتفاق على دعم حق الدفاع عن النفس. عندما كان الحزب يملك مقاليد السلطة وكنت اشغل منصب نائب وزير الدفاع، ووزير الدولة لشؤن الدفاع، ثم وزيرا للدفاع، كنت قد اقسمت بألا أعتراف بحق الدفاع عن النفس لأنها تتعدى المستويات اللازمة للدفاع عن اليابان. والآن من الصعب على الحزب الليبرالي الذي يشكل أقلية أن يجرى تعديلات دستورية وذلك لسيطرة الحزب الديمقراطي. علينا أن نروج لحق الدفاع عن النفس في حملتنا الإنتخابية والفوز بالإنتخابات العامة المقبلة لنتمكن من تحقيق التغيير. ولكن هناك العديد من أعضاء الحزب الليبرالي الذين يعارضون بشكل قاطع أي تغيير في الدستور لذلك ستكون مهمة تعديل الدستور شاقة.

هناك ثلاثة طرق لردع العدوان: الردع عن طريق الإنتقام، والردع بفرض العقوبات، والردع بالتجاهل. ولكن الإنتقام ليس خيارا بالنسبة لليابان لذلك عليها الجمع بين الطريقتين الأخيرتين للردع. إن الردع بفرض العقوبات سيؤكد موقف اليابان بأن أي عدوان سيؤدي إلى تداعيات سلبية على الدولة المعتدية. أما بخصوص الردع بالتجاهل فهو يؤكد على عدم فاعلية العدوان في حال حدوثه. إن برنامج الدفاع المضاد للصواريخ الباليستية الذي تم بنائه في عهد حكومة رئيس الوزارء كويزومي جون إيتشيرو (Koizumi Jun’ichirō ٢٠٠١ ـ ٢٠٠٦) وقانون الحماية المدنية الذي ينص على إجراءات محلية في حال وقوع هجوم مسلح على اليابان هي أمثلة على طريقة التجاهل. حتى لو شنت كوريا الشمالية هجوما صاروخيا فبإمكان صواريخنا الدفاعية إسقاط تلك الصواريخ فى الجو. وأيضا، يمكننا ردع العدوان بقدرتنا على تأمين إجلاء المواطنين والحد من الخسائر في حال اختراق الصواريخ لدفاعتنا.

سبب استمرار الحكم الشيوعي في الصين

السؤال: مارأيك بالتهديد الذي يشكله التوسع العسكري البحري الصيني؟

إيشيبا شيغيرو: إن تاريخ الصين حافل بسلسلة من التغيرات في الأسر الحاكمة. كأسرة ”تشينغ“ (Qing)، و”مينغ“ (Ming)، و”يوان“ (Yuan)، و”سونغ“ (Song)، و”تانغ“ (Tang)، و”سوي“ (Sui). ويمكن اعتبار الحزب الشيوعي الصيني كالأسرة الحاكمة في الوقت الحاضر والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة لماذا استطاعت هذه الأسرة الإستمرار لهذه الفترة الطويلة؟

استغلت الآيديولوجية الماركسية ـ اللينينية القائمة على التضامن تحت سقف الفقر لقمع الشعب وحاولت الإبقاء على هذه الحالة خلال العمل على بناء الصين الحديثة. إلا أن سياسة الباب المفتوح لدنغ شياوبينغ أدت إلى عصرغير معهود شهدت فيه الصين حكومة شيوعية واقتصادا رأسماليا. ونجم عن ذلك تناقضات عديدة تشمل الثراء الفاحش في هذا البلد الشيوعي ووجود الرأسماليين والتباين الحاد بين البذخ في المناطق الساحلية والفقر في الداخل. وليدوم هذا النظام، تعلق الحكومة آمال الناس بحلم أنهم سيصبحون أغنياء في السنة المقبلة وأكثر غنى في السنوات الخمس أو العشر المقبلة إذا تركوا الشيوعية وشأنها. بمعنى آخر، التطور الإقتصادي أمر جوهري للإبقاء على النظام.

ويسخر جيش التحرير الشعبي كأداة لإدامة الوضع على ما هو عليه. فهو جيش الحزب الشيوعي وليس الشعب الصيني. إن التوسع الذي تراه للجيش الصيني هو وسيلة للإبقاء على الحزب.

تشغيل الصين لحاملة الطائرات كقوة فاعلة أمر غير محتمل

أصبح التوسع العسكري الصيني مصدر قلق لجيرانها بما في ذلك اليابان.

إيشيبا شيغيرو: إذا قسنا حكم الصين لشرق آسيا على مقياس التاريخ البشري نجد أنه استمر لحقبة طويلة من الزمن. وتشعر الصين بالحسرة لخسارتها مكانتها المرموقة منذ حرب الأفيون (١٨٤٠ـ ١٨٤٢).
وفي خضم هذه الأحاسيس المختلطة بين العنفوان والندم فإنه من غير المفاجئ ظهور بعض الصينيين الراغبين باستعادة أمجاد الأمة الإمبريالية. ومن الطبيعي أن يشعر جيران الصين بالتهديد لأنه سبق لها السيطرة على المنطقة وأيضا بسبب اظهارها لرغبتها في السيطرة من جديد.

ويشير الواقع الحالي بأن إنفاق المال وحده لايكفى لزيادة كبيرة في القدرات العسكرية. لقد اشترت الصين حاملة طائرات من أوكرانيا ولكن مدى قدرتها على تشغيلها كقوة فاعلة هو أمر مشكوك به. وبرجوعنا للتاريخ نجد أن الحاملات التي وصفت بالأكثر نجاحا في عملياتها كانت هي الاسطول البحري الإمبراطوري الياباني من قبل وحتى المراحل المبكرة من الحرب العالمية الثانية والأسطول البحري الأمريكي الحالي. لكنّه حتى في حقبة الحرب الباردة لم يستطع الروس من احراز نجاح ملموس في تفعيل مجموعتها من حاملات الطائرات. إذا كانت الصين قد اشترت حاملة الطائرات هذه فليس ذلك سوى مجرد رمز للدلالة على بلوغها ذروة السلطة، وبالتالي ستكون مضيعة للمال. ولكن أظن أن الصين أذكى من أن تقوم بذلك. ولكن مايقلقني هو أن تخطط الصين لأن يكون لحاملة طائراتها نفس الدور الذي كان للحاملة البريطانية في حرب جزر فولكلاندز (مالفينز ١٩٨٢). حيث تعتقد الصين أنه بمجرد امتلاكها لحاملة طائرات يمكنها الإستيلاء على جزيرة من الجزر، دون التفكير في تشغيل تلك الحاملة كقوة فاعلة.

لن تضمن الروابط الإقتصادية الوثيقة إندلاع الحرب

السؤال: لقد مر ٤٠ عاما على تطبيع العلاقات بين الصين واليابان. لكن كيف سينظر التاريخ إلى هذه الفترة وماذا يمكن أن نتوقع من العلاقات الصينية ـ اليابانية في المستقبل؟

إيشيبا شيغيرو: إن العلاقة بين الإقتصاد الياباني والصيني علاقة مترابطة لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى. ومن هذا السياق نجد أن هناك إرث إيجابي لهذه السنوات الأربعين. ولكن لا تضمن هذه الروابط الإقتصادية مستقبلا خاليا من الحروب. فعندما بدأت الحرب العالمية الأولى كانت بريطانيا على قمة قائمة الشركاء التجاريين لألمانيا. وكان اللورد بالمرسون الذي كان يشغل منصب وزير خارجية بريطانيا ورئيس الوزراء في منتصف القرن التاسع عشر قد قال بأن حتى أقوى الروابط الإقتصادية ستتساقط في وجه الوطنية.

أعتقد أن على خبراء الأمن أن يبقوا في أذهانهم أنه إذا كانت الصين عازمة على إبقاء نظامها الشيوعي فيمكن لأي شئ أن يحصل كنتيجة للتغير في الأوضاع الإقتصادية. إن سياسة الطفل الواحد لكل عائلة التي تتبعها الصين ستؤدي على الأغلب إلى تناقص تعداد السكان قبل بلوغها لذروتها الإقتصادية. فاليابان تمكنت من الإحتفاظ بتقدمها الإقتصادي بسبب الوجود الكثيف للطبقة الإجتماعية المتوسطة وأما في الصين فإنها على الأغلب ستفقد مكانتها الإقتصادية قبل تشكل هذه الطبقة المتوسطة. في حال حدوث أي شئ في الصين، فإن التحالف الياباني ـ الأمريكي سيكون أمرا أساسيا لاستقرار المنطقة. وسيكون هذا التحالف أساسا لضمان أمن البلدان الآسيوية، وضمانا لعدم قيام الصين بأي حركة مباغتة، والإحتفاظ بتوازن القوى في المنطقة.

وكما هو الحال في عبارة الحوار والضغط

فإن تكرار عبارة التحالف الياباني ـ الأمريكي ١٠٠ أو ١٠٠٠ مرة لن يقوي هذا التحالف. وأعتقد أنه لابد من تفعيل حق الدفاع عن النفس. إن التصريحات المتهورة مثل  خارج البلد أو على الأقل خارج المحافظة التي صرح بها رئيس الوزراء السابق هاتوياما يوكيو بشأن نقل مطار فوتينما يمكنها أن تؤدي إلى تأزم التحالف الياباني ـ الأمريكي ويمكن أن تنهي هذا التحالف القوي بلمح البصر.

لايتحتم على اليابان الاختيار بين آسيا وأمريكا. لأن اليابان ستفقد مكانتها كبلد حليف إذا لم تملك القوة كعضو ضمن آسيا، فلذلك فإن الإهتمام بالعلاقات الآسيوية أمر أساسي لوجود التحالف الياباني ـ الأمريكي. وعند تطبيق حق الدفاع  المشترك عن النفس، سيكون السؤال القائم: إلى أي مدى يمكن لليابان تحمل أعباء المهام التي تتولاها الولايات المتحدة حاليا؟ لايعني التحالف القيام بكل شئ معا. وعلى ما يبدو أنه يمكن لليابان أن تتحمل المسؤولية في الدفاع عن بعض أجزاء هذه المنطقة.

أسباب رفع ضرائب الإستهلاك

السؤال: كيف يمكن برأيك إعادة بناء الإقتصاد والنمو الإقتصادي فى ظل تآكل الطبقة الإجتماعية المتوسطة التي ساهمت في تقدم الإقتصاد الياباني، كيف هو برأيك يمكن إعادة بناء الإقتصاد وزيادة معدلات النمو.

إيشيبا شيغيرو: أنا مؤمن بشكل إيجابي بالدورالذي تلعبه ضرائب الإستهلاك. حيث أن أموال ضرائب الإستهلاك يمكن أن تكون وسيلة لإعالة المجتمع الياباني الهرم. يجب رفع معدل ضريبة الإستهلاك وفقا لمستوى رفع الضمان الإجتماعي وإلا فسيؤدى ذلك إلى خلل في النظام. حيث أن عدم التوافق بين رفع معدل ضريبة الإستهلاك والضمان الإجتماعي أدى إلى تراكم الديون الذي نشهده في الوضع الحالي.

بالإضافة إلى أن تقلص معدل عدد المواليد وارتفاع معدل الشيخوخة سيبلغ ذروته في العام ٢٠٦٠. نحن مانزال في المراحل الأولى ولا تزال هناك العديد من التحديات التي ستواجهنا. في هذه الحال، إن رفع الضرائب بنسبة ٥٪ لن يجدي بأي نفع. وبنفس الوقت يجب زيادة النمو الإقتصادي ليشمل شريحة أوسع من المجتمع.

يتداول ممثلو الأحزاب فيما بينهم قولا أنه لن يتم رفع ضرائب الإستهلاك إذا لم يتحسن الوضع الإقتصادي

ولكني مقتنع بأننا إذا لم نرفع معدل ضرائب الإستهلاك فى أقرب وقت ممكن، فإن الأجيال القادمة ستدفع الثمن. الخلل الذي يعاني منه النظام الضريبي الآن يؤثر على الإقتصاد، لذلك فإن الحديث عن الأوضاع الإقتصادية قبل عمل أي تعديل على النظام الضريبي هو برأيى مجرد ترويج لحملتهم الإنتخابية ليس أكثر. وذلك على الرغم من أن شعارهم هو حياة المواطنين أولا فإنهم لم يغيروا من مبادئهم فهم يساوون بين المحتاج وغيرالمحتاج في تقديم تعويضات رعاية الأطفال والتدريس الثانوي المجاني والإستعمال المجاني للطرق السريعة والتقدم لبرنامج دعم دخل المزارع.

وقت و هدف إعادة بناء الهيكل السياسي

هل برأيك كونك أحد الأشخاص المحركين لسياسة البلد ترى أنه يجب أن نقوم بتحالف سياسي شامل أو إعادة بناء الهيكل السياسي لتخطي الركود السياسي الحاصل؟

إيشيبا شيغيرو: إن إعادة بناء الهيكل السياسي أمر لامفر منه ولكن المشكلة تكمن في التوقيت فقط. التفكير بالإصلاح الضريبي والضمان الإجتماعي يسهل الأمور فهو أمر يجب العمل به بغض النظر عن أي حزب يقود الحكومة ولذلك أظن أن علينا البدء من هذه النقطة. وبإمكان الحزب الديمقراطي الإستعانة بالحزب الليبرالي الديمقراطي بالأمور التي تنقصه. إنها فرصة لا تعوض لتحقيق الإصلاح الضريبي والضمان الإجتماعي. وبعد ذلك يمكن حل المجلس التشريعي لإجراء الإنتخابات العامة.

ولتحقيق ذلك يصبح من المهم أن يفي رئيس الوزراء نودا يوشيهيكو (Noda Yoshihiko) بوعده بحل المجلس. وهو بإعتقادي لن يفعل ما فعله سلفه هاتوياما يوكيو (Hatoyama Yukio). وأنا أعلق آمالي به وبأنه سيعمل على اتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق الإصلاح الضريبي والضمان الإجتماعي.

وبعد ذلك سيتحقق إعادة بناء الهيكل السياسي؟

إيشيبا شيغيرو: كما سبق و قلت السياسة ليست من يحكم ولكن ماذا سيقدم. خلال الـ ٢٥ عاما التي عملت فيها كعضو في مجلس الدايت البرلمان، قابلت العديد من الناس العباقرة ذوو الرؤى والقادرين على اتخاذ القرارات بشكل أفضل مني. وأظن أن على الشخص المؤهل أن يتولى زمام الأمور. ولكني أشجع الشخص القادر على إطلاع الآخرين بما سيفعله عند العمل المشترك.

أما بالنسبة لي إن ما أريد فعله هو تغيير اليابان لتصبح قادرة على المشاركة في الحفاظ على نظام واستقرار المنطقة. ويجب تطبيق حق الدفاع الذاتي ويجب على السياسيين بناء آرائهم حول الأمن العام داخل اليابان ليصبحوا فيما بعد قادرين على مناقشته مع دول العالم.

في هذه الأيام، يحظى قائد مؤسسة أوساكا للإصلاح هاشيموتو تورو(Hashimoto Toru) بإنتباه اليابانيين فهو من العباقرة البارزين البارعين في رسم الاستراتجيات السياسية. ولكن لايجب علينا الحصول على موافقة المؤسسة التابع لها بكل شئ وبالمقابل لايجب علينا توجيه والنقد الأعمى لكل ما يقال. فإعادة الهيكلة السياسية تبدأ بتبادل الآراء بين أبناء البلد.

مكتب إيشيبا في مقر الحزب مليئ بمجموعة الطائرات و السفن الحربية المهداة إليه من أعضاء الحزب. و أيضا يحوي على العديد من التماثيل المصغرة لفرقة الغناء المفضلة لديه "كانديز" و التي كانت مشهورة في السبعينيات.

(أجرى المقابلة هارانو جوجي

المدير التنفيذي لمؤسسة نيبون للاتصالات في ٢٢ مارس / آذار ٢٠١٢، الترجمة من اللغة الإنكليزية. المصور كيزو أوكوبو)

انظر إلى الروابط باللغة الانكليزية للاطلاع على مقالات متعلقة بالموضوع

Behind Japan’s Political Turmoil
Upgrading Japan’s Policy Toward Iran
Stay Hungry, Japan! : A Political Elder’s Views on Leadership
Kitagami Keirō, Vice Minister of Economy, Trade, and Industry : Turning Japan into a Force to Be Reckoned With

الحزب الليبرالي الصين برنامج إيران النووي كوريا الشمالية الولايات المتحدة يوشيهيكو نودا الحزب الديمقراطي الضمان الاجتماعي القواعد العسكرية