رغبة الإمبراطور في التخلي عن العرش وفرص تحقيقها (الجزء الأول)

سياسة

وردت مؤخرا تقارير تفيد بأن الإمبراطور أكيهيتو والذي يبلغ من العمر ٨٢ عاما يرغب في التنازل عن العرش خلال السنوات القليلة القادمة. ومن المتوقع أن تباشر الحكومة فورا مداولات بشأن هذه القضية بغية تحقيق رغبة الإمبراطور.

ملاحظة: هذه المقالة مكتوبة قبل الرسالة المصورة التي وجهها الإمبراطور أكيهيتو في ٨ أغسطس/آب عام ٢٠١٦.

ردود فعل داعمة للتقرير الأولي

كانت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK أول من تناول قصة أن الإمبراطور أكيهيتو أشار إلى رغبته في التنازل عن العرش وذلك خلال نشرة أخبارها المتلفزة في الساعة ٧ مساء بتاريخ ١٣ يوليو/تموز. كنت في ذلك الوقت في حي شينجوكو بطوكيو مع زملاء باحثين في جلسة كنا نتناوب فيها على قراءة جهرية لمقاطع متبقية من مذكرات الإمبراطور موراكامي في عصر هييان (٩٢٦-٩٧٧). وقد علمت بتلك الأخبار من رسالة نصية من ابنتي أرسلتها لي على هاتفي المحمول. لقد فاجئني الخبر وشعرت بالذهول.

وفي الحال تلقيت سلسلة من المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية من وسائل الإعلام المختلفة تطلب مني التعليق على الخبر، وبينما كنت متجها إلى منزلي تلقيت طلباً من NHK للحضور إلى استوديو الهيئة الرئيسي في حي شيبويا. وبعد عدة مرات من قراءة نص تقرير الأنباء الذي أوردته NHK والحصول على إيضاحات من الشخص المسؤول، خلصت إلى أن محتويات القصة قد تكون تجسيداً لرغبة الإمبراطور الفعلية. وفي الاستوديو أجبت على عدد من الأسئلة وقد ورد بعض ما ذكرته في نشرة الأخبار الصباحية لـNHK في اليوم التالي:

أثار جلالة الإمبراطور أكثر القضايا أهمية وجوهرية المتعلقة باستمرار مؤسسة الإمبراطور كرمز للدولة ووحدة الشعب وفقا للدستور الحالي لليابان.

تم تحديد مؤسسة البيت الإمبراطوري في الأزمنة الحديثة بموجب قانون البيت الإمبراطوري لعصر ميجي (١٨٨٩)، وخلفه قانون البيت الإمبراطوري ما بعد الحرب العالمية الثانية عام (١٩٤٦). ولكن الكبر في السن وطول العمر كانا يتقدمان بنمط لم يتم التنبؤ به في ذلك الوقت، ولذلك علينا حالاً إصلاح الترتيبات (إصلاح بنود القانون) التي لا تتوافق مع وقائع القرن الحادي والعشرين. نحن بحاجة لإجراء مداولات تتطلع نحو عدة عقود من الآن. وبالتالي فإن أي إصلاح سينطوي على جوانب إيجابية وسلبية معا، ولذلك فمن المأمول بذل جهود للتوصل لنتائج مثالية بناء على تمحيص دقيق لتلك الجوانب.

وبعد تفحص ٦ صحف رئيسية على مدى عدة أيام اعتبارا من صباح اليوم التالي، خلصت إلى أن مقالاتها حول هذا الموضوع كانت جميعها فعلياً إيجابية في ردود أفعالها، وإن كانت في آن معا تعبر عن الدهشة من رغبة الإمبراطور بالتنحي. أعلن مدير وكالة البلاط الإمبراطوري كازاؤكا نوريوكي أنه لم يتورط في القضية، ولكنه لم ينكر التوجه الرئيسي في التقرير، وبالتالي يبدو أنه صحيح من الناحية الفعلية.

قال رئيس الوزراء شينزو آبي ”إنه لن يدلي بتعليق بالنظر إلى طبيعة الموضوع“. ولكن وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا كان قد كشف مسبقا أن حكومة آبي كانت تدرس إجراءات للتعامل مع تراجع عدد أفراد العائلة الإمبراطورية، ما يشير إلى أن الحكومة كانت قد باشرت بمعالجة نقاط إشكالية في قانون البيت الإمبراطوري. كما أدلى قياديون كبار في الأحزاب الحاكمة والمعارضة بتعليقات إيجابية فيما يتعلق بما ذكر عن رغبة الإمبراطور قائلين إنه إذا تم التأكد من رغبته تلك، فمن الضروري العمل نحو تحقيقها.

وفي وقت لاحق راجعت النص الكامل لتقرير NHK كما نُشر على صفحتها الإلكترونية (بتاريخ ١٩ يوليو/تموز)، وتأثرت بصدق بالإشارة إلى أن رغبة جلالته قد تمت دراستها بالفعل على مدى عدة سنوات من قبل الأطراف والأشخاص المعنيين وأن المحتوى ذو الصلة بالموضوع قد تم الإسهاب فيه ونظر فيه إلى عدة سنوات نحو المستقبل. وأدناه أقتبس تقرير NHK ذاك في ١٠ فقرات تفصل بينها تعليقاتي ومن بينها توضيحات بسيطة وبعض من وجهات نظري الخاصة. (قمت بتحديد بعض الأجزاء ضمن الفقرات المقتبسة).

١. علمت NHK أن الإمبراطور أكيهيتو قد نقل لمسؤولي وكالة البلاط الإمبراطوري رغبته في التنازل عن العرش لولي العهد الأمير ناروهيتو. وأوردت تقارير أن الإمبراطور يرغب في التخلي عن منصبه خلال السنوات القليلة القادمة وأن الترتيبات جارية لأن يقوم الإمبراطور بنفسه بالكشف عن مشاعره بشكل واسع داخل وخارج اليابان.

ينص قانون البيت الإمبراطوري فقط على ترَّبع الإمبراطور على العرش، ولكن طبقا لهذا التقرير فإن الإمبراطور أكيهيتو قد كشف رغبته في التنازل عن العرش ليس لعائلته فحسب وإنما لمسؤولي وكالة البلاط الإمبراطوري. إن إنكار الوكالة بضلوعها في نقل رغبته، لا يَعْدو أن يكون حركة من قبل حاشية الإمبراطور لترك مسافة في ضوء حقيقة أن تحقيق رغبة الإمبراطور ينطوي على تعديل قانون البيت الإمبراطوري، بينما ينص الدستور على أن الإمبراطور ”لا يجوز أن يكون له سلطات متعلقة بالحكومة“. وبالتالي فإنه حتى وإن قام الإمبراطور بنفسه ”بالكشف عن مشاعره بشكل واسع داخل وخارج اليابان“، فمن غير المرجح أن يشير بصراحة إلى التنازل عن العرش.

ثلاثة أنماط من المسؤوليات الإمبراطورية

٢. بوفاة الإمبراطور شووا (هيروهيتو، توفي في ٧ يناير/كانون الثاني عام ١٩٨٩)، أصبح الإمبراطور أكيهيتو وكان بعمر ٥٥ عاما أول إمبراطور يتولى العرش باعتباره الرمز القومي بموجب الدستور الحالي (اعتمد عام ١٩٤٦). وقد استمر في الاستجابة لمتطلبات اجتماعية جديدة ساعيا لدور للبيت الإمبراطوري في مواكبة الأزمنة الحديثة، وقد أصبح حجم الواجبات الرسمية التي يضطلع بها الإمبراطور أكبر بكثير من تلك التي كانت خلال فترة حكم الإمبراطور شووا.

ينص دستور اليابان الحالي (الفصل الأول، الإمبراطور: المادة ١) على أن ”الإمبراطور رمزا للدولة ووحدة الشعب“. ومنذ توليه العرش، تأمَّل الإمبراطور أكيهيتو مليا وبثبات في دور الإمبراطور الرمزي وقد ”استمر في الاستجابة لمتطلبات اجتماعية جديدة ساعيا لدور للبيت الإمبراطوراي في مواكبة الأزمنة الحديثة“.

٣. بالإضافة إلى الأعمال المتعلقة بالدولة التي ينص عليها الدستور، يأخذ الإمبراطور أكيهيتو بعين الاعتبار أن تشمل مسؤوليات الإمبراطور أنشطة رمزية تناسب مشاركته الرسمية، وقد اضطلع بالعديد من المسؤوليات الرسمية من بينها حضور مراسم وزيارة مناطق تعرضت لكوارث. وأيضا انطلاقا من إيمانه بأهمية أن يتم إنجاز مسؤوليات الإمبراطور الرسمية بالتساوي، لم يجر فعليا أي تغيرات كبرى في مسؤولياته الرسمية حتى الآن (عمره ٨٢ عاما).

مسؤوليات الإمبراطور الأساسية (مسؤولياته الرسمية، المحددة بوجه عام) على ثلاثة أنماط: (١) الأعمال المتعلقة بالدولة كما تنص عليها المادتان ٦ و٧ من الدستور، (٢) مسؤوليات رسمية تعتبر مناسبة له لإنجازها بوصفه الرمز القومي، (٣) طقوس تجرى في البلاط يصلي فيها الإمبراطور من أجل الدولة والشعب.

المسؤوليات التي من النمط ١ تتضمن تعيين رئيس الوزراء ورئيس المحكمة العليا بناء على تسمية البرلمان ومجلس الوزراء لهما على التوالي، بالإضافة إلى العديد من المسؤوليات المتعلقة بالمراسم بمشورة وموافقة مجلس الوزراء مثل إصدار قوانين، ودعوة البرلمان، والقيام بالتكريم، والمصادقة على وثائق دبلوماسية، واستقبال سفراء أجانب. أما المسؤوليات من النمط ٣ فتتضمن تأدية الإمبراطور لعشرات الشعائر الكبرى مرتديا زيَّا يابانيا رسميا في الأماكن الثلاثة المقدسة ضمن القصر الإمبراطوري (كاشيكو دوكورو، كوريي دين، شين دين) وفي شينكا دين وهو موقع احتفال نيئينامي ساي بمناسبة الحصاد. بينما يتضمن النمط ٢ من المسؤوليات حضور ثلاث فعاليات سنوية رئيسية تعقد في أرجاء اليابان بالتناوب وهي مهرجان الرياضات القومي، ومهرجان زراعة الأشجار القومي، والاجتماع القومي لعافية المحيطات، بالإضافة إلى عدد متزايد من زيارات مراسم تذكارية ومناطق منكوبة بالكوارث. كما أن للإمبراطور دورا رئيسيا في أنشطة النوايا الحسنة الدولية، والترحيب بالزوار الذين يتدفقون باستمرار من الخارج، واستضافة فعاليات لسفراء أجانب، وزيارة بلدان أجنبية بناء على دعوات.

وكنتيجة لذلك، تقريبا لا يحظى الإمبراطور بإجازة خلال العام. وحتى أثناء تواجده في القصر الإمبراطوري، تفيد تقارير بأنه يستغرق وقته في دراسة والاستعداد لزواره المتوقعين ووجهات سفره المخططة. وانطلاقا من اعتقاده أن جميع تلك الأنشطة مهمة، يواصل الإمبراطور في تكريس كل طاقته لتأدية كل واحدة منها بإنصاف.

قرار سببه التقدم في السن

٤. في غضون ذلك، في مؤتمر صحفي أقيم قبل عيد ميلاد الإمبراطور الثاني والثمانين، أقر بصراحة أنه آخذ في التقدم في السن وأنه كان يرتكب أخطاء: ”بدأت بالشعور بتقدم عمري، وكانت هناك أوقات ارتكبت فيها بعض الأخطاء خلال المشاركة في فعاليات. وأنا عازم على تقليل مثل تلك الوقائع بمواصلة بذل أقصى ما أستطيع عند إنجاز أي من تلك الفعاليات وكلها“….وتحدث أحد الأشخاص المعنيين ”ما ولد لديّ شعورا بأن الإمبراطور يواجه مشكلة جراء الإحباط والإجهاد في ضوء أنه ربما يصبح في المستقبل القريب غير قادر على تقديم ما يعتبره الشخصية الصحيحة باعتباره الرمز القومي. وبصرف النظر عن العدد الهائل من مسؤولياته الرسمية، يبدو أن العبء الأكبر الذي يشعر به الإمبراطور يتمثل في حقيقة أنه الرمز القومي. أعتقد أن التخلي عن العرش ربما يكون الحل الوحيد.“

إن هوية ”الأشخاص المعنيين“ (من المحتمل أن يكونوا مصدرا واحدا أو أكثر ضمن وكالة البلاط الإمبراطوري) ليست محددة رسميا، ولكن من الواضح أن هذا الشخص أو الأشخاص اعتقدوا أنه من الضروري إخبار الناس بحقيقة أن الإمبراطور أكيهيتو الذي شكل الشخصية الحالية المتمثلة في أنه يجب على الإمبراطور أن يظهر بدوره الرمزي، قلقون من أن تلك الشخصية الرمزية ستضيع إذا أصبح الإمبراطور غير قادر على تجسيدها جراء تقدمه في السن.

٥. أفادت تقارير بأن هذه الرغبة تحظى بقبول الإمبراطورة ميتشيكو وولي العهد الأمير ناروهيتو والأمير أكيشينو. ويقال إن الإمبراطور أكيهيتو أشار إلى هذا الشعور قبل حوالي ٥ سنوات وحافظ على نفس التفكير منذ ذلك الحين.

بعين ترمق المستقبل، دأب الإمبراطور أكيهيتو الذي يحمل هذا النوع من التصور فيما يتعلق برمزية الإمبراطور ومنذ ٥ سنوات تقريبا، بثبات على الإشارة إلى رغبته في التخلي عن العرش، كما تم الكشف عن أن قرينته وولديه يقبلون هذه المشاعر.

نظام يرتكز على حكم لمدى الحياة

٦. إن مسألة التخلي عن العرش غير معترف بها بموجب نظام البيت الإمبراطوري الحالي. لدى وفاة أحد الأباطرة، يتولى خليفته العرش تلقائيا وفق ترتيب الخلافة، والإمبراطور غير قادر على التخلي عن منصبه خلال حياته. وبموجب هذا النظام، إذا لم يتمكن الإمبراطور من أداء الأعمال المتعلقة بالدولة بسبب مرض أو أسباب أخرى، قد يتم تسمية وصي على العرش ليكون نائبا له، وأيضا في حالات مثل وجود إصابة الإمبراطور مؤقتا بوعكة صحية أو السفر للخارج، يتم تفويض أداء الأعمال المتعلقة بالدولة مؤقتا لولي العهد أو فرد آخر من العائلة الإمبراطورية.

يفترض كل من الدستور وقانون البيت الإمبراطوري الراهنين أن الإمبراطور سيتولى العرش طوال حياته، مع وجود بند بوضع وصاية على العرش في حالات مثل إصابته بمرض خطير لن يكون قادرا على الشفاء منه. وبموجب قانون صدر في عام ١٩٦٤، يمكن تفويض أداء الأعمال المتعلقة بالدولة مؤقتا لولي العهد أو فرد آخر من العائلة الإمبراطورية.

٧. ينص قانون البيت الإمبراطوري السابق الذي تم تبنيه في منتصف عصر ميجي (عام ١٨٨٩) في ظل دستور إمبراطورية اليابان، على خلافة الإمبراطور في العرش فقط عند وفاته. أحد الأسباب وراء ذلك تمثل في أنه خلال فترات من الزمن أجبر أباطرة على التنحي عن العرش ما أدى إلى حدوث اضطرابات سياسية. وقد أُدرج نفس البند في قانون البيت الإمبراطوري الراهن الذي تم تبنيه بعد الحرب العالمية الثانية. ودأبت وكالة البلاط الإمبراطوري على إيضاح غياب بند يسمح لإمبراطور على قيد الحياة بالتنازل عن العرش بأنه يعود جزئيا للقلق من إمكانية التخلي عن العرش بصورة اعتباطية.

قانون البيت الإمبراطوري بنسختيه خلال عصر مييجي وبعد الحرب العالمية الثانية ينص على خلافة العرش فقط عند وفاة الإمبراطور لأنه كان هناك خوف من حدوث حالات تنازل عن العرش من قبل أباطرة على قيد الحياة في أعمار مبكرة بالقوة أو اعتباطيا.

منهجان لتعديل القانون

٨. أحد السبل التي يمكن تصورها للسماح بحدوث تنازل عن العرش قد يتمثل في تنظيم هذه العملية عن طريق تعديل قانون البيت الإمبراطوري. كما أنه حتى بدون تنظيم، يمكن سن قانون خصيصا للسماح بتحقيق رغبة الإمبراطور أكيهيتو وهو أمر يمكن تصوره جدا. يجب أخذ قضايا عديدة بعين الاعتبار مثل متى يجب قبول تنازل إمبراطور على قيد الحياة عن العرش، ولكن على أية حال، من الضروري عرض هذه المسألة على البرلمان.

يتمثل النهج المباشر في تعديل المادة ٤ من قانون البيت الإمبراطوري لتنظيم عملية التنازل عن العرش، ولكن من الممكن أيضا تصور صياغة قانون خاص يطبق فقط في هذه الحالة. وفي كلتا الحالتين، يتعين على البرلمان مناقشة القضية.

٩. بموجب قانون البيت الإمبراطوري، فإن الأول في ترتيب الخلافة الإمبراطورية هو الابن الأكبر للإمبراطور. وإذا كان يتعين على ولي العهد الأمير ناروهيتو خلافة العرش ليأخذ مكان الإمبراطور أكيهيتو، فإن أخيه الأمير أكيشينو سيصبح الأول في ترتيب الخلافة، ولكنه لن يصبح ولي العهد….وبالتالي إذا استهلت المداولات بشأن تنازل الإمبراطور عن العرش، فإن وضع الأمير أكيشينو سيصبح مباشرة موضع دراسة.

تنص المادة ١ من قانون البيت الإمبراطوري الحالي على أنه ”يجب خلافة العرش الإمبراطوري من قبل أحد الذكور من سلالة الذكور المنحدرين من نسل الإمبراطور“(*١)، وتنص المادة ٢ على أن ترتيب الخلافة: (١) الابن الأكبر للإمبراطور، (٢) الابن الأكبر لأكبر أولاد الإمبراطور، (٣) أحفاد آخرون من ذرية الابن الأكبر للإمبراطور، (٤) الابن الثاني للأمبراطور وذريته، (٥) أحفاد آخرون للإمبراطور، (٦) أخوة الإمبراطور وذراريهم، (٧) أعمام الإمبراطور وذراريهم، وفي آخر حالتين الأحقية تكون من نصيب سلالة الفرد الأكبر سنا ومن نصيب أكبر الأفراد سنا ضمن كل درجة من القرابة (مجموعة من الأشقاء). الافتراض الأساسي للدستور يتمثل في أنه سيكون هناك وريث للعرش الإمبراطوري من السلالة المباشرة لأكبر الأبناء سنا، وتنص المادة ٨ على أنه إذا كان وريث العرش الإمبراطوري هو أكبر أبناء الإمبراطور فإن لقبه يكون ”كوتايشي (ولي العهد)“، وإذا لم يكن هناك كوتايشي (في حالة وفاة أكبر أبناء الإمبراطور قبل الإمبراطور) والوريث هو الابن الأكبر لأكبر أبناء الإمبراطور فإنه يلقب بـ”كوتايسون“. ولكن إذا تولى الأمير ناروهيتو العرش وأصبح أخيه الأمير أكيشينو الأول في ترتيب الخلافة، فإن القانون الحالي لا يضم أي بند لإعطائه لقبا باعتباره وريثا للعرش الإمبراطوري، وبعبارة أخرى، لن يكون هناك وليا للعرش. وبالتالي فإن هذه المادة ستتطلب حتما إجراء تعديل.

تغير في العهود عام ٢٠٢٠؟

10. (قبل الفقرة ٩ في النص الأصلي) إذا تولى ولي العهد العرش وأصبح الإمبراطور الجديد، فإن اسم الحقبة الحالية، ”هييسي“، سيتم استبدالها باسم حقبة جديدة. يعود السبب في ذلك إلى أن قانون اسم الحقبة يخول تغيير تسمية الحقبة عندما تحدث خلافة إمبراطورية. وطبقا لمصادر في وكالة البلاط الإمبراطوري فإن الإمبراطور أكيهيتو يرغب بالتنازل عن العرش في غضون سنوات قليلة.

إذا تنازل الإمبراطور عن العرش قبل استضافة طوكيو للألعاب الأولمبية والبارالمبية والتي تبقى عليها ٤ سنوات من الآن، فإن الألعاب ستعقد بينما اليابان تبدأ عصراً جديداً يصبح فيه ولي العهد الأمير ناروهيتو الإمبراطور.

منذ عصر ميجي (١٨٦٨-١٩١٢)، اتبعت اليابان نظام ”عهد واحد، اسم عصر واحد“، وأصبحت هذه الممارسة قانونا مع تبني قانون اسم الحقبة والذي صدر عام ١٩٧٨. وبالتالي فإذا تنازل الإمبراطور الحالي عن العرش وخلفه ولي العهد، فإنه سيتم تبني اسم حقبة جديد بطلب من مجلس الوزراء ويتم استبدال الاسم الحالي في نفس الوقت.

يفترض تقرير NHK بجرأة أن رغبة الإمبراطور في التنازل عن العرش ”في غضون سنوات قليلة“ من الممكن تحقيقه في ٤ سنوات من الآن، ما يشير إلى أن أولمبياد طوكيو القادمة يمكن إقامتها في عهد إمبراطور جديد وباسم حقبة جديد.

قراءة الجزء الثاني من الرابط التالي:
رغبة الإمبراطور في التخلي عن العرش وفرص تحقيقها (الجزء الثاني)

(*١) ^ من الترجمة الإنكليزية لقانون البيت الإمبراطوري http://www.kunaicho.go.jp/e-kunaicho/hourei-01.html

إمبراطور