إنفوغرافيك اليابان

فوكوشيما بعد 8 سنوات من الزلزال الضخم الذي ضرب اليابان

مجتمع

يوافق يوم 11 مارس/آذار مرور 8 سنوات على كارثة زلزال شرق اليابان الكبير الذي وقع في عام 2011. في هذا التقرير نقدم لكم صورة شاملة للوضع عن الحالي لجهود إعادة الإعمار والوضع الحالي في فوكوشيما.

انخفاض عدد الأشخاص الذين يعيشون في المساكن المؤقتة

وفقًا لوكالة التعمير وإعادة الإعمار، فإنه في اعتبارا من شهر يناير/ كانون الثاني عام 2019، لا يزال هناك حوالي 54 ألف شخص من النازحين من ساكني المساكن المؤقتة من جراء الزلزال. مما يعني انخفاض الرقم خلال العام الماضي وحده بما يتجاوز 20 ألف شخص. ولكن في المقابل، لازال هنالك حوالي 5 آلاف شخص من المنكوبين لا يجدون يعيشون في المساكن المؤقتة.

وبدأت محافظة فوكوشيما في آخر مارس/ آذار عام 2017، في توفير مساكن مجانية للنازحين من خارج المناطق المصنفة كمناطق إجلاء في كافة أنحاء البلاد، أو ما يطلق عليهم "النازحين بشكل طوعي". ومنذ ذلك الحين توقفت المدن والقرى عن وضع الكثير من اللاجئين في اعتبارها في تعداد "النازحين"، مما قد تسبب في انخفاض أعداد النازحين في الأرقام الرسمية بشكل كبير.

وارتفع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بعد وقوع الكارثة، لأسباب تتعلق بالزلزال إلى ما يناهز 50 شخص خلال هذا العام، ممن تدهورت حالتهم الصحية بسبب المكوث في مساكن الإيواء المؤقتة، أو الانتحار وغيره.

2018 2019
الوفيات 15894 شخص 15897 شخص وكالة الشرطة الوطنية، في 10 ديسمبر/ كانون الأول عام 2018
المفقودين 2546 شخص 2534 شخص وكالة الشرطة الوطنية، في 10 ديسمبر/ كانون الأول عام 2018
الموت لأسباب تتعلق بكارثة الزلزال 3647 شخص 3701 شخص وكالة التعمير وإعادة الإعمار، في نهاية سبتمبر/ أيلول عام 2018
النازحين من ساكني أماكن الإيواء حوالي 75 ألف شخص حوالي 54 ألف شخص وكالة التعمير وإعادة الإعمار، في ديسمبر/ كانون الأول عام 2018
ساكني المساكن المؤقتة حوالي 20 ألف شخص حوالي 5 آلاف شخص وكالة التعمير وإعادة الإعمار، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018

مشاريع الإسكان تكاد تكتمل

تتوقع وكالة التعمير وإعادة الإعمار أن يتم الانتهاء من مشاريع الإسكان العامة لضحايا الكوارث والتي يبلغ عددها حوالي 30 ألف وحدة سكنية عامة و18 ألف بيت بحلول نهاية مارس/ آذار. بعد ذلك، ستحول السلطات التركيز إلى قضايا البنية التحتية مثل تحسين شبكات النقل وتعزيز منظومة الرعاية الصحية والتمريضية بتلك المناطق.

بناء المساكن والمدن

2014 2016 2019
عدد المساكن العامة لضحايا الكوارث الانتهاء من 9% الانتهاء من 58% متوقع الانتهاء منها بنسبة 100% بالتقريب
عدد المساكن التي أعيد بناءها أو تحت التشييد بأموال الإعانات 111 ألف حالة 127 ألف حالة حوالي 140 ألف (جميعها بالتقريب)
المناطق السكنية التي تم نقلها لأماكن مرتفعة لانتهاء من 5% الانتهاء من 45% متوقع الانتهاء منها بنسبة 100% بالتقريب

(وكالة التعمير وإعادة الإعمار، يناير/ كانون الثاني عام 2018)

انتعاش متفاوت عبر القطاعات الأساسية

وقد عاد الإنتاج العام في التصنيع والزراعة والقطاعات الرئيسية الأخرى في محافظات فوكوشيما وإيواتي ومياغي إلى مستويات ما قبل الكارثة إلى حد كبير. في المناطق التي ضربها التسونامي، تمت استعادة 89% من الأراضي الزراعية واستأنف 96% من مرافق تصنيع المنتجات البحرية عملياتها.

وبلغت نسبة الشركات المتلقية لمجموعة المساعدات المالية بالمناطق المنكوبة، والتي استعادت نسب المبيعات لما قبل وقوع الكارثة 46%. ولكن يظل هناك تفاوت من قطاع لآخر من حيث استعادة المبيعات السابقة بشكل تام.

الصناعة

2014 2018 2019
نسبة مساحة الأراضي الممكن زراعتها من بين الأراضي الزراعية المنكوبة بالتسونامي 63% 84% 89%
نسبة منشآت تصنيع المنتجات البحرية التي استأنفت عملها 80% 93% 96%

(وكالة التعمير وإعادة الإعمار، يناير/ كانون الثاني عام 2019)

رفع أوامر الإخلاء بشكل تدريجي

بعد قيام الحكومة اليابانية في عام 2017 برفع أوامر الإخلاء في عدة مناطق حول مصنع فوكوشيما دايئتشي، لا تزال سبع بلديات، بما في ذلك كل من فوتابا وكوموما وأجزاء من نامي وأربع مدن أخرى، مغلقة أمام السكان.

تصنف مناطق الإخلاء إلى 3 أنواع، ① مناطق يصعب العودة إليها، لوجود قيود على الدخول إليها بسبب كمية الإشعاعات المرتفعة، و② مناطق خاضعة لقيود على السكن، و③ مناطق رفع أمر الإجلاء عنها، حيث تتقدم تجهيزات إعادة الإعمار والتعمير نحو عودة السكان إليها. وبلغ عدد تلك المناطق بعد وقوع كارثة الزلزال إلى 11 منطقة، ولكن بدأت في التناقص تدريجيًا من أبريل/ نيسان عام 2014، وبدأت التحرك نحو عودة السكان إلى المناطق التي رفع عنها أمر الإخلاء.

كما من المتوقع رفع الحظر عن جزء من أوامر الإجلاء في شهر أبريل/ نيسان بمدينة أووكوما (عدد السكان حوالي 10 ألف شخص)، التي تقع بها محطة فوكوشيما دايئتشي النووية، والتي تتواصل بجميع أنحاءها أوامر الإجلاء. ويجري بناء مبنى جديد للمجلس المحلي لمنطقة أوغاوارا بغرب المدينة، استعدادًا لعودة جزء من السكان أخيرًا بعد مرور 8 سنوات على الحادث النووي والزلزال الكارثي.

ولكن يوجد الكثير من السكان الأصليين الذين يفكرون بأنهم لن يعودا إلى مدنهم السابقة، أ ربما لن يستطيعوا، بعد سنوات طويلة من الحياة في مساكن الإيواء. وفي استطلاع رأي أجرته كل من وكالة التعمير وإعادة الإعمار ومحافظة فوكوشيما، في كل المدن والقرى في العامين الماليين 2015، و2016، أجاب أكثر من نصف السكان الأصليين لمدن فوتابا، أووكوما، توميئوكا، وناميئي بأنهم لن يعودوا.

ووفقًا لمحافظة فوكوشيما، يعيش حوالي 32 ألف شخص خارج المحافظة من بين إجمالي يناهز 42 ألف شخص لا يجدون بدًا سوى اللجوء إلى عيشة الإيواء كما في يناير/ كانون الثاني عام 2019. وانتهى بشكل كبير إزالة ركام المساكن والمنشآت العامة بالمحافظة وتتجه كمية الإشعاعات بداخلها إلى التناقص.

تفكيك مفاعل فوكوشيما

وتتواصل أعمال تفكيك المفاعل النووي فوكوشيما دايئتشي التابع لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية، الذي تسبب في أسوء كارثة نووية في تاريخ اليابان بعد زلزال شرق اليابان الكبير. وفي عام 2017، بدأت أعمال فحص باطن المفاعلات 1، 2، و3 باستخدام روبوت وأجهزة أخرى. وفي فبراير/ شباط 2019، تم تثبيت أجهزة بالمفاعل 2، تم تنفيذ أعمال فحص والوصول إلى الوقود النووي المنصهر لأول مرة.

وقامت كل من الحكومة وشركة طوكيو للطاقة الكهربائية بتعديل خطة أعمال تفكيك المفاعل النووي لأول مرة منذ عامين في سبتمبر/ أيلول عام 2017. وعلقت الحكومة الأهداف الخاصة بكل من ① تحديد طريقة إخراج مخلفات الوقود و② اختيار المفاعل الذي ستبدأ منه أعمال استخراج الوقود في البداية، والتي كانت من المقرر أن تنتهي في النصف الأول من العام المالي 2018، لتتأجل إلى العام المالي 2019. أما استخراج الوقود من محيط الوقود النووي المستخدم بكل من المفاعلين 1 و2 والذي كان مقرر بدأه في العام المالي 2020، تم تأجيله لثلاث أعوام لاحقة. وتم الإبقاء على استهداف الانتهاء من أعمال تفكيك المفاعلات النووية خلال 30 إلى 40 عام.

توالي القضايا ضد شركة طوكيو للطاقة الكهربائية ووزارة المالية

ويتواصل إصدار الأحكام القضائية في القضايا الجماعية التي أقامها النازحين، للمطالبة بالتعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم جراء حادث محطة فوكوشيما دايتئشي النووية خلال العام الماضي، والتي صدر في أغلبها أحكام ملزمة لكل من شركة طوكيو للطاقة الكهربائية والحكومة بدفع التعويضات.

وفي القضية التي أقامها 175 شخص من 60 أسرة نزحت لمحافظة كاناغاوا، أقرت محكمة يوكوهاما مسؤولية شركة طوكيو للطاقة الكهربائية والحكومة، وأمرتهما بصرف إجمالي 4.2 مليار ين ياباني لصالح 152 شخص من المدعين. وأقر الحكم القضائي بإمكانية توقع تسرب المياه للمفاعل النووي عند وقوع تسونامي حتى قبل وقوع كارثة الزلزال. واعتبر الحكم أن كل من شركة طوكيو للطاقة الكهربائية والحكومة قد تقاعستا عن اتخاذ التدابير اللازمة إزاء هذا الحادث الكبير.

وتتواصل المقاضاة الجنائية الإلزامية ضد ثلاث مديرين سابقين لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية منهم رئيس مجلس الإدارة السابق كاتسوماتا تسونيهيسا، أمام محكمة طوكيو للنظر في اتهامهم بالقتل الخطأ من خلال عملهم والتسبب في هذا الحادث. وطالب المحامي المحدد والقائم بدور النيابة العامة، في ديسمبر/ كانون الأول عام 2018، بالسجن المشدد خمس سنوات للثلاث أشخاص. ومن المتوقع إصدار حكم نهائي في هذه القضية في مارس/ آذار عام 2019.

(باللغة اليابانية. صورة العنوان: ساعة حائط أزيلت من على حائط بمبنى البلدية القديم بمدينة أوتسوتشي في محافظة إيواتي التي أضيرت بسبب الزلزال. انقسمت الآراء بالمدينة، حيث قررت المدينة تفكيك المبنى البلدي القديم، بينما لازال بعض السكان مطالبين بالإبقاء عليه. 15 يناير/ كانون الثاني عام 2019. جيجي برس.

فوكوشيما إعادة الإعمار زلزال شرق اليابان الكبير