استكشاف عائلة الكاتب والشاعر الكبير ميازاوا كينجي من خلال أحدث أفلامه السينمائية

ثقافة

توفي الشاعر والكاتب ميازاوا كينجي قبل 90 عامًا عن عمر يناهز 37 سنة، لكنه لم يحقق شهرته إلا بعد وفاته. أحد الكتب الحائزة على جائزة ناؤكي الأدبية من تأليف كادوي يوشينوبو يركز على عائلة ميازاوا من منظور والد كينجي، ماساجيرو، والذي تحول الآن إلى فيلم من بطولة ياكوشو كوجي وسودا ماساكي. تحدثنا في هذه المقالة مع المخرج ناروشيما إيزورو عن أحدث أعماله.

نوروشيما إيزورو NARUSHIMA Izuru

ولد في عام 1961 في محافظة ياماناشي. بدأ العمل ككاتب سيناريو في عام 1994 وفاز بجائزة الوجوه الجديدة ضمن جوائز فوجيموتو السينمائية وجائزة أفضل مخرج جديد في مهرجان يوكوهاما السينمائي مع ظهوره الأول في الإخراج عام 2003 في فيلم (يودان تايتيكي) (الصائد والفريسة). وفاز فيلمه (يوكامى نو سيمي) (البعث) لعام 2011 بعشر جوائز ضمن جوائز أكاديمية اليابان النسخة الخامسة والثلاثين، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج. ومن ضمن أعماله الحديثة (إينوتشي نو تيشاجو) (يوم الوداع)، بطولة يوشيناغا سايوري، و(فاميليا)، بطولة ياكوشو كوجي.

نقش ميازاوا كنجي اسمه في تاريخ الأدب الياباني من خلال روايات مؤثرة كما في ”جالاكسي تتسودو نو يورو“ (ليلة في السكة الحديدية الفضائية) وقصص مثل ”تشومون نو أوي ريوريتين“ (مطعم الطلبات الكثيرة)، وله قصائد مثل ”هارو تو شورا“ (الربيع والفوضى). ولد في عام 1896 في مدينة هاناماكي بمحافظة إيواتى، وكان ابنًا لأحد الأثرياء الذين يملكون متجرًا للرهونات، لكنه رفض العمل مع العائلة رغبة منه في شق طريقه الأكاديمي.

وأثناء دراسته في كلية موريوكا للزراعة والغابات، والتي تعرف الآن بكلية الزراعة في جامعة إيواتى، بدأ ميازاوا كنجي بالمساهمة في كتابة قصائد تانكا (نوع من الشعر التقليدي الياباني) وقصص قصيرة في مجلة الهواة (دوجينشي). وبعد تخرجه، بدأ العمل كمحاضر ومهندس زراعي، إلا أنه ولمدة حوالي اثني عشر عامًا، وحتى وفاته بسبب الالتهاب الرئوي في عام 1933، استمر في الكتابة، مقسمًا وقته بين مدنية هاناماكي وطوكيو. ولم يعرف طعم الشهرة أبدًا أثناء حياته، إلا أنها تحققت بعد وفاته بعد أن اكتشف الجمهور مجموعته العظيمة من الأعمال.

مشهد من فيلم ”غينغا تيتسودو نو شيتشي“ (المستكشف الفضائي). يظهر فيه ميازاوا، الذي يلعب دوره سودا ماساكي، وهو منكب على كتابة قصصًا ليقرأها لشقيقته المريضة توشي. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)
مشهد من فيلم ”غينغا تيتسودو نو شيتشي“ (المستكشف الفضائي). يظهر فيه ميازاوا، الذي يلعب دوره سودا ماساكي، وهو منكب على كتابة قصصًا ليقرأها لشقيقته المريضة توشي. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)

حياة ميازاوا القصيرة التي استمرت 37 عامًا تم توثيقها بشكل جيد في سجلات مفصلة وشهادات من المشاركين فيها، وهي معروفة جيدًا للمهتمين بها. إلا أن رواية ”غينغا تيتسودو نو شيتشي“ (المستكشف الفضائي) للكاتب كادوي يوشينوبو الصادرة عام 2017 استخدمت زاوية أخرى لتسليط الضوء على القصة. وعلى الرغم من أنها بلا شك عمل خيالي، إلا أنها مستندة إلى دراسة دقيقة للمواد الوثائقية وتضمن أحداثًا حقيقية. وهي قصة عن ميازاوا الشاب الساذج وعائلته يرويها والده ماساجيرو من وجهة نظره.

إحياء شخصية ماساجيرو

يوضح المخرج ناروشيما بأنه عثر على الرواية بالصدفة في إحدى المكتبات ويقول: ”من البداية، أعجبتني شخصية ميازاوا كنجي كشخص وفنان، ومنذ فترة وأنا أفكر في عمل فيلم عنه. إلا أنني في الوقت الذي أدركت فيه أن هناك العديد من المشاكل التي تجعل من الأمر معقدًا لتصويره كفيلم، حينها وجدت هذا الكتاب“.

ناروشيما قد قرأ بالفعل العديد من السير الذاتية التي تتحدث عن كنجي، لكنه ذُهل من الرؤية الجديدة لهذا الكتاب.

”كان ماساجيرو دائمًا ما يُصوّر على أنه والد صارم للغاية. ولكن عندما تقرأ هذه الرواية، ترى كيف أحب أبناءه وعمل على تربيتهم. لقد وجدت ذلك أمرًا أمثيرًا للاهتمام. والكاتب كادوي عادة ما يقوم بأبحاث متعمقة في قصصه قبل أن يشرع فيها، لذلك ليس الأمر برمته مختلق. وعندما تنظر إلى الخلفية، تتجمع كل الأشياء مع بعضها البعض. وفي نهاية المطاف، سمح ماساجيرو لكنجي أن يحيا الحياة التي يرغب فيها. واعتقد أنه أمر مذهل أن يكون مثل هذا الأب موجودٌ فعلًا في تلك الأيام.”

يعود ماساجيرو (الذي يلعب دوره ياكوشو كوجي) من رحلة عمل بعد أن علم بولادة طفله الأول. ويشاركه والده كيسوكى (الذي يلعب دوره تاناكا مين) هو وزوجته إيتشي (تلعب دورها ساكاي ماكي) لحظة الفرح. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)
يعود ماساجيرو (الذي يلعب دوره ياكوشو كوجي) من رحلة عمل بعد أن علم بولادة طفله الأول. ويشاركه والده كيسوكى (الذي يلعب دوره تاناكا مين) هو وزوجته إيتشي (تلعب دورها ساكاي ماكي) لحظة الفرح. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)

يتناول الفيلم فترة يعاني فيها كنجي من الزحار (حالة مرضية تتسم بالتهاب الأمعاء الغليظة والإسهال النزفي) خلال فترة طفولته، ويشير المخرج قائلًا: ”في ذلك الوقت، كان من الممكن أن يُعتبر أمرًا مخزيًا للأب أن يهتم بطفل مريض في المستشفى. ولكن ماساجيرو تجاهل ما يعتقده الآخرون وحتى ما قاله والده وظل مع ابنه. وأدى ذلك في النهاية إلى إصابته هو شخصيًا بالتهاب المعدة، ولم يتمكن من تناول سوى الحساء خلال معظم حياته أثناء فصل الصيف. لقد أحببت مدى اهتمامه بكنجي، دون أن يشعر بأي ندم“.

ويتحدث ناروشيما عن كيسوكى، والد ماساجيرو وجد كنجي، بأنه من الجيل الأكبر وأكثر تمسكًا بالتقاليد القديمة، ويقول: ”كانت عائلة ميازاوا في الأصل تعمل في مجال الملابس، لكن كيسوكى استقل بنفسه وأصبح صاحب متجر للرهونات. وكان على ما يبدو رجلاً صريحًا وعنيدًا. ويصوره الكتاب كشخص يشكل عبء على عائلته. وكان ماساجيرو واحدًا من أذكى العقول في مدينة هاناماكي، لكن كيسوكى قال له: ’لا يحتاج المُرتَهِن إلى تعليم'، وانضم إلى عمل العائلة. لذلك، أعتقد أنه ربما أراد مساعدة كنجي ليتمكن من فعل ما لم يتمكن هو من فعله“.

 الراقص العالمي تاناكا مين يلعب دور كيسوكى جد كينجي (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)
الراقص العالمي تاناكا مين يلعب دور كيسوكى جد كينجي (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)

ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أن ماساجيرو أصبح أكثر تسامحًا مع ابنه كرد فعل على صرامة والده تجاهه.

”وهناك العديد من الشهادات من بعض الأشخاص الذين يقولون أن ماساجيرو حاول إقناع كنجي بتولى مهام العمل العائلي باعتباره ابنه الأكبر. لكن كنجي لم ينصت إليه. الأمر الذي أجج أوجه الخلاف فيما بينهم، وتشير السجلات إلى أن إحدى هذه الخلافات كانت كبيرة للغاية. لدرجة أنها تركت سمعة سيئة لماساجيرو بوصفه والدًا صارمًا. لكنه في النهاية رضخ لرغبة ابنه. الأمر الذي كان مدهشًا للغاية“.

سابق عصره

كان ماساجيرو شخصية بارزة تعمل لصالح الخدمات المحلية خارج نشاطه التجاري، حيث كان عضوًا في المجلس البلدي ولجنة الشؤون العامة. ويبدو أنه تمعن في الكثير من الأمور في محاولة لمواكبة التطورات. ويقول ناروشيما حيال ذلك: ”أن أكثر ما يثير الإعجاب في ذلك الوقت، أنه حتى قبل ظهور التليفونات، حقق ثروته من تداول الأسهم في المناطق الريفية بمدينة هاناماكي. وبنى شبكة استعلامات قوية خاصة به. وذهب إلى كيوتو لشراء زي الكيمونو، وأقام جلسات تدريب بوذية، وسافر في كل مكان. يبدو أنه كان شخصًا تقدميًا للغاية“.

كانت أفكار كنجي صعبة الفهم على الآخرين، الأمر الذي جعله يدخل في صدامات كثيره مع والده ماساجيرو. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)
كانت أفكار كنجي صعبة الفهم على الآخرين، الأمر الذي جعله يدخل في صدامات كثيره مع والده ماساجيرو. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)

ويوضح المخرج قائلًا بأن شقيقة كنجي، هي الأخرى شخصية مهمة جدًا لفهم حياته.

ويقول: ”ذهبت توشي إلى طوكيو للدراسة في الجامعة، وهو أمرٌ كان نادرًا للغاية بالنسبة للنساء في تلك الفترة. لقد كانت متفردة، وهو الأمر الذي كان ينطبق على كنجي كذلك، وكانت بالفعل متحررة ومستقلة. فهم عائلة عصرية للغاية. وأنا لم اصطنع الأمر ليبدو كما لو كانوا عائلة عصرية. بل أعتقد بالفعل بأنهم كانواً على هذا المنوال“.

والفيلم يستخدم قصص وقصائد كنجي بشكل مؤثر في تصوير الروابط القوية بين الأخ وأخته. ويقول ناروشيما: ”في تلك الأيام، كان من المعتاد قراءة القصائد بصوت عالٍ، وكان الناس كثيرًا ما يقرأون لعائلاتهم. وعلى أساس هذا، اعتقدت أنه سيكون من المثير للاهتمام أن يقرأ كنجي لأخته بصوت عالٍ. وهو أمر يمكننا تصويره في الفيلم ولكنه ليس ممكنًا في الرواية“.

 كنجي يقرأ أعماله لشقيقته توشي (موري نانا) في مخدعها بالمستشفى. يساعد المشهد الجمهور في إعادة اكتشاف قوة أعمال كنجي عندما يتم قراءتها بصوت عالٍ. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)
كنجي يقرأ أعماله لشقيقته توشي (موري نانا) في مخدعها بالمستشفى. يساعد المشهد الجمهور في إعادة اكتشاف قوة أعمال كنجي عندما يتم قراءتها بصوت عالٍ. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)

هناك العديد من الوثائق والمصادر التي تتحدث عن كنجي، وقد أجرى ناروشيما بحثًا شاملاً حولها، لكنه يقول أنها جميعُها معقدة للغاية مما جعل من الصعب تصويرها كمادة فيلمية. إلا أن كتاب كادوي يوشينوبو قدم نظرة جديدة عن كنجي من وجهة نظر والده، مما فتح آفاقًا جديدة أمامه. ”لقد ظننت أنني يمكنني الاستفادة من هذه النظرة الجديدة التي قدمها كادوي. وعلى الرغم من أنها قصة عن شخصية تاريخية حقيقية، إلا أنها ليست سيرة ذاتية لشخص عظيم. بل هي صورة لكيفية رؤية الأب لإبنه الذي يواجه بعض الصعوبات. وأعتقد أن الشباب حتى الآن يمكنهم التعاطف مع هذه الصورة لشاب مشتت الذهن، بروحه التي تستغيث قائلة ’من أنا؟ وإلى أين المآل؟“.

 كان كينجي، الذي ألف قصة ”سيرو هيكي نو غوشو“ (غورش عازف التشيلو)، يعزف أيضًا على التشيلو. فقد كان يحب الموسيقى وكان أيضًا أكثر مُجمع للأسطوانات في مدينة هاناماكي. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)
كان كينجي، الذي ألف قصة ”سيرو هيكي نو غوشو“ (غورش عازف التشيلو)، يعزف أيضًا على التشيلو. فقد كان يحب الموسيقى وكان أيضًا أكثر مُجمع للأسطوانات في مدينة هاناماكي. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)

ويشرح المخرج بأن الخلافات فيما بينهم تختلف عن الصراعات العادية بين الأب والابن، ويقول: ”كان من المضحك رؤية كيف كان العبقري كينجي يتحكم في والده. لذلك، حاولت إبقاء الكثير من الفكاهة في هذا الفيلم. ولم يكن ماساجيرو يحاول أن يجعل الناس يضحكون. فقد كان يصارع بصدق كأب، وهذا ما يجعل الأمر مضحكًا. قد تكون هناك مشاجرات كبيرة، ولكني أعتقد أنه كانت هناك الكثير من الفكاهة بين أروقة هذا البيت أيضًا“.

المهارات التمثيلية جعلت من الأمر كيان متكامل

إن الممثلين المختارين لتصوير ديناميكية العائلة هم بالطبع سر نجاح الفيلم. ولكن ناروشيما يقول بأنه كانت لديه فكرة واضحة للغاية عن الأشخاص الذين يرغب في إعطائهم الدور قبل وقت طويل من بداية العمل.

”بعد أن انتهيت من الرواية وفور تفكيري في تصويرها، قررت اختيار ياكوشو كوجي لدور ماساجيرو وسودا ماساكي لدور كنجي. والطريقة التقليدية هي الاتصال بفريق التمثيل المحتملين وتقديم عرض بمجرد الانتهاء من السيناريو، ولكن هذه المرة اتصلت بهم فورًا بعد أن حصلنا على حقوق الرواية. ذهبت إلى وكلائهم حاملًا الرواية معي وأخبرتهم أنني أريد عمل فيلم عنها أكثر من أي شيء آخر. واعتقد أنهم فقط استسلموا لإلحاحي بعد أن أدركوا أنه لا سبيل للمقاومة. [يضحك]“.

 هذا أول لقاء يجمع النجم ياكوشو كوجي مع سودا ماساكي. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)
هذا أول لقاء يجمع النجم ياكوشو كوجي مع سودا ماساكي. (© لجنة إنتاج فيلم غينغا تيتسودو نو شيتشي. 2022)

يعتبر ياكوشو كوجي شخصية معروفة للمخرج، حيث ظهر إلى الآن في فيلمين متتاليين معه، من ضمنهم فيلم فاميليا إنتاج عام 2022.

”كلا الفيلمين يتعاملان مع الآباء والأبناء، وعلى الرغم من أن كل فيلم لديه فترة وإعدادات مختلفة تمامًا، إلا أنني أردت ترك بعض المساحة الوقتية بينهما. لكن الجائحة أفسدت جدول أعمال الجميع، لذا اقتربت فترة التصوير والإصدار لكلاهما. ومع ذلك، قدم ياكوشو عملاً مثاليًا في تمييز كلا الدورين. فياكوشو يختلف قليلاً عن الممثلين الكبار في الماضي، بحيث يجعل الشخصية التي يلعبها تظهر بقوة أكبر من الممثل الذي يؤديها. فهو لديه شخصيته الخاصة بالطبع، ولكنه لديه طريقة غير عادية على ’تجسيد شخصيات متنوعة‘ من خلال الدور الذي يلعبه“.

وفي هذا الفيلم، يلعب أيضًا دور ماساجيرو وهو في العشرينات من عمره، تقريبًا فترة ولادة كينجي. ”لم أرغب في تعدد توزيع الأدوار، لذا اضطررنا لطلب شيء غير معقول بعض الشيء، ولكنه قدّم أداءً رائعًا. كان يعود للوراء لأكثر من أربعين عامًا، مما جعله يشعر ببعض التوتر. ومع ذلك، اعتقد أنه كان رائعًا في كيفية استحضار روح الشباب والنشاط في حركته. فهو الآن في منتصف أواخر الستينات، ولكن ياكوشو لا يزال يبدع. وفي كل مرة نعمل سويًا في عمل جديد، يقدم أداء يبدو كأفضل أداء له على الإطلاق. وبالنسبة للمخرج، العمل مع ممثل من عياره هو ببساطة أمر يشعرك بالرضا التام“.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، والترجمة من اللغة الإنكليزية. صور المقالة بعدسة هاناي توموكو. الحوار والمادة النصية من إعداد ماتسوموتو تاكويا من فريق عمل Nippon.com)

الفن التقليدي الفن السينما الفن المعاصر