الاحتفال بالذكرى الخمسين لتطبيع العلاقات اليابانية - الصينية مع التركيز على الآفاق المستقبلية

سياسة

لقد مرت خمسون عامًا منذ تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والصين في عام 1972. واليوم، يجد ثاني وثالث أكبر اقتصادين عالميين نفسيهما غارقين في انعدام الثقة المتبادل. المهمة الآن هي خلق علاقة مستقرة للمساهمة في المجتمع الدولي.

عام تاريخي طغت عليه قضية تايوان

في 12 سبتمبر/أيلول من هذا العام، عقدت ندوة عبر الإنترنت لربط الجماهير في طوكيو وبكين، بمناسبة الذكرى الخمسين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين اليابان وجمهورية الصين الشعبية عام 1972. شارك في استضافة الحدث منظمة الأعمال اتحاد الأعمال الياباني والسفارة الصينية في طوكيو، وحضر الحدث شخصيات من الجانب الياباني بما في ذلك رئيس الوزراء السابق فوكودا ياسو، والمتحدث السابق لمجلس النواب كونو يوهي، وتوكورا ماساكازو رئيس اتحاد الأعمال الياباني.

ومع ذلك، كان المزاج السائد في الحدث أقل بكثير من الاحتفالية. صرح عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، في رسالة فيديو تم بثها في الحدث، بصراحة شديدة: ”فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية الأساسية الضرورية لتأسيس العلاقات بين الصين واليابان، مثل التاريخ وتايوان، يجب ألا يكون هناك غموض، لا يوجد أي تغير أو تراجع عن موقفنا الثابت تجاه تلك القضايا“.

وأشار السفير الصيني لدى اليابان كونغ شوانيو، الذي ألقى الكلمة الرئيسية في الحدث، إلى أن نصف القرن الماضي شهد بالفعل زيادة مرحب بها في التبادل والتعاون بين الصين واليابان. في الوقت نفسه، على الرغم من ذلك، طالب الحكومة اليابانية باتخاذ موقف حذر للغاية بشأن قضية تايوان شديدة الأهمية بالنسبة للصين.

تايوان، في الواقع، هي حجر العثرة الأول في طريق العلاقات السلسة والطبيعية بين اليابان والصين، ناهيك عن الولايات المتحدة والصين. عندما زارت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، تايوان في أوائل أغسطس/ آب من هذا العام، أطلقت جولة جديدة من المناورات العسكرية لجيش التحرير الشعبي والتي أظهرت القدرة على تطويق الجزيرة، بما في ذلك إطلاق الصين لأول مرة لصواريخ باليستية باتجاه المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

تبدل وتغير العلاقات بين الدولتين

في 29 سبتمبر/ أيلول 1972، وقع رئيس الوزراء الياباني تاناكا كاكوي ورئيس الوزراء الصيني تشو إنلاي البيان المشترك بين الحكومتين الذي أعاد العلاقات الدبلوماسية. في الشهر التالي، وصلت اثنتان من الباندا الأنثى لانغ لانغ والذكر كانغ كانغ، إلى حديقة حيوان أوينو بطوكيو، مما يسلط الضوء على إطلاق حقبة أكثر دفئًا في العلاقات الثنائية.

بدأ التعاون الاقتصادي الياباني مع الصين على أكمل وجه في ديسمبر/ كانون الأول 1979، عندما زارت رئيس الوزراء الياباني أوهيرا ماسايوشي بكين، وقد وفر هذا الزخم للسلطات الصينية للمضي قدمًا في سياسة الإصلاح والانفتاح. بعد عقد من الزمان، تم قطع هذا الاتجاه مع احتجاجات ومذبحة تيانانمين في يونيو/ حزيران 1989، والتي أدت إلى فرض عقوبات اقتصادية غربية وعزلت الصين عن المجتمع الدولي. ومع ذلك، كانت اليابان هي التي تحركت أولاً لكسر هذا الجمود في العلاقات، حيث وضعت إدارة رئيس الوزراء ميازاوا كيتشي الأساس لزيارة أكتوبر/ تشرين الألأول 1992 من قبل الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو إلى بكين وشيان وشنغهاي.

لكن التسعينيات شهدت تغيرًا في ديناميكية تعزيز العلاقات بين البلدين. فقد انهارت الفقاعة الاقتصادية في اليابان، واتجهت البلاد إلى فترة طويلة من النمو البطيء. في غضون ذلك، اتخذت الصين موقفا أكثر قوة على الجبهتين الدبلوماسية والعسكرية، بما في ذلك تجارب الأسلحة النووية في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز 2006 التي أدانتها طوكيو بشدة. لم تكن الجبهة الاقتصادية أقل هدوء في المنطقة، حيث شهد يوليو/ تموز 1997 بداية أزمة العملة الآسيوية. أضف إلى هذه المواجهات المتكررة بين بكين وطوكيو حول قضايا التاريخ، وكان من الواضح أن البلدين قد دخلتا في فترة برودة ملحوظة في علاقتهما الثنائية.

بمجرد أن تولى كويزومي جونئيتشيرو منصب رئيس وزراء اليابان في أبريل/ نيسان 2001، أدت زياراته المنتظمة إلى ضريح ياسوكوني المثير للمشاكل إلى ردود فعل قاسية من الصين. قد يُنظر إلى السنوات الخمس والنصف التي قضاها في منصبه على أنها ربما تكون أقسى فترة في العلاقات الصينية اليابانية منذ إعادة تشكيلها في عام 1972.

خلال هذه الفترة، تم الاحتفال في قاعة الشعب الكبرى في بكين في 28 سبتمبر/ أيلول 2002، بالذكرى الثلاثين لتطبيع العلاقات بين البلدين. وحضر من اليابان رئيس الوزراء السابق موراياما توميئتشي، ونائب رئيس الوزراء السابق غوتودا ماساهارو، والرسام الشهير هيراياما إيكو. وألقى رئيس وزراء سابق آخر، هاشيموتو ريوتارو كلمة في تلك الاحتفالية. وجلس على نفس المنضدة نائب رئيس مجلس الدولة هو جينتاو ونائب رئيس الوزراء وين جياباو، وكلاهما سيشغلان مناصب قيادية صينية عليا في المستقبل.

رئيس الوزراء الياباني الأسبق هاشيموتو ريوتارو يلقي خطابًا في قاعة الشعب الكبرى في بكين بمناسبة مرور 30 عامًا على العلاقات الصينية اليابانية. حقوق الصورة/ إيزومي نوبوميتشي)
رئيس الوزراء الياباني الأسبق هاشيموتو ريوتارو يلقي خطابًا في قاعة الشعب الكبرى في بكين بمناسبة مرور 30 عامًا على العلاقات الصينية اليابانية. حقوق الصورة: إيزومي نوبوميتشي)

أثناء تواجدي في بكين، سمعت أن وانغ يي، وزير الخارجية الحالي، يصف العلاقات بين اليابان والصين على النحو التالي ”عندما قمنا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية كنا مثل المتزوجين الجدد. لفترة بعد ذلك استمتعنا بشهر العسل، ولكن مع مرور الوقت، مثل أي زوجان فقد نشأت بعض الخلافات بيننا“. بهذا الحساب القائم على الزواج، احتفلت بلادنا في عام 2002 بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات بين البلدين، واحتفل البلدين بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات الثنائية في 29 سبتمبر/ أيلول من هذا العام.

مجهودات شينزو آبي لتحسين العلاقات الثنائية

وُصفت بداية القرن بأنها ”باردة سياسيًا، وساخنة اقتصاديًا“، أو فاترة من الناحية السياسية، على الرغم من أن البلدين قد أقامتا روابط اقتصادية أكثر دفئًا من أي وقت مضى. كما أشرنا أعلاه، كانت إدارة كويزومي بمثابة حقبة شتوية باردة في العلاقات الثنائية بين البلدين. كان رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، الذي قتل في يوليو/ تموز من هذا العام، هو الذي ساعد في إذالة الجليد وإعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.

بعد فترة وجيزة من تولي آبي منصبه لأول مرة كرئيس للوزراء، في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2006، زار الصين والتقى برئيس مجلس الدولة ون جيا باو والرئيس هو جينتاو. كانت هذه هي الخطوة الأولى نحو إعادة بناء ”علاقة استراتيجية متبادلة المنفعة“ بين الصين واليابان.

وضع الأساس لهذه الزيارة الدراماتيكية وانغ يي، سفير الصين في اليابان في ذلك الوقت. ولد وانغ في عام 1953، واحتفل بعيد ميلاده في 8 أكتوبر/ تشرين الأول، وقيل إنه رتب الاجتماع مع وضع هذا التاريخ في الاعتبار. في غضون ذلك، كانت العبارة اليابانية المقابلة لـ ”العلاقة الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة“، على ما يبدو، من بنات أفكار الدبلوماسي تارومي هيديو، الذي يشغل اليوم منصب سفير اليابان في بكين.

تولى آبي منصب رئيس الوزراء مرة أخرى في ديسمبر/ كانون الأول 2012. قبل ذلك مباشرة، في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام، قامت إدارة رئيس الوزراء نودا يوشيهيكو بتأميم جزر سينكاكو، وهي جزء من محافظة أوكيناوا، والتي تدعي الصين أنها جزء من أراضيها. حدث هذا قبيل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني، الذي يُعقد كل خمس سنوات، وأدى ذلك التحرك من قبل الحكومة اليابانية إلى توتر شديد في العلاقات الثنائية، مع اندلاع احتجاجات واسعة النطاق مناهضة لليابان في جميع أنحاء الصين

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، زار آبي الصين مرة أخرى، حيث التقى بالرئيس شي جينبينغ. اعترف الجانبان بأن لديهما وجهات نظر مختلفة بشأن قضية سينكاكو، لكنهما توصلا إلى اتفاق من أربع نقاط بما في ذلك التصميم على استخدام الحوار والتشاور لمنع تدهور الوضع. استمرت هذه القمة القصيرة 25 دقيقة فقط، وتحمل القادة النظرات الصارمة طوال الاجتماع، لكنهما تصافحا والتقطا صورة تذكارية في النهاية.

شي جينبينغ، إلى اليمين، وشينزو آبي بعد اجتماع قمة قصير في قاعة الشعب الكبرى في بكين في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014. (جيجي برس)
شي جينبينغ، إلى اليمين، وشينزو آبي بعد اجتماع قمة قصير في قاعة الشعب الكبرى في بكين في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014. (جيجي برس)

في 9 يوليو/ تموز من هذا العام، بعد يوم من اغتيال رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي في هجوم بسلاح ناري في مدينة نارا غرب اليابان، أرسل شي برقية تعزية إلى رئيس الوزراء كيشيدا فوميئو. وأشاد فيها بالسياسي الراحل، قائلاً: ”عمل رئيس الوزراء الأسبق آبي من أجل تحسين العلاقات الصينية اليابانية أثناء توليه منصبه، وقدم مساهمات قيمة“.

بالعودة مرة أخرى إلى قمة شي آبي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، يجب أن نلاحظ أن فوكودا ياسو، رئيس وزراء اليابان في 2007–2008، هو الذي وضع الأساس لهذا الاجتماع. في يوليو/ تموز 2014، قام بزيارة سرية إلى الصين مع ياتشي شوتارو، المدير العام لأمانة الأمن القومي آنذاك، حيث التقى الاثنان مع شي. كما تحدثا مع وزير الخارجية وانغ يي وعضو مجلس الدولة يانغ جيتشي، الذي أحرزا معه تقدمًا بشأن اتفاقية النقاط الأربع التي سيتم التوصل إليها في وقت لاحق من ذلك العام بين شي وآبي.

يمكن اعتبار فوكودا ياسو ووانغ يي ”أصدقاء قدامى“ من نوع ما، حيث تعود العلاقة إلى ما يقرب من 20 عامًا حتى في ذلك الوقت في عام 2014. في أغسطس/ آب 2008، عندما كان فوكودا رئيسًا للوزراء، حضر حفل افتتاح أولمبياد بكين؛ كما شغل منصب المدير العام لمنتدى بوآو لآسيا بقيادة الصين، من بين خطوات أخرى عززت علاقاته القوية مع بكين.

في عام 1978، وقع والد فوكودا ياسو ، رئيس الوزراء فوكودا تاكيو ( 1976 إلى 1978)، معاهدة السلام والصداقة بين اليابان والصين. من الأب إلى الابن، شارك جيلين من هذه العائلة في تطوير العلاقات بين قادة هذين البلدين.

مرحلة بناء الثقة

إذا سمح لي بذكرى شخصية، في أبريل/ نيسان 1988، قمت بأول رحلة إلى الصين كصحفي في صحيفة برفقة إيتو ماسايوشي، ثم رئيس المجلس العام للحزب الليبراللي الديمقراطي. كانت هذه بداية اهتمامي المهني الحقيقي بالصين، وآسيا على نطاق أوسع.

أرسل تاكيشيتا نوبورو، رئيس الوزراء آنذاك، إيتو إلى بكين كمبعوث شخصي؛ في 19 أبريل/ نيسان، التقى مع دينغ شياو بين ، رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية والزعيم الأعلى للبلاد، في قاعة الشعب الكبرى.

الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ، إلى اليسار، يتحدث مع إيتو ماسايوشي من الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني في 19 أبريل/ نيسان 1988، في قاعة الشعب الكبرى في بكين. (حقوق الصورة: إيزومي نوبوميتشي)
الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ، إلى اليسار، يتحدث مع إيتو ماسايوشي من الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني في 19 أبريل/ نيسان 1988، في قاعة الشعب الكبرى في بكين. (حقوق الصورة: إيزومي نوبوميتشي)

قال دينغ لإيتو: ”لقد قابلت عدد كبير من السياسيين اليابانيين، لكنني قابلتك مرات أكثر من أي واحد منهم. نحن حقًا أصدقاء يمكننا فتح قلوبنا لبعضنا البعض“. الكاميرا في يدي، كنت حاضرًا كعضو في الهيئة الصحفية، لكنني أتذكر شعورًا بالتقارب الحقيقي بين هذين الرجلين من كبار السن.

في الواقع، كان دينغ (84) وإيتو (74) يشاركون في اجتماعهم السادس. في يونيو/ حزيران من العام التالي، وقعت مذبحة ميدان تيانانمين، ولكن بعد فترة وجيزة، كان إيتو من أوائل ممثلي الديمقراطيات المتقدمة في العالم الذين ذهبوا إلى الصين، حيث رأى دينغ للمرة السابعة، مما ساعد لفتح طريق لبكين للعودة إلى مجتمع الدول.

لماذا كان إيتو، الذي شغل منصب رئيس اتحاد برلمانيي الصداقة بين اليابان والصين، قادرًا على كسب هذا المستوى من الثقة من الجانب الصيني؟ أولاً، كان لديه معرفة وثيقة بالوضع الحالي في الصين في ذلك الوقت. كما عزز استقباله في الصين حقيقة أنه كان ينتقد الأعمال العسكرية اليابانية خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية.

بعد تخرجه من قسم القانون في جامعة طوكيو العريقة، كان إيتو موظفًا بيروقراطيًا في وزارة الزراعة والغابات قبل إعارته إلى مجلس تنمية شرق آسيا، وهي منظمة على مستوى الوكالة تم إطلاقها في أواخر عام 1938 لتنسيق سياسة اليابان القارية. أثناء وجوده هناك خدم في شنغهاي. أوهيرا ماسايوشي، الذي كان سيصبح رئيسًا للوزراء في الفترة 1978-80، تم إعارته إلى بنك التنمية الاقتصادية من وزارة المالية في نفس الوقت، وأصبحا صديقين مدى الحياة.

في عام 1943، تلقى استدعي إيتو للخدمة العسكرية. كان مؤهلاً ليصبح ضابطًا، لكن شيئًا ما في جذوره في محافظة فوكوشيما، جعله ينفر من الفكرة، واختار عدم إجراء امتحان المرشحين للانضمام لصف الضباط. في إحدى المرات، ذكر أنه تعرض للضرب على يد أحد الضباط الأعلى، مما تسبب في تحطم نظارته.

الانطباعات السلبية والأمر الواقع

يعود تاريخ العلاقات بين اليابان والصين في الواقع إلى حوالي 2000 عام. وصف رئيس مجلس الدولة تشو إنلاي، أحد مهندسي إعادة العلاقات الدبلوماسية عام بين اليابان والصين 1972، هذه العلاقة بأنها ”2000 عام من الصداقة و50 عامًا من المواجهة“، حيث كانت الفترة الأخيرة نصف قرن من الحرب الصينية – اليابانية الأولى من 1894-1895 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945.

كيف يمكننا إذن وصف نصف قرن مضى منذ أن استأنفت اليابان والصين علاقتهما الدبلوماسية في عام 1972؟ قبل خمسين عامًا، كان أقل من 10000 شخص يسافرون سنويًا بين البلدين. ارتفع هذا الرقم إلى 12 مليونًا قبل أن تؤدي جائحة كورونا إلى تراجع الأرقام مرة أخرى. كما ازدهرت العلاقات الاقتصادية، حيث أصبحت الصين اليوم الشريك التجاري الأكبر لليابان.

على الرغم من كل هذا، ساءت المشاعر الوطنية لدى الجانبين منذ بعض الوقت. في يناير من هذا العام، نشر مكتب مجلس الوزراء الياباني نتائج استطلاع الرأي العام حول الدبلوماسية الذي تم تنفيذه في سبتمبر/ أيلول – نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. وبالمقارنة مع الاستطلاع السابق، الذي تم إجراؤه في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، انخفضت النسبة المئوية للمشاركين الذين اعتقدوا أن العلاقات اليابانية الصينية كانت جيدة 2.6 نقطة إلى 14.5٪، في غضون ذلك، ارتفع أولئك الذين لا يعتقدون أنها تسير على ما يرام 3.4 نقطة إلى 85.2٪.

تم الحصول على نتائج مماثلة من خلال استطلاع الرأي العام بين اليابان والصين الذي أجرته Genron NPO ، وهي مؤسسة فكرية يابانية غير ربحية، ومجموعة الصين الدولية للنشر في أغسطس/ آب – سبتمبر/ أيلول 2021. في الصين، ارتفعت النسبة المئوية للمستجيبين الذين لديهم رأي سلبي عن اليابان 13.2 نقطة من العام السابق إلى 66.1٪، بينما في اليابان، قفز أصحاب الرأي السلبي عن الصين 1.2 نقطة إلى 90.9٪.

في سبتمبر/ أيلول 1997، بعد ربع قرن من تطبيع العلاقات، قدم سون بينغهوا، رئيس جمعية الصداقة الصينية اليابانية - الذي وضع أيضًا الأساس لزيارة رئيس الوزراء تاناكا إلى بكين عام 1972 وكان قريبًا من إيتو - قدم سلسلة من المقالات في صحيفة نيهون كيزاي شيمبون، كتب في الدفعة الأولى منها:

”بالنسبة للصداقة اليابانية مع الصين والصداقة الصينية مع اليابان، فإن الشيء الأكثر أهمية هو: العلاقات بين البشر. أعتقد أنه أمر أساسي للناس أن يتعايشوا مع بعضهم البعض، من القلب إلى القلب. وبهذا المعنى، أخشى أن العلاقات بين الصين واليابان في السنوات الأخيرة كانت تفتقر إلى هذه الأسس العاطفية“.

في الواقع، بينما احتفلت الدولتان بـ ”اليوبيل الفضي“ لعلاقاتهما الثنائية الحديثة، لم تكن العلاقات جيدة بشكل خاص. ومع ذلك، في استطلاع الرأي العام للحكومة اليابانية حول الدبلوماسية الذي أجري في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 1997، فاق عدد المستجيبين الذين لديهم نظرة إيجابية لعلاقات اليابان مع الصين عدد أولئك الذين لديهم وجهة نظر سلبية، بنسبة 45.6٪ إلى 44.2٪.

”واجب تجاه أحفادنا“

لم تعد العلاقة الصينية اليابانية في القرن الحادي والعشرين علاقة يمكن تحليلها ببساطة من حيث منظور العلاقات الثنائية. فاليابان والصين هما ثاني وثالث أكبر اقتصادات وطنية في العالم، وسيكون للمواجهة بين هذه البلدان تأثير شديد على الاقتصاد العالمي ككل. لا تزال الأوضاع العالمية غير مستقرة، حيث أدت الغزو الروسي لأوكرانيا إلى زيادة آثار الجائحة التي لم تنته بعد. اليوم أكثر من أي وقت مضى، يجب على اليابان والصين العمل في شراكة للحفاظ على العلاقات المستقرة والمساهمة في المجتمع الدولي.

في 12 سبتمبر/ أيلول من هذا العام، قدم وزير الخارجية الياباني هاياشي يوشيماسا رسالة بالفيديو في ندوة عقدت للاحتفال بالذكرى الخمسين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية. لقد كشف فيه عن تصميمه على تحسين العلاقات مع بكين: ”إنها مسؤولية تم تسلم دفتها من أسلافنا، وواجب من ناحيتنا تجاه أحفادنا، لبناء علاقة بناءة ومستقرة بين اليابان والصين من خلال الجهود الواعية من كلا البلدين“.

قبل تعيينه وزيرًا للخارجية، كان هاياشي رئيسًا لاتحاد برلمانيي الصداقة بين اليابان والصين. شغل والده، هاياشي يوشيرو، هذا المنصب أيضًا أثناء وجوده في البرلمان، بالإضافة إلى عمله كرئيس لمركز الصداقة اليابانية الصينية. الأب والابن على حد سواء منخرطون بعمق في علاقات اليابان مع الصين.

رئيس الوزراء كيشيدا فوميئو، بالطبع، هو سياسي آخر تقلدت عائلته المناصب السياسية في اليابان - كان والده، كيشيدا فوميتاكي، وجده كيشيدا ماساكي، كلاهما يشغلان مقعدين في مجلس النواب. شغل رئيس الوزراء منصب وزير الخارجية لفترة طويلة (2012-2017)، واجتمع عدة مرات مع أعضاء بارزين في القيادة الصينية. نظيره في بكين، الرئيس شي جينبينغ، هو شخصية سياسية أخرى لديه جذور سياسية: والده، شي تشونغ شون، كان من بين الأجيال الأولى من القادة في جمهورية الصين الشعبية، حيث شغل مناصب بما في ذلك نائب رئيس الوزراء في عهد تشو إنلاي.

بالنظر إلى الخمسين عامًا القادمة، كيف ستستمر العلاقات اليابانية الصينية في التطور؟ يتحمل الزعيمان، وكلاهما ينحدر من عائلات سياسية لها تاريخ كويل، مسؤولية كبيرة لبناء هذه العلاقة.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: رئيس الوزراء السابق فوكودا ياسو يلقي الخطاب الرئيسي في ندوة في طوكيو للاحتفال بالذكرى الخمسين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية الصينية اليابانية في 12 سبتمبر/ أيلول 2022. الصورة من كيودو/ شينخوا)

العلاقات الدولية العلاقات الروسية اليابانية العلاقات اليابانية الصينية