تحدي أسطورة الإمبراطور الذكر: إضاءة جديدة على مجتمع اليابان القديمة

العائلة إمبراطورية

تتحدى المؤرخة النسوية يوشيي أكيكو الافتراضات السائدة فيما يتعلق بتقليد وراثة الذكور للعرش الإمبراطوري، متسلحة في سبيل ذلك بأبحاثها حول الملكة هيميكو التي حكمت في غابر الزمان وإمبراطورات حكمن اليابان.

يوشيي أكيكو YOSHIE Akiko

مؤرخة متخصصة في التاريخ الياباني القديم. أستاذة فخرية بجامعة تيكيو. ولدت عام 1948. تخرجت في جامعة طوكيو للتعليم عام 1971. حصلت على الدكتوراه من جامعة طوكيو متروبوليتان. من مؤلفاتها ’’اختلاق هيميكو‘‘ و’’إمبراطورات اليابان القديمة‘‘ و’’الإمبراطورة سويكو‘‘.

بدايات

يعود حب يوشيي أكيكو لليابان القديمة إلى طفولتها عندما انغمست في حكايات ياماتو تاكيرو وشخصيات أخرى شبه أسطورية من عصر ما قبل التاريخ. تخصصت في الجامعة بدارسة التاريخ الياباني، لكن لم يخطر على بالها أبدا أنه بمقدورها أن تصبح هي نفسها مؤرخة. أرادت أن تسهم بشيء ما في المجتمع، لكن الفرص المهنية للمرأة كانت محدودة للغاية في تلك الأيام.

بعد تخرجها من الجامعة في عام 1971، أمضت يوشيي عاما غير مثمر في البحث عن عمل قبل الزواج في سن 23 عاما (وهو ما يقارب متوسط سن الزواج آنذاك). وكانت أيامها على مدار السنوات الست التالية مشغولة بالتدبير المنزلي وتربية الأطفال. كانت تدرك أهمية العمل الذي تقوم به، لكن ذلك لم يكن كافيا لها.

’’بقدر ما أحببت عائلتي وأردت أن أكون إلى جانبهم، بدأت أتساءل عن فكرة أن مهمة الولادة وتربية الأطفال يجب أن تأخذ النساء بعيدا عن الانخراط في دور أكبر بالحياة العامة للمجتمع، وبدأت أفكر في معالجة تلك القضية من منظور تاريخي. بمجرد أن اتضحت أهدافي البحثية قررت الالتحاق بكلية للدراسات العليا‘‘. كان ذلك في عام 1979، عندما كانت الحركة النسوية في تصاعد في اليابان، كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم المتقدم.

تقول يوشيي: ’’بدأ تاريخ المرأة يحظى بالاعتراف باعتباره تخصصا أكاديميا في اليابان في ثمانينات القرن الماضي، وسط انتشار النسوية وبروز نساء عالمات. كنت واحدة من هؤلاء النسوة‘‘.

ولكن يوشيي تشدد على أن أسس عملها حول النساء في اليابان القديمة كانت متجذرة قبل ذلك بكثير.

حيث تقول: ’’حتى قبل الحرب العالمية الثانية، كانت عالمة الأعراق البشرية تاكاموري إيتسوي [1894–1964] تجادل بأن عادتي زيارة الزواج (عيش الزوجين منفصلين إلا عند المعاشرة) والإقامة الأمومية (إقامة الزوج والزوجة لدى أسرة الزوجة) قد سادتا خلال فترة هييان [794-1185]. لم تصبح الإقامة في بيت الرجل أو بيت أهله هي القاعدة إلا في وقت لاحق. درجت العادة في اليابان القديمة على أن ينشأ الأطفال في أسر أقاربهم من الأمهات، ما عزز الروابط الأمومية. أكدت تاكاموري على أن النساء كن يشغلن مكانة محترمة في المجتمع الياباني القديم، وليس مكانة أدنى. لكن بالطبع، كان الرجال في تلك الأيام يهيمنون تماما على الأوساط الأكاديمية واستمروا في ذلك بعد الحرب، لذلك تم رفض نظرياتها إلى حد كبير‘‘.

قراءة ما بين السطور

حاولت يوشيي في أبحاثها الخاصة تسليط الضوء على الدور السياسي للمرأة في بدايات اليابان القديمة من خلال قراءة دقيقة للنصوص القديمة، بما في ذلك كتب تاريخية تعود للقرن الثامن وهي ’’كوجيكي (سجل الأمور القديمة)‘‘ و’’نيهون شوكي (تاريخ اليابان)‘‘ و’’شوكو نيهونغي (تاريخ اليابان، تكملة)‘‘، بالإضافة إلى مقتطفات شعر مانيوشو (يعود تاريخها إلى القرنين السابع والثامن) وفهرس جغرافي محلي يعرف باسم ’’فودوكي‘‘ وأقدم قوانين اليابان المكتوبة.

تقول يوشيي: ’’لا تجد أي ذكر تقريبا للمرأة في المنح الدراسية اليابانية عند تتبع تطور دولة ياماتو والحكومة القديمة. والمواد التي تشكل مصدرا للفترة القديمة المبكرة محدودة بشكل خاص. ولكن حتى المصادر النموذجية تبدأ في تقديم جميع أنواع القرائن التي تم التغاضي عنها سابقا عندما تعيد قراءتها مع وضع قضايا [المرأة] في الاعتبار. على سبيل المثال، هناك إشارات إلى نساء ترأسن قرى وأصبحن زعيمات عشائر، ووجدنا أن النساء كانت لهن حقوق في الميراث‘‘.

بحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت الأبحاث حول النساء في اليابان القديمة تجذب اهتماما واسع النطاق بنشر العديد من الكتب التي تقدم نتائج جديدة حول أدوار زعيمات عشائر وإمبراطورات (الترجمة الإنجليزية للمقالة تشير بشكل عام إلى الكلمة اليابانية tennō، وهي محايدة الجنس، على أنها ’’إمبراطور‘‘. ولكن بهدف التوضيح وتماشيا مع الممارسة الشائعة، يتم الاحتفاظ بلقب ’’إمبراطورة‘‘ للإشارة إلى أشخاص بعينهم).

’’سلطت الباحثات تدريجيا الضوء على الدور القيادي للمرأة في اليابان القديمة، وقد استشهد بعض المؤرخين الذكور بهذه النتائج في أعمالهم الخاصة. في نفس الوقت تقريبا، أصبحت القضية التاريخية لخلافة العرش الإمبراطوري موضوعا ساخنا في وسائل الإعلام بسبب المخاوف المتزايدة من أن النسل الإمبراطوري سيصل إلى طريق مسدود في ظل القاعدة الحالية التي تستند إلى الخلافة على العرش من نسل الذكور‘‘.

من هي هيميكو؟

في تلك الأثناء أيضا شرعت يوشيي في دراسة رئيسية لهيميكو، وهي شخصية معروفة لنا من قصة مدونة في سجلات تاريخ السلالات الصينية في القرن الثالث للممالك الثلاث. السجل الذي يطلق عليه العلماء اليابانيون اسم ’’قصة شعب وا في سجل ويي‘‘، يتحدث عن هيميكو باعتبارها ملكة ياماتاي وهي بلد في أرض وا (أي اليابان). وتنص على أن مجموعة من زعماء القبائل ’’نصبوا بشكل مشترك‘‘ هيميكو حاكمة عليهم لوضع حد لسنوات الحرب الأهلية. كما يشير إليها على أنها ملكة كاهنة ويذكر أنها حكمت بمساعدة شقيقها الأصغر.

’’كُتبت في اليابان مئات إن لم يكن آلاف الأوراق العلمية حول موضوع هيميكو وياماتاي ، وكلها تستند إلى ’’قصة شعب وا في سجل ويي‘‘. دفعت القراءة الضيقة لهذا المصدر العلماء إلى الاستنتاج –الذي لا يزال قائما حتى اليوم– أن هيميكو كانت كاهنة اعتزلت الناس وأن شقيقها الأصغر هو الذي حكم فعليا. لم يعتقد أحد أنه من المناسب التشكيك في الافتراض المتحيز القائل إن الرجال هم من يتولون بطبيعة الحال زمام السلطة السياسية‘‘.

تعتقد يوشيي أنه يجب تفسير سجل ’’قصة شعب وا في سجل ويي‘‘ في سياق الاكتشافات الأثرية والتاريخية الحديثة، على أساس أن القصة تعكس تحيزات المجتمع الذكوري الصارم في الصين القديمة. بعد إعادة قراءة النص بعناية مع أخذ كل ذلك في الحسبان، تعززت قناعة يوشيي أكثر فأكثر بأن هيميكو اضطلعت بشكل شخصي بالإشراف على حكومة بلدها ودبلوماسيتها.

على سبيل المثال، أحد الأسباب التي جعلت المؤرخين يقللون من دور هيميكو السياسي والدبلوماسي هو أن سجل ’’قصة شعب وا في سجل ويي‘‘ يدعي أن هيميكو لم تظهر شخصيا أمام المبعوثين الأجانب. ولكن يوشيي تعتبر أن عدم ظهور هيميكو دليل دامغ على أنها كانت ملكة. ’’كان ملوك ياماتو لا يظهرون أنفسهم أبدا للغرباء حتى أواخر القرن السابع، عندما أتاح تشييد قصر فوجيوارا على الطراز الصيني مساحة لهم للقاء مبعوثين أجانب‘‘، كما تقول يوشيي.

تشير التحليلات الأثرية لمحتويات تلال المدافن في اليابان (كوفون)، إلى وجود نساء مدفونة فيها، بالإضافة إلى زعماء ذكور في جميع أنحاء الأرخبيل الياباني. وتشكل نسبة النساء في أي مكان من 30% إلى 50% من الإجمالي. تم دفن بعض هؤلاء النساء مع أسلحة. ترى يوشيي أن ’’ التعيين المشترك‘‘ لهيميكو كحاكمة على ما يقرب من 30 من زعماء القبائل حدث في سياق مجتمع شاركت فيه النساء في الحكومة على قدم المساواة مع الرجال.

ووفقا لسجل ’’قصة شعب وا في سجل ويي‘‘، فقد مُنحت هيميكو من قبل مملكة ويي لقب ’’ملكة وا وصديقة ويي‘‘، وهي شهادة –من وجهة نظر يوشيي– على براعة هيميكو الدبلوماسية.

تسليط الضوء على الإمبراطورة سويكو

بين نهاية القرن السادس والربع الثالث من القرن الثامن، اعتلت ست نساء –يمثلن 8 فترات منفصلة– العرش الإمبراطوري لليابان وهن: سويكو وكوغيوكو/سايميي وجيتو وغينميي وغينشو وكوكين/شوتوكو. في الواقع شكلت النساء ما يقرب من نصف الأباطرة خلال تلك الفترة الحاسمة من التاريخ المبكر لليابان والبلاط الإمبراطوري. ولكن المؤرخين عاملوهن كما لو كن مجرد ’’ورثة انتقاليين‘‘، وضعن على العرش لغرض محدد وهو منع حدوث انقطاع في سلالة الذكور.

تشعر يوشيي أن التاريخ كان غير عادل بشكل خاص لأولى هؤلاء النساء وهي الإمبراطورة سويكو (حكمت 592-628). سويكو هي ابنة الإمبراطور كينميي وسوغا نو كيتاشيهيمي من عشيرة سوغا القوية، وقد حكمت لمدة 36 عاما كاملة في فترة شهدت تقدما مهما في مشروع بناء الأمة، بدعم من إدخال البوذية للبلاد. ولكن الفضل في تلك الإنجازات يميل لأن ينسب إلى سوغا نو أوماكو عم سويكو وإلى ابن أخيها الأمير شوتوكو (574-622). وفقا ليوشيي فإن ذلك يرجع جزئيا إلى التحيزات المكتوبة في ’’سجل اليابان‘‘ وهو التاريخ الرسمي الذي يشكل مصدرنا الرئيسي للفترة من أواخر 500 إلى أوائل القرن الثامن.

تقول يوشيي: ’’بدأ تأليه الأمير شوتوكو في الوقت الذي كان يتم فيه إعداد ’’سجل اليابان‘‘ لذلك من الصعب تكوين صورة واضحة عن الإمبراطورة سويكو، حيث إن ذلك الأمير الأسطورة يميل لأن يعتم على صورتها. ولكن بمجرد النظر إلى الحقائق التاريخية التي لا جدال فيها، يبدو واضحا أن سويكو كانت حاكمة حقيقية شاركت بنشاط في الدبلوماسية وعرفت كيفية تحقيق أقصى استفادة من قدرات كلا الرجلين‘‘.

وخلال تلك الفترة من التاريخ –كما تقول يوشيي– مُنح لقب الملك أو الإمبراطور لشخص يمكن أن يقبل قيادته زعماء العشائر القوية في البلاد، بشكل يشابه إلى حد كبير ’’التعيين المشترك‘‘ لهيميكو قبل عدة قرون. تعتقد يوشيي أن اختيار القائد من بين الورثة المؤهلين كان يتحدد على أساس الجنس وليس حسب العمر والخبرة، ولكن كان يتعين أن يكون المرء قريبا من 40 عاما ليكون مؤهلا.

ذكر ’’سجل اليابان‘‘ أن والد الإمبراطورة سويكو –الذي شعر بأنه صغير جدا وعديم الخبرة ليكون إمبراطورا في سن 31– طلب في البداية من زوجة إمبراطور سابق تولي العرش بدلا منه ولكنها رفضت. وتنظر يوشيي إلى هذه القصة (بغض النظر عن التناقضات التاريخية) على أنها دليل على أن الحكمة والخبرة كانا يعتبران أكثر أهمية من الجنس.

تقول يوشيي: ’’كانت البلاط في ياماتو يعزز سلطته وسط منافسة شديدة، حتى أنه أرسل قوات إلى شبه الجزيرة الكورية، لذلك كان على الإمبراطور أن يكون شخصا يتمتع بالخبرة والقيادة حتى يوحد ويحكم من هم تحت قيادته‘‘.

كان عمر الإمبراطورة سويكو عندما تولت العرش 39 عاما، في حين أن الأمير شوتوكو –الذي كان يُعرف آنذاك باسم أومايادو– يبلغ من العمر 20 عاما فقط، ونظرا لأن التركيز السائد كان ينصب على العمر والخبرة، يبدو من غير المرجح ليوشيي أن الأمير شوتوكو أدار شؤون الدولة نيابة عن سويكو. تشكك يوشيي أيضا في الاعتقاد السائد بأن سويكو كانت في الأساس دمية لعمها القوي سوغا نو أوماكو.

تشير يوشيي إلى أن ’’فارق العمر بين العم وابنة أخيه كان سنتين فقط. أميل إلى الاعتقاد أنهما كان مقربين منذ الطفولة، نشآ معا في نفس الأسرة الأمومية لعشيرة سوغا، فهما شخصان متساويان تشاركا أفكارا متشابهة حول بناء الأمة من خلال إدخال البوذية وانتشارها‘‘.

صلة القرابة بين الإمبراطورة سويكو وسوغا نو أوماكو والأمير شوتوكو

المجتمع الثنائي في اليابان القديمة

صنف المؤرخون جميع المجتمعات في وقت ما على أنها كانت إما أبوية أو أمومية. ولكن هناك اعتراف متزايد –تدعمه أنثروبولوجيا ثقافية– بأن اليابان القديمة كانت ’’مجتمعا ثنائيا‘‘، حيث كانت السلالات المنحدرة من نسل الأم والأب تحظى بتقدير متساو. كانت تلك السلالات تلعب دورا في مكانة الفرد داخل العشيرة، وكان يُنظر إلى ذرية الإمبراطور من الإناث والذكور على أنهم ورثة شرعيون للعرش.

تقول يوشيي: ’’لم يتم تقنين مبدأ الأبوية في اليابان حتى أواخر القرن السابع، عندما تبنى البلاط نظام ’’ريتسوريو‘‘ على غرار مؤسسات الصين في عهد أسرة تانغ. لكني أعتقد أن ثنائية النسل استمرت في المجتمع الياباني بما في ذلك بين الطبقة الحاكمة، حتى القرن الثامن أو نحو ذلك‘‘. وتشير إلى أن شجرة عائلة الأمير شوتوكو كما تم تصويرها في العمل الفني ’’تينجوكوكو شوتشو ماندالا‘‘ الذي يرجع تاريخه إلى 622، تكشف بوضوح عن تركيز متساوٍ على سلالات الذكور والإناث. وعلى النقيض من ذلك، يميل ’’سجل اليابان‘‘ إلى التأكيد على الخط الذكوري، ما يعكس التأثير المتزايد للأعراف الصينية داخل السلطة الرسمية اليابانية.

إن وجود دم إمبراطوري من ناحيتي الأم والأب كان عاملا معززا لادعاء الشرعية، وكان زواج الأقارب شائعا بين أفراد الأسرة الإمبراطورية في القرنين السادس والسابع. في الواقع، كان غالبية الأباطرة خلال هذه الفترة –ذكورا وإناثا– من أقرباء إمبراطور سابق من كلا الجانبين الأب والأم بما لا يتجاوز جيلين.

وتشير يوشي إلى أن كلا من الإمبراطور جوميي (حكم 629-641) وزوجته التي أصبحت الإمبراطورة كوغيوكو كانا من أقرباء الإمبراطور كينميي من جهة الأم والأب. كان ابناهما –اللذين أصبحا فيما بعد الإمبراطور تينتشي وتينمو– طفلين صغيرين عندما توفي الإمبراطور جوميي، وتولت والدتهما العرش باسم الإمبراطورة كوغيوكو (حكمت 642-645). ’’على الرغم من تنحيها عن العرش لفترة وجيزة، فقد تم تعيينها مرة أخرى في منصب الإمبراطورة سايميي [حكمت 655-661]، وهي شهادة على قدراتها. وبينما كان ابناها يكبران فقد تعلما بلا شك منها باعتبارها الحاكمة. ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار الإمبراطورين تينتشي وتينمو مثالين على الخلافة الإمبراطورية من نسل الأم‘‘.

خلافة الذكور تمثل قاعدة حديثة

كانت هناك أيضا إمبراطورتان أخريان خلال فترة إيدو (1603-1868): الإمبراطورة مييشو (حكمت 1629-1643) والإمبراطورة غو ساكوراماتشي (حكمت 1762-1771). توافق يوشيي على أن هاتين الشخصيتين ربما كانتا ناكاتسوغي أو ’’ورثة انتقاليين‘‘ وفق المصطلحات الحالية، وتتوقع أن العلماء اعتبارا من ستينات القرن الماضي وبناء على هذين المثالين، خلصوا إلى أن هذه كانت دائما وظيفة الإمبراطورات. لكن أبحاث يوشيي تقول خلاف ذلك.

دونت القواعد الحالية للخلافة الإمبراطورية –التي تمكن الرجال المنحدرين من سلالة الذكور فقط تولي عرش الأقحوان– لأول مرة في قانون البلاط الإمبراطوري عام 1889 والذي تم سنه جنبا إلى جنب مع دستور ميجي في إطار مسعى اليابان لبناء دولة إمبراطورية حديثة.

’’احتدم النقاش حول قواعد الخلافة إلى آخر لحظة، ولكن في النهاية تقرر أنه لا يمكن للمرأة أن تعتلي العرش وأن الخلافة يجب أن تكون حصرية من نسل الأب، أي من الأب إلى الابن‘‘. تجدد النقاش في التسعينات وسط ندرة الورثة الذكور المؤهلين لتولي العرش، وفي عام 2005 أيدت لجنة حكومية خلافة الإناث. لكن زخم تعديل القواعد تضاءل بعد ولادة وريث ذكر للأمير فوميهيتو والأميرة كيكو في عام 2006.

تخلت اليابان –على الورق على الأقل– عن ’’نظام ie‘‘ والمؤسسات الأبوية الأخرى بعد الحرب العالمية الثانية. يمنح دستور ما بعد الحرب القائم على مبدأ السيادة الشعبية، للإمبراطور دورا رسميا على نحو صارم ويمنح حقوقا متساوية للرجال والنساء. تقول يوشيي: ’’وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الشوفينية الذكورية قائمة في المجتمع الياباني، وتستمر الأسرة الإمبراطورية في اتباع قواعد الخلافة التي تم تبنيها في عصر السيادة الإمبراطورية‘‘.

تضيف يوشيي أن جزءا كبيرا من المشكلة يكمن في أن معظم الناس في اليابان لا يدركون أن خلافة الذكور من نسل الأب هي نظام جديد نسبيا.

’’أعتقد أن الكثير من الناس يعارضون تغيير القواعد منطلقين من اعتقاد خاطئ بأن وراثة الذكور كانت تقليدا مقدسا منذ زمن سحيق. لقد حان الوقت للشعب الياباني لتحرير نفسه من هذه الأسطورة وإعادة التفكير في ’’تقاليد‘‘ الأسرة الإمبراطورية في سياق الدور الرمزي للإمبراطور بموجب دستور اليابان‘‘.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية بقلم إيتاكورا كيميي من Nippon.com. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: صورة مثالية للإمبراطورة سويكو من قبل توسا ميتسويوشي تعود لعام 1726، إيفوكوجي، أوساكا)

العائلة الإمبراطورية الإمبراطورة الإمبراطور تاريخ اليابان