الإقطاعيات الثرية غربي اليابان خلال فترة إيدو

ثقافة

اتسم عدد من الإقطاعيات الواقعة غربي البلاد بقوتها الاقتصادية خلال فترة إيدو في اليابان، بالرغم من بعدها عن العاصمة إيدو (طوكيو حاليا).

”كاغا“ هي من ضمن الإقطاعيات الخمس الأكثر ثراء في اليابان خلال فترة إيدو (1603-1868) وكانت الأكثر ثراء في غربي اليابان وتضم ما يعرف حاليا بمحافظة إيشيكاوا و”ساتسوما“ (محافظة كاغوشيما).

أما الإقطاعيات الخمس الثرية التالية، المتممة للعشر الأوائل، كانت تقع كلها غربي البلاد ويحكمها توزاما دايميو وهم القادة الذين لم يخضعوا لتوكوغاوا إياسو إلا بعد أن تمكن من السيطرة على البلاد في معركة سيكيغاهارا في عام 1600، أو قبل ذلك بوقت قصير. وبالرغم من أن هؤلاء الدايميو كانوا يعتبرون من الغرباء ذوي الرتب المنخفضة، وكان مقرهم بعيدا عن إيدو (طوكيو حاليا)، إلا أن العديد من إقطاعياتهم كانت غنية.

وكان الحجم الاقتصادي للإقطاعيات يقدر بوحدة ”كوكو“ والتي تعادل حوالي 180 لترا من الأرز، أو 300 ألف ين بمعايير اليوم (وفقا للحسابات الواردة في ”كتب المحاسبة في إيدو“ من تحرير إيسودا ميتشيفومي). وكانت أيضا مقياسا تقريبيا لكمية الأرز التي يأكلها شخص بالغ خلال عام.

6) عشيرة هوسوكاوا، إقطاعية كوماموتو: 540 ألف كوكو (162 مليار ين)، توزاما

قاتل هوسوكاوا تاداؤكي إلى جانب توكوغاوا إياسو في معركة سيكيغاهارا وتمكن من الحصول على إقطاعية كوكورا الصغيرة (محافظة فوكوؤكا حاليا) في كيوشو. وتزوج ابنه تاداتوشي من تشييوهيمي إياسو، ما عزز العلاقات مع الأسرة الحاكمة.

وفي عام 1632، أدت معاقبة إقطاعي آخر في كيوشو من عشيرة كاتو وأعيد تخصيص أرضه لتصبح من نصيب تاداتوشي ما أدى إلى اتساع إقطاعيته لتصل إلى 540 ألف كوكو وأصبحت تعادل حجم محافظة كوماموتو اليوم تقريبا. وأدى تعيين مديرين زراعيين إلى زيادة الإنتاج وخاصة من البطاطا الحلوة المزروعة في التربة البركانية الخصبة لجبل آسو.

وبالرغم من أن الإقطاعية لم تعد موجودة حاليا، إلا أن زعيم العشيرة الحالي هو هوسوكاوا موريهيرو، الذي كان رئيس وزراء لليابان من عام 1993 حتى عام 1994.

7) عشيرة كورودا، إقطاعية فوكوؤكا: 473 ألف كوكو (141.9 مليار ين)، توزاما

أنشأ كورودا ناغاماسا إقطاعية فوكوؤكا (محافظة فوكوؤكا حاليا) بعد أن مُنحت له الأراضي وذلك لمساعدته في جلب الإقطاعي كوباياكاوا هيديأكي للقتال إلى جانب إياسو في معركة سيكيغاهارا. ولايزال الزعيم كورودا تسوغوتاكا يذكر بسبب التدابير التي اتخذها للتخفيف من حدة الفقر وإعادة بناء الموارد المالية للإقطاعية بعد مجاعة كيوهو في عام 1732، فضلا عن دعمه لفن نو المسرحي.

خريطة لفوكوؤكا في أوائل القرن التاسع عشر تُظهر بلدة القلعة القريبة من البحر، ما يشير إلى ازدهار التجارة (الصورة بإذن من مكتبة جامعة كيوشو)
خريطة لفوكوؤكا في أوائل القرن التاسع عشر تُظهر بلدة القلعة القريبة من البحر، ما يشير إلى ازدهار التجارة (الصورة بإذن من مكتبة جامعة كيوشو)

8) عشيرة أسانو، إقطاعية هيروشيما: 426 ألف كوكو (127.8 مليار ين)، توزاما

حكمت إقطاعية هيروشيما (محافظة هيروشيما حاليا) منذ عام 1619 من قبل عشيرة أسانو وذلك بعد أن تم تخفيض رتبة الإقطاعي فوكوشيما ماسانوري بسبب ارتكابه مخالفات مثل إجراء إصلاحات غير مصرح بها لقلعته. قام أسانو ناغاأكيرا ببناء الاقتصاد من خلال توظيف إداريين مهرة وتحقيق أرباح في أسواق الأرز.

في معبد نيغيتسو بهيروشيما يعبد كل من أسانو ناغاماسا الأب وأسانو ناغاأكيرا الابن (© بيكستا)
في معبد نيغيتسو بهيروشيما يعبد كل من أسانو ناغاماسا الأب وأسانو ناغاأكيرا الابن (© بيكستا)

9) عشيرة موري، إقطاعية تشوشو: 369 ألف كوكو (110.7 مليار ين)، توزاما

حكمت إقطاعية تشوشو من قبل عشيرة موري، التي سيطرت على منطقة تشوغوكو غربي اليابان تحت حكم موري موتوناري في القرن السادس عشر. ونظرا لأن حفيد موتوناري اصطف ظاهريا إلى الجانب المعادي لإياسو في معركة سيكيغاهارا، فقد قلصت أراضيه إلى إقطاعية تشوشو (محافظة ياماغوتشي حاليا).

بذلت الإقطاعية قصارى جهدها من أجل تقليل تكاليف السفر إلى إيدو بموجب نظام سانكين كوتاي وتسوية ديونها. وأصبحت أكثر ثراء في القرن الثامن عشر من خلال تطوير حقول أرز جديدة وبناء موانئ وتقديم قروض لشركات الشحن العاملة في بحر سيتو الداخلي. كما اشتهرت الإقطاعية بإنتاج الأرز والملح والورق والشمع.

وأصبحت الإقطاعية معارضة رئيسية لحكومة الشوغون في السنوات التي سبقت استعادة ميجي.

بقايا قلعة هاغي في هاغي بمحافظة ياماغوتشي والتي كانت مقرا لإقطاعية تشوشو (© بيكستا).
بقايا قلعة هاغي في هاغي بمحافظة ياماغوتشي والتي كانت مقرا لإقطاعية تشوشو (© بيكستا).

10) عشيرة نابيشيما، إقطاعية ساغا: 357 ألف كوكو (107.1 مليار ين)، توزاما

حققت إقطاعية ساغا (محافظة ساغا حاليا) قفزات كبيرة منذ منتصف القرن التاسع عشر في عهد نابيشيما ناؤماسا، من خلال تقليل عدد المسؤولين الحكوميين وتعزيز صناعتها عن طريق استخراج الفحم. كان ناؤماسا منفتحا على التأثيرات والتقنيات الغربية، وقامت الإقطاعية ببناء أفران عاكسة وسفينة بخارية، كما عززت جيشها بأحدث بنادق أرمسترونج المستوردة من بريطانيا.

تخرج من مدرسة كودوكان التابعة لإقطاعية ساغا أشخاص متميزون أصبحوا قادة مهمين في فترة ميجي (1868-1912). وهم من اليسار: إيتو شينبي وسوئجيما تانيؤمي وأوكوما شيغينوبو، الذي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين (بإذن من مكتبة البرلمان القومية في اليابان).
تخرج من مدرسة كودوكان التابعة لإقطاعية ساغا أشخاص متميزون أصبحوا قادة مهمين في فترة ميجي (1868-1912). وهم من اليسار: إيتو شينبي وسوئجيما تانيؤمي وأوكوما شيغينوبو، الذي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين (بإذن من مكتبة البرلمان القومية في اليابان).

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية في 22 يونيو/حزيران عام 2023، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: الجزء الغربي من (الخريطة الكاملة للإقطاعيات اليابانية ”داينيهونكوكو زينزو“) الذي يتضمن جميع الإقطاعيات المذكورة في هذه المقالة)

التاريخ ميجي إيدو التاريخ الياباني