100 حكاية.. تقليد من التراث الياباني عن أشباح يوكاي الجميلة والمخيفة

تاريخ اليابان

أشعِل عددا من الشموع وأطفئها واحدة تلو الأخرى وأنت تروي حكايات مخيفة. عندما تنطفئ الشمعة الأخيرة، سيحدث شيء ما مرعب! في هذه المقالة نقدم لكم تقليد ”مئة حكاية“ الياباني الذي تعود جذوره إلى عدة قرون خلت.

يوموتو كوئيتشي YUMOTO Kōichi

باحث في مجال الفولكلور واليوكاي. ولد في سوميدا بطوكيو عام 1950. عمل سابقا في متحف مدينة كاواساكي كأمين للمتحف ورئيس أمناء المتحف. عمل على جمع وتخزين وتعزيز أهمية مواد يوكاي لأكثر من 30 عاما. المدير الفخري لمتحف يوموتو كوئيتشي التذكاري لليوكاي اليابانية (متحف مييوشي مونونوكي).

أجبرت جائحة  كورونا على إلغاء المهرجانات وعروض الألعاب النارية في اليابان صيف هذا العام، ولكن أفلتت من تداعيات هذه الجائحة عادة تقليدية واحدة وإن كان ذلك في صورة مختلفة. المنازل المسكونة الترفيهية هي أماكن معدة لمواجهة حرارة الفصل الحار عبر بث القشعريرة في الأجساد جراء الخوف. ولكن صيف عام 2020 شهد ظهور منازل مسكونة يمكن التجول بداخلها أثناء قيادة السيارة ما يمكن من التباعد الجسدي، بالإضافة إلى خوض تجارب رعب منقولة على الهواء مباشرة عبر برنامجي ”سكايب“ و”زوم“.

يقول يوموتو كوئيتشي الباحث المتخصص في يوكاي (أرواح ووحوش خارقة) إن اليابان لديها تقليد ثقافي متواصل قائم على تقدير الإثارة الناجمة عن الرعب والتي تعود إلى فترة إيدو (1603-1868). وخلال تلك الفترة حظيت مجموعات ”هياكو مونوغاتاري (100 حكاية)“ بشعبية عارمة على جميع مستويات طبقات المجتمع، سواء على شكل كتب أو تجمعات لسرد القصص. وهي تستند إلى أسطورة حول إضاءة عدد من الشموع وإطفائها واحدة تلو الأخرى مع سرد سلسلة من الحكايات المخيفة في كل مرة. وعندما تنطفئ الشمعة الأخيرة ويغرق المستمعون في الظلام، يقال إن أمرا غريبا ومرعبا سيحدث.

وفي حين أن أصول تقليد المائة حكاية غير واضحة، إلا أنه من المعتقد أنه مستمد من اختبارات الشجاعة للساموراي في فترة موروماتشي (1333-1568)، لتنتشر فيما بعد بين عامة الناس باعتبارها نوعا من التسلية في فترة إيدو.

إحساس بالواقعية

يقول يوموتو: ”أطلقوا عليها اسم “مائة حكاية” لكنهم لم يرووا بالضرورة ذات العدد من القصص المخيفة“. ويوضح أنه على ذات المنوال فإن عبارة مثل ”ياؤيوروزو“ والتي تكتب ”八百万 (أي 8 ملايين)“ باللغة اليابانية تشير ببساطة إلى عدد هائل، وبالتالي فإن 100 حكاية تعني ”عددا كبيرا من القصص“. من بين المجموعات المختلفة هناك مثلا مجموعة ”شوكوكو هياكو مونوغاتاري (100 حكاية من بلاد كثيرة، 1677)“ ومجموعة ”أوتوغي هياكو مونوغاتاري (100 حكاية خيالية، 1706)“، وعلى الرغم من أن عنوان كل من هاتين المجموعتين يحتوي على عدد، إلا أن المجموعة الأولى فقط تتكون من نفس العدد من القصص المشار إليها في العنوان.

كاتسوشيكا هوكوساي، ”100 حكاية: أطباق القصر“ (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).
كاتسوشيكا هوكوساي، ”100 حكاية: أطباق القصر“ (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).

”لم يكن بالمقدور توزيع أعداد كبيرة من الكتب المكتوبة بخط اليد، لذلك ساعد الانتشار الواسع للطباعة بقوالب خشبية على زيادة شعبية مجموعات “100 حكاية”. وكانت الصور التي تحتوي على رسومات أشباح مرسومة على لفائف معلقة تجذب المشاركين إلى التجمعات، كما ساهم فنانون مثل كاتسوشيكا هوكوساي في الأمر عن طريق مطبوعات خشبية ملونة“.

ولكن ما نوع القصص التي تضمنتها المجموعات؟

يشرح يوموتو قائلا: ”إنها ليست قصصا محكمة الحبكة، بالأحرى هي محاكاة لتجمعات رواية قصص تلعب على الروابط الشخصية مع الرواة مثل القول “هذه القصة متناقلة في موقع كذا وكذا” و “سمعت هذه الحكاية من شخص معين”. بهذه الطريقة قاموا بتجميع القصص بناء على ما قال المشاركون في التجمعات إنهم رأوه وسمعوه. جذبت مقدمة “100 حكاية من بلاد كثيرة” القراء بمزاعم بصحتها تستند إلى تفاصيل حول من شهد الأحداث ومكان وقوعها“.

من المجلد الثالث لمجموعة 100 حكاية من بلاد كثيرة. تموت زوجة رجل يُدعى أبي سوبيي بعد معاناة مع المرض جراء تلقيها معاملة سيئة، وتعود كشبح لتنتقم منه (الصورة بإذن من مركز البيانات المفتوحة في العلوم الإنسانية).
من المجلد الثالث لمجموعة 100 حكاية من بلاد كثيرة. تموت زوجة رجل يُدعى أبي سوبيي بعد معاناة مع المرض جراء تلقيها معاملة سيئة، وتعود كشبح لتنتقم منه (الصورة بإذن من مركز البيانات المفتوحة في العلوم الإنسانية).

يُقال إن ”100 حكاية من بلاد كثيرة“ هي النسخة الأصلية من مجموعات هياكو مونوغاتاري وتتكون من 5 مجلدات تحتوي على قصص من توهوكو في الشمال إلى كيوشو في الجنوب. ثلث تلك الحكايات تقريبا يتعلق بأشباح غالبا ما تكون من النوع الغيور المنتقم. فعلى سبيل المثال، يعود شبح الزوجة الأولى التي ماتت أثناء الولادة لمواجهة المرأة التي حلت مكانها وألقت عليها تعويذة شريرة، وتقوم بتمزيق رأسها. قصص أخرى تدور أحداثها حول وحوش غريبة أو حيوانات خارقة مثل ثعابين وثعالب وتانوكي (كلاب الراكون) وقطط.

الأساطير الحضرية تُروى اليوم كما لو أنها حدثت بالفعل، ولكن في عصر المعلومات إذا سمعنا أن شيئا ما حدث في مكان معين يمكننا التحقق عبر الإنترنت أو الذهاب إلى هناك بأنفسنا. أما في عصر إيدو لم يكن الناس يغادرون تقريبا المكان الذي ولدوا فيه. فإذا التقى الناس وقال أحدهم “هذا ما حدث في توهوكو. . . ” لم تكن هناك طريقة للتحقق من القصة، وهو ما يزيد الإحساس بالواقعية، ليطلق جميع المستمعين العنان لمخيلاتهم“.

جزء من ”إيهون هياكو مونوغاتاري (100 حكاية مصورة)“ منشور في 5 مجلدات عام 1841. تُظهر الصورة ”غاسلة الفول“ وهو كاهن سابق قُتل على يد رفيق شرير له، حيث أصبح شبحا في تاكادا في إيتشيغو (الآن محافظة نييغاتا). يظهر الشبح في الليل وهو يغسل حبات فول الأزوكي في النهر. ولأنه كان خبيرا في العد عندما كان على قيد الحياة، يقال إنه يعرف العدد الدقيق لحبوب الفول بمجرد غسلها (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).
جزء من ”إيهون هياكو مونوغاتاري (100 حكاية مصورة)“ منشور في 5 مجلدات عام 1841. تُظهر الصورة ”غاسلة الفول“ وهو كاهن سابق قُتل على يد رفيق شرير له، حيث أصبح شبحا في تاكادا في إيتشيغو (الآن محافظة نييغاتا). يظهر الشبح في الليل وهو يغسل حبات فول الأزوكي في النهر. ولأنه كان خبيرا في العد عندما كان على قيد الحياة، يقال إنه يعرف العدد الدقيق لحبوب الفول بمجرد غسلها (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).

مطاردة الأشباح لهييتارو

ألهم تقليد هياكو مونوغاتاري الكتاب المعاصرين والحداثيين مثل لافكاديو هيرن وموري أوغاي وكيوغوكو ناتسوهيكو. كما لعب دورا كبيرا في قصة المطاردة التاريخية الأسطورية المعروفة باسم ”إينو مونونوكي روكو (سجل أشباح إينو)“ في مدينة مييوشي بمحافظة هيروشيما، حيث زار ساموراي شاب سلسلة من أشباح يوكاي.

تقول القصة إنه طوال الشهر السابع (حسب التقويم الياباني السابق) من عام 1749، ابتلي إينو هييتارو البالغ من العمر 16 عاما بأعداد كبيرة من المخلوقات والظواهر الغريبة التي كانت تحدث له ليلا ونهارا، لكنه اجتاز تلك المحنة بسلام. ووفقا للسجل فقد كان أداء هييتارو لتقليد هياكو مونوغاتاري مع صديق له، حيث قام بإطفاء الشموع واحدة تلو الأخرى، الدافع وراء قدوم سلسلة من الأشباح غير المرحب بها. ويقال إنه روى القصة التي تعود إلى أيام شبابه عندما ذهب لاحقا إلى إيدو (طوكيو حاليا) للعمل في مقر إقامة رئيس إقطاعية هناك.

”انتشرت تلك القصة للتجاوز حدود المنطقة المحلية على شكل لفائف مصورة وكتب مدونة بخط اليد وكتب مصورة. ولأن تلك المصادر مكتوبة يدويا، لم يكن بالمقدور عمل مئات النسخ منها، ولكن كان بإمكان القراء استعارتها من أماكن استعارة الكتب، لذلك من المحتمل أن عدد كبيرا من الناس قد قرأها. رسمت صور بعض اليوكاي في اللفائف المصورة على أنها ذات تأثير قوي، بينما كان شكل بعضها الآخر طفوليا أو جميلا“.

تضمن موكب اليوكاي رأس امرأة مقطوع يتجول في الأنحاء بشكل مقلوب مستخدما الشعر كساقين وهو ينفجر بالضحك، بالإضافة إلى رأس امرأة عجوز عملاق متدلٍ من السقف ويقوم بلعق وجه هييتارو النائم. أبدت هيراتا أتسوتاني الباحثة المختصة بفترة إيدو اهتماما استثنائيا بالقصة، بينما الكتاب مثل إيزومي كيوكا فقد افتتنوا بها واستخدموها كعنصر في أعمالهم.

تفاصيل من لفافة مصورة عن ”سجل أشباح إينو“ تعود لفترة إيدو، يقال إنها دونت الأحداث الغريبة من اليوم الأول من الشهر السابع من عام 1749. يظهر على اليسار هييتارو وقد أمسك به عملاق يظهر على الحائط. يتلقى صديقه غونباتشي الذي شاركه المحنة، زيارة من يوكاي في المنزل المجاور على اليمين (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).
تفاصيل من لفافة مصورة عن ”سجل أشباح إينو“ تعود لفترة إيدو، يقال إنها دونت الأحداث الغريبة من اليوم الأول من الشهر السابع من عام 1749. يظهر على اليسار هييتارو وقد أمسك به عملاق يظهر على الحائط. يتلقى صديقه غونباتشي الذي شاركه المحنة، زيارة من يوكاي في المنزل المجاور على اليمين (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).

تفاصيل من لفافة مصورة لمائة حكاية تعود إلى عصر ميجي (1868–1912). عملية تحديث اليابان لم تعرف نهاية للأعمال التي تصور سجل أشباح إينو. يظهر هذا المثال مخلوقا جاء في الثلاثين من الشهر السابع. إنه يوكاي من الرماد ظهر من مدفأة المبنى. ويظهر في الصورة أيضا العديد من الديدان التي تزحف في أرجاء الغرفة (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).
تفاصيل من لفافة مصورة لمائة حكاية تعود إلى عصر ميجي (1868–1912). عملية تحديث اليابان لم تعرف نهاية للأعمال التي تصور سجل أشباح إينو. يظهر هذا المثال مخلوقا جاء في الثلاثين من الشهر السابع. إنه يوكاي من الرماد ظهر من مدفأة المبنى. ويظهر في الصورة أيضا العديد من الديدان التي تزحف في أرجاء الغرفة (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).

أشباح مخيفة وجميلة

ولدت أشباح يوكاي من خوف الناس من الطبيعة والظلام. يقول يوموتو ”لقد ضبط سكان إيدو مستشعراتهم بدقة على ما قد يتراءى في الظلام. حتى في شوارع المدينة لم يكن هناك ضوء تقريبا بعد أن يحل الغسق، لذلك كان الظلام حاضرا ومألوفا. وبسبب عدم السفر لمسافات طويلة، يمكن أن يظهر عدد من الشائعات المخيفة في مجتمعات الأحياء“. كانت هناك مجموعات من ”سبع قصص غامضة“ مرتبطة بأجزاء مختلفة من المدينة مثل هونجو وكوجيماتشي وأزابو.

كان الخوف من الأشياء الغريبة في فترة إيدو ملازما لوجهة نظر تجاه اليوكاي تعتبرهم سكانا لطيفين وودودين في الحي. وهذا الشعور الأخير كان نتاج تصوير تلك الأشباح بشكل محبب في اللفائف المصورة ومطبوعات القوالب الخشبية.

”أتاح الاستخدام الواسع للطباعة بالقوالب الخشبية لأي شخص الحصول على صور يوكاي بثمن زهيد، لذا أصبحت مألوفة إلى حد كبير. ونظرا لتزايد عدد الأشخاص الذين تخلوا عن خوفهم من يوكاي، فقد ازداد عدد الصور اللطيفة لهم. وتماشيا مع الشعبية المتزايدة لهياكو مونوغاتاري، بدأت أشباح يوكاي بالظهور في زخرفات أقمشة الكيمونو ومنحوتات نيتسوكي المصغرة وفي بطاقات الأطفال وألعابهم“.

بطاقات كاروتا عليها صور يوكاي تعود لفترة إيدو وما بعد (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).
بطاقات كاروتا عليها صور يوكاي تعود لفترة إيدو وما بعد (الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي).

التكيف مع العصر

يقول يوموتو إن ثقافة اليوكاي اليابانية قد تكون معتمدة على مجموعة كبيرة ومتنوعة من المصادر. ”كانت هناك حكايات صينية وقصص بوذية معدلة، لكن الرواة لم يقتصروا على تلك الحكايات فقط، حيث من الملاحظ دمجهم لعناصر ذات طابع روحي أيضا. ولعل أفضل مثال على هذا هو تطوير فكرة “تسوكوموغامي” أو الأشياء التي تكتسب روحا بعد مرور عدد من السنوات. فأي شيء يمكن أن يصبح يوكاي، وهناك جميع أنواع الصور التي تمثلهم“.

شهد عصر مييجي (1868–1912) انضمام أشياء مثل عربات الريكشا التي يجرها الإنسان والمصابيح والمظلات على الطراز الغربي إلى صفوف يوكاي. ومع إدخال السكك الحديدية والقطارات البخارية، كانت هناك قصص عن حيوانات تانوكي حولت نفسها إلى قاطرات، بينما أدى ظهور الكاميرات إلى روايات عن ظهور الأشباح في الصور.

”قصص الأحداث الغريبة تتكيف باستمرار مع التغيرات في العصر والمجتمع وتعيش عليها. وما زالت حالة الخوف والألفة تجاه اليوكاي في آن معا موجودة حتى اليوم. ففي كل صيف عندما يتم بث عروض رعب خاصة على التلفزيون، لا بد أن الخوف يتملك بعض المشاهدين من الذهاب إلى المرحاض بمفردهم، بينما يمسكون بأيديهم هواتفهم المحمولة التي تتدلى منها زينة على شكل أشباح يوكاي جميلة“.

يقول يوموتو إنه حتى ولو كانت طفرة يوكاي الحالية قد أشعلت شرارتها شهرة مانغا ميزوكي شيغيرو ورواية الرعب لكيوغوكو ناتسوهيكو، إلى أنها تعتمد على الجذور الثقافية العريقة.

ويقول إن معظم اليابانيين لديهم صورة ذهنية لمخلوقات مثل كابّا أو أوني أو تينغو. ”هذا ليس شيئا يتعلمونه من آبائهم أو معلميهم، إنه مستمد من ثقافة يوكاي التي يعود تاريخها إلى فترة إيدو والتي يرثها الجميع. وبسبب هذه الثقافة أصبحت شخصية كيتارو التي ابتكرها ميزوكي مشهورة جدا. ولأن البعض يستوحي رسم مانغا عن اليوكاي من ميزوكي أو القيام بأبحاث عن اليوكاي، فإن القاعدة آخذة في الاتساع والثقافة تتناقل من جيل لآخر“.

تشارك ثقافة اليوكاي مع العالم

في شهر أبريل/نيسان عام 2019 افتتح متحف مييوشي مونونوكي في مييوشي بمحافظة هيروشيما وهو المكان الذي يقال إن مطاردة الساموراي هييتارو من قبل الأشباح قد حدثت فيه. تُعرف المنشأة أيضا باسم متحف يوموتو كوئيتشي التذكاري لليوكاي اليابانية، حيث إن جوهر مقتنياته هو مجموعة كتب يوموتو ولفائف مصورة وألعاب وعناصر أخرى تتعلق بيوكاي تم جمعها على مدار 30 عاما.

”كانت هناك بعض الحركات لبناء أسس لأبحاث يوكاي، مثل إنشاء قاعدة بيانات يوكاي في مركز الأبحاث الدولي للدراسات اليابانية، لكنني أردت بشكل منفصل إنشاء متحف مخصص لليوكاي. في الوقت الحالي هناك خطر يتمثل في نسيان المواد التي لم يتم استخدامها في البحث. وفي نفس الوقت الذي يتم فيه إجراء هذا البحث، يجب أن يكون هناك متحف متخصص للحفاظ على المواد للأجيال القادمة. لا يمكن أن يكون مجرد منشأة لتعزيز السياحة المحلية. يجب أن يكون مكانا يرى فيه الموظفون الخبراء أهمية العناية بالمقتنيات للأجيال القادمة، بحيث يفكرون في مشكلات مثل الرطوبة والإضاءة عندما تكون العناصر معروضة أو في التخزين، ويرممونها عند الضرورة. كما يجب أن يكون مكانا يستطيع الناس فيه إجراء الأبحاث“.

يوموتو متحمس أيضا لتشارك ثقافة اليوكاي مع العالم. ففي فعاليات الاحتفال بمرور 150 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين اليابان وإسبانيا في عام 2018، تم عرض جزء من مجموعة يوموتو في الأكاديمية الملكية للفنون الراقية في سان فيرناندو بمدريد. كما يخطط لإقامة معرض يجوب عددا من البلدان في عام 2021.

”أريد أن يرى الناس في جميع أنحاء العالم مدى روعة ثقافة يوكاي اليابانية الفريدة. أصبحت كلمة مانغا معروفة عالميا، وكلمة يوكاي أيضا تأخذ نفس المنحى“.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية بتاريخ 14 سبتمبر/أيلول عام 2020. الترجمة من الإنكليزية. المقابلة والنص من قبل إيتاكورا كيميي من Nippon.com. صورة العنوان: تفاصيل من لفافة مصورة لمائة حكاية تعود إلى عصر مييجي لهاياشي كوماتارو. الصورة بإذن من متحف مييوشي مونونوكي)

ميجي الثقافة الشعبية الثقافة التقليدية تاريخ اليابان