فصل ”كانرو“ ... ندى بارد

ثقافة

يصبح الهواء أكثر جفافا في فصل كانرو، ويكون الطقس جيدا بشكل عام. ويسود شعور بدخول الخريف.

يبدأ الفصل الشمسي ”كانرو (ندى بارد)“ في حوالي 8 أكتوبر/تشرين الأول وفق التقويم الحديث. ويكون الهواء في تلك الفترة صافيا والندى باردا. ويكون حصاد الخريف قد بدأ لتوه، وتنظم الكثير من المدارس فعاليات اليوم الرياضي. وتصل إلى اليابان طيور شتوية مثل الإوز والبط. كما أن أصوات أزيز الحشرات تشق سكون الليل.

تلقي هذه المقالة نظرة على الفعاليات والظواهر الطبيعية في الفترة الممتدة من 8 إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول تقريبا.

اليوم الرياضي في المدارس

تقيم معظم المدارس في اليابان فعاليات اليوم الرياضي في هذه الفترة من العام، على الرغم من أن بعضها يختار فصل الربيع لتجنب الأعاصير والأيام الحارة التي قد تستمر في تلك الفترة.

من المحتمل أن أول يوم رياضي في اليابان قد أقيم في مدرسة بحرية في تسوكيجي بطوكيو، في مارس/آذار عام 1874. وقد استحدث هذا المفهوم المعلم البريطاني فريدريك ويليام سترينج، استنادا إلى الرياضات التي كانت تُمارس في المدارس الإنجليزية آنذاك. ومن ثم انتقلت هذه الممارسة إلى المدارس الابتدائية في جميع أنحاء اليابان في تسعينات القرن التاسع عشر. يُطلق على فعاليات موازية تقام في المدارس الإعدادية والثانوية أحيانا اسم ”مهرجان التربية البدنية“. وتقام خلال هذا اليوم العديد من الفعاليات المتنوعة بما في ذلك الجري وسباقات الحواجز والتتابع وفعاليات رياضية أخرى وفقرات رقص، بالإضافة إلى ألعاب مثل ”تامايري (رمي الكرات في السلة)“ حيث تتنافس الفرق لإدخال أكبر عدد ممكن من الكرات في سلتهم ضمن الوقت المخصص.

تتغير كيفية إدارة الأيام الرياضية مع مرور الوقت، حيث تقوم بعض المدارس الابتدائية حاليا بتوزيع بطاقات مرقمة مقدما أو تبديل مكان المتفرجين حسب الصفوف الدراسية المشاركة في الفعاليات وذلك بهدف تقليل حاجة الآباء إلى التدافع ليتمكنوا من تصوير أطفالهم.

سباق جري (يسار)، ”تامايري (رمي الكرات في السلة)“ (© بيكستا).
سباق جري (يسار)، ”تامايري (رمي الكرات في السلة)“ (© بيكستا).

ناغاساكي كونيتشي (7-9 أكتوبر/تشرين الأول)

يعود تاريخ هذا المهرجان الكبير الذي يُقام في معبد سووا بمدينة ناغاساكي إلى حوالي 380 عاما. وكان يُنظم في اليوم التاسع من الشهر التاسع وفق التقويم القمري السابق ومن المحتمل أن يكون اسم المهرجان قد اشتق من هنا ”اليوم التاسع (كونيتشي)“.

تتناوب أحياء ناغاساكي على الرقص في المهرجان، حيث يأتيها الدور مرة كل 7 سنوات. تحمل فرقة الرقص الرئيسية ”كاسابوكو (شيء يجمع بين رمح ومظلة)“ والذي يزن أكثر من 100 كيلوغرام. تختلف الدعائم المستخدمة كل عام، ففي بعض السنوات تُحمل ”تايكوياما (منصة محمولة عملاقة مزخرفة تزن حوالي طن واحد)“ في موكب استعراضي من قبل 36 شخصا، تُرمى خلالها في الهواء بشكل متكرر. ومن الفعاليات المميزة الأخرى هي ”جاودوري (رقصة التنين)“، حيث تحمل مجموعة من الأشخاص دمية تنين عملاق طويل يبحث عن ”جوهرة“.

تُقدم مجموعة من الأطباق الخاصة في فترة المهرجان، بما في ذلك أرز مطهو ​​على البخار مع فاصوليا الأزوكي، وفجل أبيض مخلل مع الرمان، وحساء سمك الشبوط.

رقصة التنين (بإذن من جمعية المؤتمرات والسياحة بمحافظة ناغاساكي).
رقصة التنين (بإذن من جمعية المؤتمرات والسياحة بمحافظة ناغاساكي).

كانّاميساي في معبد إيسي (15-17 أكتوبر/تشرين الأول)

كانّاميساي هو مهرجان يقام في معبد إيسي في إيسي بمحافظة ميي، حيث يتم خلاله تقديم أول محصول من الحبوب في ذلك العام كنذور إلى ”أماتيراسو (إلهة الشمس)​“ شكرا لها. من بين المحاصيل التي تقدم كنذور، أولى سنابل الأرز التي تُحصد من حقل أرز الإمبراطور في أراضي القصر الإمبراطوري وأرز من مزارعين في مختلف المحافظات اليابانية.

كورودا ساياكو (يسار)، ابنة الإمبراطور الأب أكيهيتو والإمبراطورة الأم ميتشيكو، تترأس مهرجان كانّاميساي لأول مرة في شغل دور رئيسة كاهنة معبد إيسي في 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 2017 (© جيجي برس).
كورودا ساياكو (يسار)، ابنة الإمبراطور الأب أكيهيتو والإمبراطورة الأم ميتشيكو، تترأس مهرجان كانّاميساي لأول مرة في شغل دور رئيسة كاهنة معبد إيسي في 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 2017 (© جيجي برس).

موراساكيشيكيبو

موراساكيشيكيبو هي شجيرة يابانية متساقطة الأوراق. ومع دخول فصل الخريف تنضج ثمار الشجيرة وتتحول إلى اللون الأرجواني. يطلق عليها اسم ”الكرز الجميل الياباني“ باللغة الإنجليزية، أما في اللغة اليابانية فاسمها على اسم موراساكي شيكيبو مؤلف حكاية غينجي، كما يقال إن الاسم مستوحى من فاكهة ”موراساكي“ الأرجوانية. هناك أيضا نوع منها ينتج ثمارا بيضاء تسمى شيروشيكيبو.

موراساكيشيكيبو (© بيكستا).موراساكيشيكيبو (© بيكستا).

مهرجان كوراما الناري في كيوتو (22 أكتوبر/تشرين الأول)

يُقام هذا المهرجان في معبد يوكي، ويعتبر أحد أكثر المهرجانات غرابة في كيوتو. فقد نشأ عندما نُقل الإله ”يوكي دايميوجين“ من قصر كيوتو الإمبراطوري إلى جبل كوراما خلال فترة هييان (794-1185) بصحبة موكب من أشخاص يحملون مشاعل مصنوعة من قصب من نهر كامو. وفي يومنا الحالي يحمل المشاركون معبدا محمولا للإله محاطا بحاملي مشاعل، حيث يتطاير الشرر حول المعبد أثناء السير فيه في أرجاء القرية. وفي ذروة المهرجان يتقارب حاملو المشاعل من بعضهم البعض عند بوابة سانمون في معبد كوراماديرا.

مهرجان كوراما الناري (© بيكستا).
مهرجان كوراما الناري (© بيكستا).

موشي كيكي

موشي كيكي هي هواية الاستماع إلى أزيز الحشرات في أمسيات الخريف. كان الناس في فترة هييان يقيمون حفلات شرب في الريف للاستمتاع بأصوات الحشرات، بينما في فترة إيدو (1603-1868) فقد أصبح بيع الحشرات كحيوانات أليفة أمرا شائعا. تحتوي المختارات الشعرية القديمة ”مانيوشو“ وحكاية غينجي قصائد عن أزيز الحشرات. تُستخدم كلمة ”موشي (حشرات ومخلوقات صغيرة أخرى)“ في قصائد الهايكو للإشارة إلى أزيز الحشرات في الخريف. كما تتناول أغاني الأطفال اليابانية مجموعة متنوعة من الصراصير والجنادب.

تفاح

التفاح من الفواكه الصحية، حيث يحتوي على الكثير من الألياف وفيتامين سي. تزرع محافظة آوموري حوالي 60% من إجمالي تفاح اليابان، يُستخدم الكثير منه في صنع العصير والمربى والخل والحلويات. ومن بين أصناف التفاح في اليابان اليوم ”فوجي“ و ”تسوغارو“ و ”أورين“ والتي نشأت جميعها نتيجة تهجين بين أصناف غربية أدخلت إلى اليابان في عصر مييجي (1868-1912).

تفاح فوجي (يسار) وتفاح أورين (© بيكستا).
تفاح فوجي (يسار) وتفاح أورين (© بيكستا).

فطور شيميجي وهيراتاكي

تشمل الفطور التي تباع عادة في اليابان باسم فطر شيميجي كلا من الفطر المستدير ذي القبعة البنية ”بوناشيميجي“ وفطر ”هيراتاكي“ ذي القبعة العريضة. ينمو فطر هونشيميجي ”الحقيقي“ في البرية في الغابات متساقطة الأوراق وغابات الصنوبر، وهو غني بنكهات أومامي. يحتوي فطرا بوناشيميجي وهيراتاكي أيضا على أحماض أمينية تعزز نكهة الأومامي. وهذه الفطور تناسب مجموعة واسعة من الأطباق بفضل مذاقها اللطيف.

هونشيميجي (يسار) وفطر بوناشيميجي (© بيكستا).
هونشيميجي (يسار) وفطر بوناشيميجي (© بيكستا).

سمك الأسقمري

إن سمك الأسقمري ذو قيمة غذائية عالية ويعرف باسم ملك الأسماك ذات الظهر الأزرق. يمكن اصطيادها على مدار العام، ولكنها تكون غنية بالدهون – وبالتالي ألذ – في الخريف. ولهذا السبب يعتبر موسمها في الفترة من الخريف إلى الشتاء. تحتوي هذه الأسماك على معدن قوي مضاد للأكسدة، وبالتالي لها مجموعة من الفوائد الصحية. يمكن تمليح سمك الأسقمري وشويه أو طهيه في الميسو أو تخليله أو تناوله نيئا كوجبة ساشيمي.

وجبة سمكة أسقمري مشوية بعد تمليحها مع فجل مبشور وصلصة الصويا (© بيكستا).
وجبة سمكة أسقمري مشوية بعد تمليحها مع فجل مبشور وصلصة الصويا (© بيكستا).

(المقالة بإشراف إينوي شويي الباحث والمؤلف في التقويمات وهو أيضا كاهن شينتو ومحاضر زائر في جامعة توهوكو فوكوشي. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: أزهار الجرس الخريفية في أوج تفتحها على طول مسار تسلق جبل غاسّان في محافظة ياماغاتا، © بيكستا)

ثقافة ثقافة شعبية تاريخ اليابان